آفاق العمل السياسي في ظل التعددية الحزبية الجديدة .. بقلم عبد الرحمن تيشوري
توصف المجتمعات التي تحكمها دساتير وتؤمن بالتعددية الحزبية والسياسية وتعمل بتداول السلطة بأنها مجتمعات ديمقراطية وهي حالة مدنية راقية ترفع من قيمة الفرد في المجتمع .
يمكن للأحزاب السياسية المعارضة أن تلعب دوراً موازياً لدور الحزب الحاكم والقائد والخادم للناس في الدولة فيمكنها أن تحد من سلطته من خلال كشف حالات الفساد لديه والإشارة إلى مواقع الخطأ في قراراته وذلك بشكل ديمقراطي من خلال مجلساً للنواب يكون فاعلاً وبذلك تحمي هذه الأحزاب أفرادها ومواطنيها من تعسف السلطة الحاكمة وبضمانة الدستور النافذ في هذه المجتمعات ونحن ندعو من عشر سنوات الى احزاب فاعلة تنافس البعث . كما يمكن للأحزاب السياسة أن تلعب دوراً ونشاطاً متمماً لدور الدولة وتساعد على إشاعة قيم المبادرة والعمل الجماعي والاعتماد على النفس وتعزيز مفهوم المواطنة من خلال عملها على تصفية كل الأوضاع الاجتماعية البالية ،ومراقبة الاحتكار وغلاء الأسعار في الأسواق .
إن العمل الحزبي والسياسي الجماعي الهادف له نتائج ايجابية في المجتمع ويمكن اعتباره معياراً لحداثة الدولة والمجتمع فتطوير الدولة وتحديثها لا يتم بقرار سياسي وإنما هو نتاج عمل جماعي منظم .
عندما يضمن الدستور قيام أحزاب سياسية ويحمي عملها في المجتمع تستطيع أن تنتزع حقوق مواطنيها وأفرادها وتضمن حريتهم وتعمل على تنميتهم وتؤمن عدالتهم وبذلك يمكن أن تساهم بتحويل العمل السياسي في المجتمع إلى قضية عامة يتداولها كل الأفراد ولا تبقى حكراً على النخب السياسية ومن شأن هذا التحول أن يعمم ثقافة الحياة في المجتمع وبهذا يمكن أن يتحول المجتمع الاستهلاكي إلى مجتمع الرقي والإنتاج الحقيقي .
خلق الإنسان ليحيا ويجب أن يحيا حياة سعيدة تقوم على الحرية والتنمية والعدالة فكيف لإنسان أن يتمتع بهذه القيم وهو يكرس كل وقته للعمل ولا يستطيع أن يحصل على مسكن مريح يأوي إليه ولا ملبساً لائقاً يرتديه ولا طعاماً كافياً يغذيه ،كيف لإنسان أن يتمتع بهذه القيم وهولا يعرف المسرح ودور السينما والمكتبات وليس لديه الوقت والمال ليذهب مع أسرته إلى الحدائق والمتنزهات وربما يسكن بجوارها .هذا هو إنساننا اليوم في مجتمعنا الاستهلاكي جبل من الهموم يكبر يوماً بعد يوم ولا أمل في حلول سحرية تهبط من السماء لذلك نأمل أن تكون أيامنا القادمة مليئة بالعمل السياسي الجماعي والمنظم لنستطيع متعاونين إيجاد الكثير من الحلول لمشاكلنا العامة والخاصة .
كلنا أمل بالغد وبناء سوريا الغد ..سوريا المتجددة دائماً وأبداً .
المجد لسوريا.
سيريان تلغراف | عبد الرحمن تيشوري
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)