انتفاضة دم شهيد و صرخة جندي على أشواك تحصد ربيع عمر ورود سورية .. بقلم دنيز نجم
رغم انتصار سورية على الحرب الكونية عليها إلا انتصارها بات مرهون بإنتصارها من الداخل فنسف اسرائيل أهون من اقتلاع جذور الفساد المتراكم بالداخل و إن لم يتم القضاء على رؤوس الأفاعي الفاسدين و اقتلاعهم من الجذور فسنبني سورية الحديثة على الرمال المتحركة التي ستنهار كلياً مع أول عاصفة تعترضها .
منذ بداية الأزمة كان الفساد المتراكم هو السبب الحقيقي لاستمرارها و قد انتشر مؤخراً على صفحات التواصل الإجتماعية عن بعض المدن الصغيرة حقائق من أشخاص يعيشون بداخلها و يعانون من قسوة المسؤولين الفاسدين في القيادة العليا و حاولوا التعبير عن اشمئذاذهم مراراً و تكراراً و صوتهم وصل و لكن الفاسدين يتحدوهم بأنهم الأقوى و يعيروهم بضعفهم بأن أصواتهم حتى و إن سمعت لن يكون لها مستجيب لأن ما يملكوه من أدلة لا يكفي لإدانتهم و لكن في الحقيقة ما يملكوه هو أغلى من كنوز الدنيا إنه دم الشهيد الذي لا يساوم عليه .
بكل أسف هناك مسؤولين داخل الجيش لم يعلنوا انشقاقهم عن الوطن بعد و لكنهم انشقوا عن انتمائهم له و انشقوا عن أخلاقهم و ضمائرهم و انشقوا عن عقيدتهم التي كنا نعرف أنهم يؤمنون بها … وطن – شرف – إخلاص … إنهم مسؤولين في أمن الدولة غلفوا أنفسهم بعباءة الوطن و على أكتافهم رتب عالية يستغلونها لتحقيق مصالحعم الشخصية و كأنهم فوق الوطن فيمارسون من خلالها أبشع أنواع العنف و أبشع أنواع الخيانة التي لا يقبلها عقل بشر لأنهم يتلاعبون بأمن الدولة و بمصير الجندي العربي السوري و بمصير المواطنين الضعفاء في البلدات الصغيرة و كل هذا من أجل المال فإطالة مدة الأزمة بسورية تحقق لهم أحلامهم و هم بداخل الوطن فلم يعد هناك أي داعي لانشقاقهم و ابتعادهم عنه فهم يبيعون السلاح للمسلحين الذي كان من المفروض أن يكون من حق الجندي السوري و يفتحون الحواجز ليسمحوا للعصابات المسلحة بالتسلل إلى البلدات الصغيرة و خلال مدة قصيرة نسمع بمجزرة و على الحواجز لا يخضع للتفتيش سوى المواطن العادي فقط أما ابن فلان ممنوع أن تقترب من سيارته الفخمة و السيدة الفلانية تحمل كرت أحمر من العقيد الفلاني و لا يحق لأي جندي أن يسألها عن أي شيء أو يقوم بتفتيش سيارتها و إن تجرأ و أخطئ الجندي بتطبيق النظام و قام بتفتيشها فعقابه سيكون وخيماً و صوته لن يسمعه أحد و منهم موجود في السجون بهذه اللحظة بسبب تطبيق النظام لأنه أصبح مخالفة في زمن الفوضى و الخيانة الشرعية باسم الوطن .
أما المعونات الإنسانية التي تصل إلى سورية تكون إما لدعم المسلحين أو للتوزيع على الفقراء و إن كانت من نصيب الفقراء يتقاسمها المسؤولين فهي من حقهم لأنها وصلت لأيديهم أولاً و لا أحد يدري ما القيمة الحقيقية التي وصلت لكل فقير هذا إن حصل على أي شيء و إن كانت المعونات أغذية و ألبسة فيقوم المسؤولين بالإحتفاظ بها ليعيدوا بيعها للتاجر و هو بدوره يبيعها للمواطن نفسه ففي ظل غياب الرقابة عمّت الفوضى أرجاء الوطن و هذه لم يعد اسمها سرقة مواطن بل أصبحت تجارة و التجارة شطارة حتى تعويضات عوائل الشهداء يسرقون منها و يتلاعبون بأعصاب عوائل الشهداء حتى يشعروهم بالمذلة ليكون استشهاد أبنائهم عقاباً يقاصصون عليه بدلاً أن يكون وسام شرف يكرمون عليه أما عن الأسلحة التي يتم تسليمها إليهم ليقوموا بدورهم و يسلموها للجنود على الحواجز يحتفظون بأكثر من نصفها و يوزعون الباقي على الجنود و هذه كان اسمها بالماضي سرقة أما الآن فهي أحد حقوقهم المشروعة و اسمها الجديد تجارة فتجارة السلاح هي أفضل تجارة و هي تجارة مشروعة لأنهم أصحاب رتب و الكل يخاف من نفوذهم لأنهم يستخدمونها لزرع الرعب داخل الماطن قبل الجندي فأخلاقهم قد وصلت درجة حرارتها إلى ما تحت الصفر .
الإلتحاق بالجيش العربي السوري كان شرف كبير لكل مواطن سوري من أجل حماية الوطن و لكنه اليوم أصبح هو سبب إطالة مدة الأزمة و سبب كبير لكارثة يطبخها الوصوليون على نار هادئة :
1- عندما يترك الجندي السوري عائلته و منطقته فهو يعرضها للخطر الأكبر و هو السرقة انتهاك حرمة أسرته و دخول المسلحين .
2- الجندي السوري أصبح اليوم سلعة يتم المساومة عليها من قبل المسؤولين أصحاب الرتب من أجل المال .
3- المجازر المرتبكة بحق الجيش السوري لا نرى فيها أي مسؤول أو ابن مسؤول فقط الجنود الفقراء فمن هو الذي سهل مهمة دخول المسلحين و ما هي مصلحته من وراء هذا .
4- المسؤول يستخف بحياة الجنود الواقفين على الحواجز فلا يعطيهم من السلاح ما يكفيهم في حال تمت مداهمتهم فكيف لهم أن يقوموا بمهمة القتال إن لم يكن لديهم ما يكفيهم لحمابة أنفسهم .
5- كيف تتم سرقة دبابة من الجيش العربي السوري إن لم تكن بعلم المسؤول عن هذه القطعة و بأوامره يتم إسكات عناصر الجيش التابعين له لأنه يملك النفوذ الذي يستغله ضدهم فإما أن يكونوا صم بكم عمي أو ستتم معاقبتهم و ربما يخرس صوتهم للأبد فالدبابة لا تطير فوق الأرض و لا تمشي بنغمة رومنسية لا يسمعها الجميع لأنها ليست الدبابة صاحبة الظل الخفيف .
6- المسؤولين أصحاب الرتب يؤمنون البنزين للمسلحين و بأسعار مضاعفة عن الأسعار الحقيقية كي يملئوا بها سياراتهم ليداهموا المدنيين و الجيش فهم لا تهمهم سوى مصلحتهم الشخصية حتى لو كانت على حساب الوطن .
7- سؤال يطرح نفسه لماذا يحمل المسلح أحدث أنواع الأسلحة و الجندي السوري الذي يقف على الحاجز لا يحمل إلا سلاح عادي لا يستطيع به أن يؤمن الحماية لنفسه .
8- من هو المسؤول في الجيش الذي يعتقد أنه أهم من جنود سورية و من هو فلان الذي يمنع الجندي من تفتيشه و ان قام بتفتيشه سيعاقب و المضحك المبكي أنه لا يعاقب من قبل أحد غريب بل من مواطن سوري يرتدي البدلة العسكرية عليها رتب و بهذه الرتب يدوس على رؤوس الجنود العساكر و الذي كان من المفروض منه أن يكون قدوة لكل شريف يقوم بخدمة العلم .
9- أين هي حرمة الجندي السوري بأن تكون كرامته محفوظة من قبل الدولة كي يتحقق العدل ألم تكن كافية تلك المجازر بحق الجيش العربي السوري لتصل الرسالة أن هناك خونة ما زالوا يمارسون عملهم كقادة في الجيش أم ينتظرون صرخة جندي تصحي دم الشهيد لينتفض دمه كي يدافع عنهم إنهم قادة مسؤولين و لكن ليس على أمن الدولة بل على انهيار دولة ذات سيادة كانت عنوان للأمن و الأمان .
10- أين هي حرمة الشهيد الفقير الذي لا يمشي في جنازته قائد فرقته أهكذا يكرمون أصحاب الرتب شهداء الوطن و أين هي المعونة لأهل الشهيد التي يتم سرقة نصفها من قبل المسؤولين و لا تصلهم إلا بعد أن يذلوهم و كأنهم يشحدون .
الجندي العربي السوري ترك ملذات الدنيا و لبى النداء لخدمة العلم ليدافع عن عقيدته التي يؤمن بها و يقتلع الإرهاب من جذوره و يضحي بأغلى ما لديه من أجل سورية و لم و لن يبخل بعطائاته اللامتناهية حتى يكتب النصر بدمه و لكن إن لم يتم استئصال الخونة من المسؤولين عن الأمن أصحاب الرتب فهذا سيؤثر تأثيراً كبيراً على مستقبل سورية لأن ما يقوم به الخونة من أصحاب الرتب ليس له سوى معنى واحد و هو أنهم يستفزون الجيش العربي السوري ليقوم بإنقلاب عسكري ضد القائد و هذا الأمر في غاية الخطورة و ربما من يعيش في سورية لا يرى هذا الأمر حقيقة كونه يعيش ضمن نفس الدائرة المحيطة به فيستبعد فيها هذه الاحتمالات لأن تركيزه منصب على انتصارات هذا الجيش و كأنه دبابة أو طيارة أو بندقية و ينتظرون منه تقديم الكثير دون الإلتفات إلى أهم نقطة و هي أن الجندي الذي يسعى لإعادة الأمن و الأمان بسورية هو نفسه لم يعد يشعر بهذا الأمان بل يشعر بالذل و المعاناة و يتمنى أن يكون شهيداً على أن يقبل أن يكون ذليلاً لأنه لم يجد من يسمع صرخته فالجميع يطلبون منه ليلبي طلباتهم فالشعب يطلب منهم الحماية و المسؤولين يتأمرون عليهم و يتآمرون عليهم و ما عليهم سوى الطاعة و التنفيذ لأنهم وضعوا حياتهم في خدمة الوطن يا لها من مهمة صعبة تميتهم قبل أن تقتلهم لترميهم شهداء .
هناك من يخططون بقمة الذكاء ليدمروا كيان سورية و جبهتها من الداخل لأنهم يعملون بالتدريج على سحب شعبية القائد بشار الأسد دون أن يكونوا محط الأنظار لأنهم كتلة الشر الداخلية التي يعمل جميع أعضائها بنفس الوقت و لكن في مختلف الاتجاهات فتجار الموت حاصروا الشعب السوري بأسعار تخنقهم ليموتوا من الجوع أو ليعترضوا على ما كانوا في السابق يقبلون به فيتوجهوا نحو الدولة ليتهموها بالتقصير و يتمردوا عليها و المسؤولين الفاسدين أصحاب الرتب العالية يحاولون أن يخنقوا الجندي السوري و يذلوه بطريقة استفزازية تجرح كرامته لكي يضغطوا عليه لكي يكون تمرده عسكرياً فينقلب على الدولة و النتجية ستكون انقلاب عسكري من الجيش العربي السوري بمساندة الشعب السوري ليتخلص من كل منهم من الفساد المتراكم الذي خنقهم و خنق روح الحياة في سورية حتى دم الشهيد سينتفض على هذه الأشواك التي تحصد ربيع عمر ورود سورية إنهم يقتلون الجيش و الشعب معاً بكل الأسلحة عدا السلاح الحقيقي و هذه الجرائم هي ليست روايات من الأفلام بل هي وقائع حصلت و تحصل كل يوم و الأدلة فيها كبيرة و لن أتخذ من الأسلوب المعتاد عليه في إثبات حقيقة هذه الجرائم المرتكبة بذكر أسماء المظلومين و تواريخ الاعتداءات و القرى التي تعرض فيها الجيش لمجازر كان للمسؤولين يد كبيرة فيها و من نهب و من سرق و من اعتدا على القانون بالسلطة المعطاة له لأن هذه القضية ليست قضية عادية بل إنها قضية تمس أمن دولة ذات سيادة و لهذا السبب يجب أن تكون الأدلة فيها مدلاة من أشخاص يمثلون الرأي العام لكي يحددوا بأنفسهم بعد فراءة هذا الموضوع ما جاء به من جرائم ليقبتوا هم بأنفسهم إن كانت هذه الجرائم وقائع حقيقية أم أنها مجرد إدعائات فرأي الكاتب لا يهم بقدر الرأي العام المطلع عليها .
بكل التقدير و الاحترام للقائد المقاوم الأسطوري سيادة الرئيس بشار حافظ الأسد نطلب منه النظر في قضية تمس بأمان جيشنا العظيم و كرامته لرّد اعتباره و حماية حقوقه من قادته الذين باعوا ذممهم للشيطان و الرأفة و التكريم لعوائل الشهداء لأننا نريد أن نبني معك سورية الحديثة على أرض متينة لا على رمال متحركة تهوي مدمرة مع أول عاصفة تعترضها لأنك تحديت العالم من أجلنا سنتحدى الكون لأجل أن تبقى معنا تحمينا و تحافظ على كرامتنا و تعيد إلينا ما ضاع منا في زمن الخيانة و زمن الحرية الملطخة بالدماء فسورية في عهدكم عرفت طريق المجد و الحرية و الأمن و الأمان و سنبايعك قائداً لسورية لأننا نثق بشخصك الكريم الحكيم في كل شيء و لأنك لا ترضى بالذل لشعبك و لا لجيشك و لأنك تسير بنا من نصر إلى نصر دام عزك يا أسدنا و راية النصر سنرفعها معك لنعيد الأمجاد لسورية الأسد التي أركعت الكون و لم تركع … حماة الديار عليكم ألف تحية و سلام يا صناع النصر بكم نفتخر و معكم ننتصر .
سيريان تلغراف | دنيز نجم
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)