مقالات وآراء

في ذكرى التصحيح حديث مع القائد حافظ الأسد .. بقلم حيدر شحود

لقد فكرت فيما يمكن أن أكتبه في ظل هذا الزمن العربي الرديئ وسقوط الأنظمة العربية من محيطها إلى خليجها في مستنقع الخيانة والتآمر على العروبة والإسلام والإرتماء في أحضان الإمبريالية الامريكية والصهيونية العالمية ,فلم أجد أحداً أطرق بابه لأسأله عن الذي جرى ويجري في أمتنا وكيف يمكن أن يحلل لي أوضاعها سوى القائد الخالد حافظ الأسد,وفي بداية حديثي معه لا بد لي أن أستأذنه بسؤالي الأول

حافظ الاسد

سيدي الرئيس من هي سوريا ؟

سوريا هي التاريخ هي الأبجدية ,هي مركز الإشعاع الحضاري ومهد الديانات السماوية,هي النموذج الحضاري في العالم للتعايش السلمي الأخوي ,هي بلد الأمن والأمان ,هي روضة من رياض الجنة لمن أحبها وأراد لها خيراً وجحيماً لمن أراد بها سوءً

سيدي الرئيس هناك من طلب من سوريا تنازلات فما هي برأيكم ؟

التنازل المطلوب من سوريا هو أن تنفض يدها من القضية الفلسطينية التي هي محور نضالنا وأن تكف عن دعمها والنضال في سبيلها , والمطلوب أيضاً هو وأن تكف عن دعم المقاومة الوطنية الللبنانية المتمثلة بحزب الله وأن تقطع علاقاتها بالحليف الاستراتيجي ايران وأن لا يكون لنا قرار مستقل المطلوب فقط أن نكون خاضعين لكل ما يملونه علينا ..وإن رفضنا لتقديم هذه التنازلات وإصرارنا على نهجنا وخطنا هو السبب الرئيسي لكل ما حدث ويحدث

سيدي الرئيس هل تسمح أن تصف لنا عصابات الإجرام المنتشرين على أرض بلادنا ؟

إنهم أفراد وقلة قليلة وحتى من تسلل منهم إلى هذا المكان أو ذاك فهو لا يمثل إلا أفراد قلائل أودعوا وإياه ذمههم وضمائرهم خارج حدود الوطن لكنهم رأوا وسيرون أكثر في المستقبل كما رأوا في الماضي أن الشعب أقوى منهم أقوى من مموليهم ومعلميهم

بحديثنا عن هذه العصابات سيدي الرئيس نجد أنهم يتكلمون باسم الدين ويستعطفون العالم باسم الاسلام فما رأيكم بذلك ؟

لا شيء أخطر على الإسلام من أن تشوه معانيه و مضامينه و أنت ترتدي رداء الإسلام و هذا ما يفعله هؤلاء القتلة يقتلون باسم الإسلام، يغتالون باسم الإسلام يذبحون الأطفال والنساء و الشيوخ باسم الإسلام يقتلون عائلات بكاملها باسم الإسلام يمدون يدهم إلى الاجنبي و إلى عملاء الاجنبي على حدودنا يمدون إلى هؤلاء أيديهم ليقبضوا المال و يأخذوا السلاح ليغدروا هذا الوطن و يقتلوا المواطنين اللذين عاشوا معهم في وطن واحد و مدينة واحدة و حي واحد و أحيانا في بيت واحد هذا ما يفعله هؤلاء المجرمون يمدون يدهم إلى الأجنبي مباشرة و يمدون أيديهم إلى و كلاء امريكا على حدودنا يقبضون المال و يأخذون السلاح ليغتالوا هذا الوطن ليقتلوا هذا الوطن ليضعفوا هذا الوطن

فما الذي توجهه باسم شعب العربي السوري لهؤلاء القتلة من عصابات السلاح ؟

أقول لهم واؤكد لهم ولكل من يدعمهم ويمولهم أننا الآن أشد تضحية وأشد تصميماً وأشد نضالاً وأشد تمسكاً وقوة في مواجهتهم وانهم زائلون لا محالة وإننا المنتصرون والباقون بإذن الله

سيدي الرئيس في كلامنا عن العصابات المسلحة نتذكر قطر التي كان لها دور في دعم هذه العصابات ,فما الذي تقوله في هذا الإطار ؟

لن أتحدث الآن عن مدى دعم قطر لهذه المجموعات وتسخيرها الملايين من الدولارات لتقديم السلاح

لها لكن سأتكلم عن حجم هذه الدويلة التي لا أعتقد أنّ هناك أي إمكانية موضوعية وواقعية كي تتجاوز الدور المرسوم لها. إمكانياتها الديموغرافية محدودة، فهي بلد صغير جداً ومحصور بين دول كبرى في الخليج، ويمكن اعتبارها محميّة أمريكية مباشرة، تتواجد فيها قواعد أمريكية. لولا ذلك، لا يمكنها أن تلعب أي دور على الإطلاق لأنها دويلة هامشية، ليس لديها الإمكانات ولا القدرات للعب هذا الدور حتى لو كانت مركزاً مالياً كبيراً.

فالمركز المالي الكبير لا يسوّغ لدولةٍ ما مثل قطر بإمكانياتها المحدودة والتي لا توجد فيها رموز ثقافية محددة، وليست نموذجاً جاذباً لأي شيء لا في الديمقراطية ولا في القيم الثقافية، أن تلعب دوراً حقيقياً، ويمكن أن تسقط متى رُفع الغطاء الأمريكي عنها

سيدي الرئيس على المستوى الدولي ماهي المتغيرات الدولية الجديدة التي طرأت على العالم وبرزت من خلال الأزمة السورية ؟

لقد ظهرت من جديد قوى دولية كبرى وفاعلة على الساحة الدولية كروسيا والصين وقد تجلى ظهورهم من خلال استخدامهم حق النقض في مجلس الأمن ضد أي قرار يستهدف سوريا وبقوة, هذا الدور الذي خلق توازناً دولياً فلم يعد هناك قطب واحد تتزعمه امريكا ,ونحن الآن ننظر بكل احترام وتقدير لهاتين الدولتين اللتان فهمتا الحقيقة ولمستا حقيقة ما يجري على الأرض السورية حتى باتت قناعتهما هي الأصدق بعكس بقية الدول هذه القناعة التي ولدت ثبات الموقف الروسي والصيني مما يجري في سوريا والتأكيد على وجود عناصر مسلحة من تنظيم القاعدة تسعى لضرب استقرار سوريا

كيف تنظر إلى مدى صمود الشعب السوري خلال هذه الأزمة ؟

إن وعي شعبنا كان كبير وسيبقى الصخرة الصلبة التي تتحطم عليها أحلام المتآمرين وتتحطم عليها أمامها أوهام المستعمرين,لقد كان وعي شعبنا دائما كبير وكان ولا يزال الضمانة لكل مسيرة ناجحة في تاريخ هذا البلد

سيريان تلغراف | حيدر شحود

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock