المغول الجدد .. رسالة إلى السوريين : اتحدوا .. بقلم عيد كوسى
دخل المغول في عام (656 هـ) بغداد حاضرة الدولة العباسية، وقتلوا الخليفة العباسي “بعدما أعطوه الأمان”، وقتلوا حامية بغداد دون إن يبقوا جندياً واحداً، وسبوا النساء، وأحرقوا وحطموا كل ما وصلت إليه أياديهم، وأهم ما دمروه كانت مكتبة بغداد العظيمة، أي أنهم حاولوا طمس التاريخ، وإنهاء حضارة كاملة، وقد كانت تلك المكتبة في حينها “أعظم مكتبة على وجه الأرض”.
بإسقاط بسيط على ما يحدث اليوم في سوريا، نجد أن الوضع مشابه تماماً لما حدث لبغداد، وباقي المدن التي دخلها المغول..
إنهم قد يعطونكم الأمان، ولكن سيقتلونكم إما بشكل مباشر، أو بشكل غير مباشر، اليوم نواجه المغول الجدد، نحن لا نواجه إسلاميين، ولا متشددين، ولا أي نوع آخر أو حزب يعرف من الإنسانية شيء، إننا نواجه حفنة من البشر لا تعرف لا دين ولا إله، ولا رب، هذه حفنة من البشر تريد أن تكون هي الله، والقاتل، والمجرم، لتبسط فكراً دموياً سادياً جديداً، وحقبة سوداء أخرى في عصرنا الجديد، إنهم يهدمون الجامع قبل الكنسية، وينبشون قبور الأولياء ورجالات الزمن الماضي، إنهم يقتلون من هم في دينهم قبل أن يقتلوا من هم خارج الدين الذين يتزرعون به، فهل نستمر بالسماح لهم؟
لنتابع:
بتلك الأيام كانت الدولة العباسية بأسوأ حال، فرق متناحرة على الحكم، كل مدينة تحت حكم خاص، وقد يصل الأمر إلى حكم خاص لأحياء صغيرة، أو قرى نائية، مما سهل على هؤلاء المغول دخول أي مكان يريدون مرتكبين أبشع أنواع القتل والتدمير..
هل هذا ما يحدث اليوم في سوريا؟
الحق أقول لكم: نعم، بالتأكيد، إننا فرق وأحزاب، صغيرة، متقاتلين متناحرين، لا نسمو بالوطن بقدر ما نحاول أن نشد ما نستطيع أن نشده إلى صدورنا.
النتيجة:
هو ازدياد القتل والدمار، والتهجير.
الحل:
لا بد أن نصلح البيت الداخلي، لا بد أن نقف يداً واحدة، قوية، نترفع عن كل ما عدا الأرض، الوطن، قد نفقده بلحظة لا ينفع ندم، لا تسمحوا لهم بالتغلغل أكثر من خلال فسادنا، وخياناتنا، معتقدين أننا نحقق مصالح.
“إن كل مصالحك إيها السوري لا تفيدك بشيء عندما يدخلون منزلك ويقررون بكل دم بارد قطع رأسك أو قتل بنيك أمام ناظريك، أو قتلك أمام عيون أهلك.”
الجيش العربي السوري يقاتل وما زال، وسيبقى، ولكننا نحن ماذا نفعل؟
نقتتل من أجل مكسب صغير لن يفيد عند اقتراب خطرهم المميت؟ وهذا “الجيش العربي السوري” يقدم خيرة رجالاته من أجل الوطن، والأرض، وليس لهم غاية إلا هذا الوطن، وترابه المقدس؟
ألا تدركون؟
استدركوا، ترفعوا عن الصغائر، وكونوا يداً واحدة مهما كانت الاختلافات، اليوم نحن أمام مفترق مصيري..
عجلوا بنصر الوطن، بتعاضدكم..
سيريان تلغراف | عيد كوسى
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)