ماذا تتوقع .. من أمة تعيش في مستنقع ؟؟ .. بقلم بلال فوراني
ماذا تظن … ماذا تتوقع
حين يصير صوت الإسلام
مثل نباح الكلب ونقيق الضفدع
حين يصير ديننا جثة معفنة
مرمية في أقذر مستنقع
دين صار مثل القماش
مهترئ وممزق و مرقعّ
وصار كل شيخ وصوليّ
كان مذهبه سني أو شيعي
يقصّ منه شبرين ويقطع
وكل حمار لا يسوى حذاء
يظنّ نفسه عالم من العلماء
حتى صار نبيّ يقيم الحدّ علينا
وربما صار يشفعّ
شوهوا الإسلام
وزيفوا عذبّ الكلام
وجعلوا الحلال حرام
حتى صار الدين
اصماً أطرشاً لا يسمع
ماذا تتوقع
أخبرني ماذا تتوقع
من أمة كل حياة المرأة فيها
ركض بين المطبخ والمخدع
وكل طموح الذكر فيها
سرير عريض ونساء أربع
ماذا تتوقع
حين يصير الجهاد جهاد نكاح
ويصير الدين بالسيف والسلاح
ويصير الموت ضيفنا في كل صباح
فلا نلبس البياض ولا حتى السواد نخلع
ماذا تتوقع
دُوَل عربية لا تعرف الأصالة
مهنتها الغدر والطعن و العمالة
حكومات حثالة وحكامها من الزبالة
واليد التي تمتد للخير فيها تشلّ و تقطع
ماذا تتوقع
فلسطين ما زالت محتلة
ضحكوا عليهم بإقامة الدولة
وأمة بأكملها غائبة عن الحفلة
والأقصى صار لأقدام اليهود مرتعّ
ماذا تتوقع
العراق صار بدل الإقليم أقاليم
والجيش فيها صار تاريخاً من القديم
والشعب يفيق على كلمة يا رحمن يا رحيم
وبلد بأكملها صارت تمشي بإشارة أصبع
ماذا تتوقع
سوريا صارت جنة الأرض للمجاهدين
كأن الأقصى الشريف انتقل اليها بقدرة قادر أمين لم يظل كلب في العالم لم يأتيها جهاداً لأجل الحور العين هذا يريد النكاح وذاك الانبطاح وآخرهم يريد من الثدي أن يرضع
ماذا تتوقع
وطن عربي ممزق بين ممالك و عشرين دولة
وطن يذبح فيه البقر و البشر دون أن ينسى البسملة وطن لا يخاف الموت لكنه يعيش على انقاض الزلزلة وطن مريض ما عدا دواء يشفيه ولا معجزة من الرب تنفع
ماذا تتوقع
من أمة شعوبها مقهورة
وحكامها لا تسمع
من أمة لا تكتفي من الخيانة
ولا تملّ و لا تشبع
من أمة صارت بين الأمم
مظلمة بعدما كانت تسطع
ماذا تتوقع
أخبرني ماذا تتوقع
ونحن أمة خسرت الكرامة
وصار تاريخها كله في القمامة
وما زلنا على الأطلال نغني أول مطلع
ماذا تتوقع
أخبرني ماذا تتوقع
ونحن أمة جاء دينها يخاطب العقل
فأصبحنا مثل النعام نطمر الرأس في الرمل
ثم نتحارب وننتفّ بعضنا على من كان فينا الأشجع
ماذا تتوقع
أخبرني ماذا تتوقع
لا تتوقع خيراً لا تتوقع
ولا تجامل وتنافق و تتصنّع
ما فائدة المشط العربي النظيف
إذا كان رأس الأمة العربية أصلاً .. أقرع ..؟؟
سيريان تلغراف | بلال فوراني
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)