انخفاض إنتاج النفط في سورية من 400 ألف برميل يوميا إلى 20 ألف
أشار رئيس “الاتحاد المهني لنقابات عمال النفط والثروة المعدنية” غسان السوطري إلى انخفاض إنتاج النفط من 400 ألف برميل يومياً، إلى 20 ألف برميل، مبينا أن نحو 70% من معامل أدوية القطاع الخاص متوقفة، والمعمل الوحيد للدولة الذي يعمل هو “تاميكو”، الذي لا يعمل إلا بنحو 15% من طاقته.
ونقلت صحيفة “تشرين” الحكومية، عن السوطري قوله إن: “إنتاجنا من النفط لا يتجاوز 5% فقط”، مشيرا إلى “وجود مشكلات في إيصال تلك الكميات إلى مصافي التكرير، لصعوبة الشحن والنقل نتيجة انعدام الأمن وتعرض الكميات للسرقة أو الحرق”.
وبين أن “سورية تستورد الدولة النفط الخفيف، وبقية المواد والمشتقات النفطية،لأن الموجود الآن هو النفط الثقيل فقط”.
أما ما يخص العمال، أوضح السوطري، أن “الدولة تعاملت بحرص مع عمال قطاع النفط، فحتى عمال الشركات الأجنبية المتعاقدة معهم بعقود خارجية لم تكن تخضع لقوانين العمل السورية، وعندما انسحبت الشركات الأجنبية بموجب العقوبات المفروضة على سورية، قامت الدولة بدفع رواتبهم حفاظاً عليهم بعدما تركتهم الشركات الأجنبية”.
كما أكد السوطري أن “المصافي تعمل لكن ليس بكامل طاقاتها، وكذلك قطاع الغاز والمحروقات، وأكد أن هناك نسبة ضئيلة من العمال عملت مع المسلحين وعلموهم آليات تكرير النفط”.
وفيما يتعلق بقطاع الصناعات الكيماوية، أوضح السوطري، أن “هناك نحو 70% من معامل أدوية القطاع الخاص متوقفة، والمعمل الوحيد للدولة الذي يعمل هو تاميكو، وهو لا يعمل إلا بنحو 15% من طاقته”.
وأشار إلى أن “معمل تاميكو يعمل خارج مقره أيضاً، بعد جهود جبارة بذلتها الإدارة وعمالها، وهناك معمل السيرومات الأساسي في البلاد الذي توقف عن العمل، بعدما كان يغذي القطر كله، ومن أصل 300 عامل هناك 100 عامل مجهولي المصير، قد يكونوا إما مقتولين أو مخطوفين”.
توقفت “الشركة الطبية تاميكو”، عن الإنتاج منذ بداية العام الحالي بسبب الظروف الأمنية الصعبة المحيطة بمقر الشركة، وتواجه الشركة مشكلات فنية تتجلى بقدم آلات معمل السيرومات القائم حالياً في الشركة، ومعاناة الشركة من نقص في عدد الصيادلة ومدراء الصيانة – الإنتاج – التخطيط وعدم مجاراة التطورات العلمية في الحصول على شهادات الجودة و GMP والأيزو الحديث وغيرها، كما أن وضع البنية التحتية للشركة والكيان المعماري قديم وغير ملائم، لاعتماد وزارات الصحة العربية والهيئات الدولية في منح تراخيص دوائية نوعية وذلك حسب “المؤسسة الكيميائية”.
والأضرار المباشرة لـ”شركة تاميكو” بلغت 201 مليون ليرة، في حين بلغت الأضرار غير المباشرة لها بنحو 545 مليون ليرة.
وعن معامل المنظفات، أشار سوطري إلى أن “أكثر من 80% منها أغلق، وأسعار منتجاتها تضاعفت كثيراً، ونحو 70- 80% من عمالها أصبحوا في منازلهم من دون دخل”، مبينا أن “العمالة الموجودة في قطاع الكيماويات لا يعمل منها أكثر من 22- 23% فقط”.
بدوره، ذكر رئيس “الاتحاد المهني لنقابات عمال السياحة والتبغ والتنمية الزراعية” إبراهيم عبيدو، أنه “لا يعمل حالياً سوى من 3- 5 مطحنة قمح في حلب من أصل 26 مطحنة”.
وأشار إلى “انخفاض الكمية المقرر استلامها من محصول القمح لهذا العام من 3 ملايين طن إلى 85 ألف طن فقط”، لافتا إلى “سرقة الأقماح والصوامع وتهريبها إلى تركيا”.
وأكد مدير عام “المؤسسة العامة لتجارة وتصنيع الحبوب” موسى نواف علي، الشهر الماضي، أنه لتاريخه تم استلام 833.2 ألف طن من القمح المنتج محلياً، مؤكدا على أن مخازين القمح تكفي احتياج سورية لأكثر من عام، لافت إلى أن المؤسسة تعاقدت على استيراد 2.4 مليون طن وصل منها 1.2 مليون طن، والباقي يأتي تباعاً حسب العقود الموقعة أصولاً.
وكانت مصادر تجارية بينت أواخر الشهر الماضي، أن مشتريا سوريا أبرم صفقة لشراء 23 ألف طن من قمح الطحين، وهي أول شحنة تجارية يتم التعاقد عليها في أسابيع.
كما أوضح المدير العام لـ”المصرف التجاري السوري” فراس سلمان، مطلع الشهر الجاري، أن “المصرف التجاري السوري” موَّل مؤخراً قرضاً لمصلحة “المؤسسة العامة للحبوب” بقيمة تعادل 15 مليون يورو، في حين مازال المصرف بصدد الموافقة على قرض بقيمة تعادل 30 مليون يورو لجهتين عامتين، لاستيراد القمح والطحين.
يشار إلى أن آلاف المنشآت الاقتصادية توقفت عن العمل جراء الأحداث التي تشهدها البلاد منذ نحو عامين ونصف، في وقت يعيش السوريين ضغوط معيشية كبيرة مع انخفاض القيمة الشرائية لليرة، في حين تضاعفت الأسعار عدة مرات.
سيريان تلغراف