الولادة المبكرة عامل تعاسة للأطفال في مختلف جوانب الحياة
كثيرا ما تعتمد الصحف المطبوعة والإلكترونية زاوية “الأبراج” التي تحذر أصحاب هذا البرج أو ذاك من مخاطر محددة، أو تبشرهم بالخير وبالأخبار الطيبة، بناء على تاريخ الميلاد، بكل ما يحمله القراء من آراء مسبقة حول هذه الزوايا، التي تتراوح بين التحفظ إزاءها أو التعامل ما يرد فيها كأخبار ترفيهية لا أكثر.
لكن علماء فنلنديون أجروا دراسة حول تأثير موعد ولادة الشخص عليه، وما إن سيكون سعيدا في حياته، وما هو الموقع الذي سيشغله في المجتمع، وإن كان سيصبح ثريا أم فقيرا، وهل سيتزوج أم لا وإن تزوج فهل سينجب، ليس من منطلق الأبراج، بل من منطلق آخر وهو هل ولد الإنسان قبل الموعد المحدد أم لا.
شملت الدراسة 9 آلاف شخص ولدوا جميعا في هيلسينكي في فترتيّ الثلاثينات والأربعينات من القرن الماضي، 500 منهم ولدوا قبل الموعد المحدد لذلك بأسابيع.
أخذ العلماء في عين الاعتبار الظروف التي أحاطت بالأطفال بعد ولادتهم وبحياتهم اللاحقة، بما في ذلك التعليم والموقع في السلم المجتمعي والوظيفة أو المهنة التي يمارسها والدخل المالي.
انتهت هذه الدراسة بأن معظم من ولدوا قبل أن يتموا 9 أشهر يشغلون مواقع متدنية وأنهم الأكثر فقرا، بالإضافة إلى أن هؤلاء يمارسون العمل الجسدي أكثر من الأعمال التي تستند إلى القدرة الذهنية.
يرى الباحثون الفنلنديون جذور ذلك في سبب رئيس هو عدم نمو المخ، إذ يشير هؤلاء إلى أن مخ الإنسان يتطور بشكل طبيعي في حال استكمل كافة مراحل النمو الطبيعية والضرورية أثناء فترة الحمل الطبيعية.
لذلك فان ولادة الطفل قبل الموعد المفترض “يمكن” أن ينعكس بشكل سلبي للغاية على مراحل نمو المخ لديه، مما يترك أثرا واضحا على حياته في المستقبل.
إلى ذلك يخضع الجنين في الكثير من الأحيان إلى ظروف حياة والديه حتى قبل ولادته وحالتهم الاجتماعية وقدراتهم المادية، إذ كشف العلماء الفنلنديون أن احتمال ولادة الأطفال قبل الموعد المحدد لذلك يزيد لدى العائلات الفقيرة، ويؤكدون أن نسبة الأطفال الذين يولدون قبل 9 اشهر في العائلات الثرية نادرة جدا.
سيريان تلغراف