مقالات وآراء

كيف اعادت روسيا مجلس الامن الى العالم ؟؟ .. بقلم عبد الرحمن تيشوري

بعد ان وضعت الحرب الكونية الثانية اوزارها تغير توزيع القوى الدولية تغيرا جوهريا فمن جهة اولى اصاب الدول الاستعمارية الاوربية ( بريطانيا – فرنسا – ايطاليا- ) وهن كبير واصبحت الولايات المتحدة الامريكية تمتلك الارجحية المطلقة في العالم الراسمالي وخاصة بعد ازاحة المارد الياباني بقنبلتها الذرية التي ادهشت العالم وبثت الرعب والذعر في النفوس وظلت تتدخل بالعالم وعلى سطح الكرة الارضية حتى انهت الاتحاد السوفيتي واصبحت هي القوة الوحيدة في العالم تمارس سياسة الارهاب الدولي ونظرية الفوضى الخلاقة والزعزعة البناءة وهي تهيمن على العالم عبر القواعد العسكرية وامتلاك السلاح النووي وهكذا نلاحظ ان احتكار امريكا للسلاح النووي قد قلب وجه التاريخ وغير خارطة العلاقات الدولية فازاح وغيب دولا وابرز بعضها الاخر وتوج امريكا سيدة للكون بلا منازع وكان العصب القوي الذي ساهم من وقتها في رسم استراتيجية امريكا وسياستها في العالم وهذا ما ساتحدث عنه في هذه المادة السريعة علني اقدم فائدة للقارئ

Argentina?s President Cristina Fernandez de Kirchner chairs a high-level UN Security Council meeting, at the United Nations headquarter in New York, August 6, 2013. AFP PHOTO/Emmanuel Dunand

سياسة امريكا النووية بعد الحرب الثانية – طورت امريكا القنبلة الذرية النووية بحيث تقتل ربع سكان المدن السوفيتية – طورت وسائل نقل الاسلحة النووية – طورت طائرات وصواريخ واقمار صناعية لنقل الاسلحة النووية الي العالم – وضعت استراتيجية امريكية نووية تجلت بالنقاط التالية:

1- استراتيجية الدمار المؤكد للخصم

2- استراتيجية الحرب النووية الشاملة

3-استراتيجية الحرب النووية المحدودة

4-استرتيجية التدمير المؤكد المتبادل

5- استراتيجية الكفاية

6- استراتيجية الرد المعاكس

7- استراتيجية منع الغير من امتلاك السلاح النووي

8- استرتيجية حرب النجوم التي هدفها تفجير اي سلاح نووي موجه الي امريكا قبل وصولهالى هدفه

وعلى الرغم من كل المساعي والاجراءات والخطط التي وضعتها امريكا لم تستطعامتلاك زمام الامور ومنع العالم من تصنيع واقتناء السلاح النووي حيث وصلت الصين والهند والباكستان وايران تقريبا الي السلاح النووي لكن امريكا عادت من جديد لتستخدم سطوتها وسلطتها وضغطها على الدول بالعتماد على سلاحها النووي وخلو الساحة الدولية من منافس وند قوي لها حيث قامت بتوزيع قواها النووية على قارات العالم لتسهل على نفسها مهمة السيطرة بالقوة على العلاقات الدولية

اسباب التسابق الدولي نحو السلاح النووي

• ان الدول العظمى تتنافس فيما بينها عادة بان تقلد الواحدة منها الاخرى بادخال اسلحة جديدة الي ترسانتها

• ترغب الدول في اقتناء اسلحة نووية لخوفها من ان لاتقوم حليفتها الدولة العظمى بالانتقام لها في حال تعرضها لهجوم من قبل دولة عظمى اخرى

• ان الدولة التي تجد نفسها من دون حلفاء يملكون اسلحة نووية فمن الطبيعي ان ترغب في اقتناء هذه الاسلحة

• خوف دولة من قوة اعدائها التقليدين في الحاضر والمستقبل

• خيار اقل كلفة من ميدان التسلح التقليدي للدول التي تمتلك جيوش كبيرة

• قد تكون الاسلحة النووية مرغوبة من اجل تحقيق مارب هجومية

ومهما كانت الاسباب لاقتناء السلاح النووي فان المجتمع النووي لابد وان يفتح ابوابه امام اعضاء جدد والاسلحة النووية ستنتشر في المستقبل من بلد الي بلد كما حصل في الماضي بالنسبة لكل الاسلحة على الرغم من منع امريكا لبعض الدول من امتلاك السلاح النووي مثل ايران وكوريا الشمالية

النادي النووي اليوم – الهيمنة الامريكية النووية على العالم – روسيا وريثة الاتحاد السوفيتي الذي كسر الاحتكار وهيمنة امريكا على السلاح النووي – القدرة النووية البريطانية الكبيرة التي تضم صواريخ وغواصات حيث تعتبر الاستراتيجية النووية حجر الزاوية للدفاع في سياسة انكلترا – القدرة النووية الفرنسية التي تضم وحاملات غواصات وقاذفات وصواريخ حيث تستطيع فرنسا توجيه ضربات ل150 هدف بوقت واحد – البرنامج الصيني – الجاران النوويان الهند والباكستان – البرنامج الكوري الشمالي – البرنامج النووي الا يراني – القدرة النووية الاسرائيلية

البرنامج النووي الصيني كان الغرب يسمي الصين الخطر الاصغر عنما كان ملايين الصينيين مسلحيين باسلحة تقليدية اما اليوم اصبح الغرب ينظر نظرة اخرى حيث امامه 1000 مليون صيني مسلحين بالاسلحة النووية التي تستخدمها الصين في رسم سياستها والتأثير على السياسات الخارجية للدول الاخرى وعلى الرغم من هذا لم يعتبر الغرب القنبلة النووية الصينية اداة للتشهير او الابتزاز بل اعترها مجرد وسيلة لردع العدوان وبشكل عام ان الصينيون يمتلكون اراضي شاسعة وشعوب واسعة اي هم الاقدر على امتصاص الضربة النووية الاولى والقدرة على الرد عليها وان كانت موجهة من اي طرف ولكن هدفها الاساسي كان ان تضع حد لامريكا وصواريخها البعيدة المدى حيث ظورت صواريخ عابرة للقارات الغت البعد الجغرافي والتخويف الامريكي ولهذا فقد دخل السلاح النووي الصيني كعامل اساسي في توجيه السياسة الخارجيةللصين وكعامل ضغط وردع على السياسات الموجهة ضدها وادخلها هذا السلاح في عداد الدول الكبرى التي يحسب لقرارها حساب في العلاقات السياسية الدولية

القوة النووية خلقت الاحلاف ادت الحرب الثانية الي تغيرات هامة وواسعة في العلاقات الدولية وفي بنية المجتمع الدولي وتركيبه حيث ظهرت خلافات وثم احلاف عسكرية تضع لنفسها استراتيجية مستقلة حيث يضع كل حلف استراتيجية دفاع عن النفس ومقاومة الطرف الا خروقد ظهر عدة احلاف اهمها : – حلف الناتو – حلف وارسو – حلف جنوب شرق اسيا – حلف الانزوس – ميثاق الريو

وهذه المظاهر السابقة كرست وجذرت الانقسام ونقلت مظاهر الخلاف بين الشرق والغرب الي العالم حيث ازدادت حدة الصراع وزادت قدرة كل طرف على تدمير الاخر وتدمير العالم وظهر مايسمى الحرب الباردة والتعايش السلمي والامن الجماعي ثم استراتيجات الحد من الاسلحة النووية من هنا تتضح خطورة السلاح النووي وتاثيره على العلاقات الدولية ولقد ساعدت امريكا اسرائيل والباكستان وسمحت لهما بامتلاك السلاح النووي لكنها اليوم تريد ان تمنع ايران وكوريا الشمالية من امتلاك هذا السلاح لان ايران تعادي اسرائيل وتقف الي جانب الحق العربي

السلاح النووي الاسرائيلي وسياسة اسرائيل ان يقلق العالم فهذا لن يؤثر فينا هذا دائما قول قادة الكيان الصهيوني – الخيار النووي الاسرائيلي تم بدعم من امريكا – اسرائيل نمر تكنولوجي ومتقدمة تكنولوجيا على مجموع العرب – تمنع اي دولة مجاورة وعربية من امتلاك السلاح النووي ولهذا ضربت المفاعل النووي العراقي وهي تفكر اليوم بضرب المفاعل اليراني في مدينة بوشهر – تحاول اسرائيل ان تبرر لنفسها استخدام الخيار النووي بحجة استحالة مواجهتها للجيوش العربية – ان السلاح النووي الاسرائيلي يمكن ان يكون ذو تاثير عنيف فعلا ولكن عندما يكون العرب قوة واحدة فان لديهم اسلحة اقوى من اسلحة اسرائيل – ان الشعب الذي يريد الحياة ويتمتع بالارادة والوضوح لابد له وان يحقق اهدافه مهما طال الزمن وهذا ما اثبتته واكدته المقاومة في لبنان وحزب الله الذين لقنوا اسرائيل دروسا في النضال واجبروها على الانسحاب من الجنوب والانهزام والانهيار ولم يخافوا من السلاح النووي فالارادة والايمان بالقضية يمكن ان يهزم السلاح النووي وغيره – لن يسلم العرب بوجود اسرائيل الا اذا اقتنعوا باستحالة القضاء عليها – ينبغي الحاق الهزيمة بالعرب في جميع الحروب لان اسرائيل لا تستطيع ان تتحمل هزيمة عسكرية واحدة – يجب المحافظة على التفوق العسكري والتكنولوجي الاسرائيلي على العرب – يجب توسيع حدود اسرائيل وعم التنازل عن الاراضي التي احتلتها اسرائيل – يجب على العرب امتلاك السلاح النووي لان ذلك يعزز الروح المعنوية للعرب وينهي جدار الخوف الذي وضعته اسرائيل – لدى العرب مناطق اقتصادية مهمة مثل منابع النفط لذا الضربة النووية الاسرائيلية الاولى ذات تاثيرات عميقة على العرب – ان العرب اكثر عقلانية من الاسرائيلين ولم يضربوا المدن الاسرائيلية رغم قدرتهم على ذلك لكن اسرائيل تضرب وتقتل الاطفال والنساء والشيوخ

الانتشار النووي والامن العالمي اتخذت مشكلة الانتشار النووي مظاهر جديدة اشد خطورة واقل تحديدا في مرحلة ما بعد الحرب الباردة بحيث اصبحت المشكلات الدولية المثارة او التي يمكن ان تثار في اي وقت بفعل تطورات مهمة مثل اهيار الاتحاد السوفيتي وظهور دول نووية جديدة حيث تصدع النظام الدولي لمنع انتشار الاسلحة النووية لكن اهم التطورات التي ادت الي تصاعد اهمية مشكلة الانتشار النووي في مرحلة مابعد الحرب الباردة قد ارتبطت بانتشار قدرات نووية غير قابلة للسيطرة عليها وانتشرت القدرة على انتاج الاسلحة النووية حيث توجد اكثر من 20 دولة امتلكت او تسعى لامتلاك السلاح النووي واتساع عملية السوق السوداء لتجارة المواد والمعدات النووية في العالم وان امتلاك السلاح يغري باستخدامه لاسيما اذا وقع في ايدي الجهلاء والارهابيين وفي اياد قد لا تحسن استخدامه وبالتالي يصبح يهدد الامن العالمي ويبعث الذعر والارتباك في المجتمع الدولي بدلا من ان يكون عاملا مساعدا على تحقيق هذا الامن وخلق الاستقرار والحد من سباق التسلح التقليدي

• تنتشر اليوم الاسلحة النووية غير الحكومية حيث ظهرت ظاهرة سرقة معدات نووية وقدرة الافراد على صنع الاسلحة النووية اذا امتلكوا بضعة كيلو غرامات من البلوتونيوم او اليورانيوم

• قد يتم استخدام السلاح النووي من قبل الجماعات الارهابية من اجل الربح والابتزاز

• لذا من الضروري جدا اليوم اعادة دراسة هذا الموضوع بجدية كبيرة في اطار الامم الكتحدة او اي صيغة عالمية او دولية لمحاصرة الاسلحة النووية واتلافها قبل ان تنهي البشرية

المحاولات الا يرانية للحصول على السلاح النووي

ايران تمتلك برنامجا للاسلحة النووية ومن حقها ذلك للدفاع عن الامة الايرانية والشعب الا يراني ولقد قال علي خامئني ان ايران تحتاج الاسلحة النووية لان الامة الايرانية مهددة من الخارج اي من امريكا واسرائيل وقد تصاعدت جهود ايران في السنوات الخمس الاخيرة من اجل الحصول على السلاح النووي ولقد تلقى البرنامج النووي الايراني مساعدة كبيرة من الصين ولقد اشترت مفاعل نووي من الهند واليوم قامت امريكا واوربة لمنع ايران محاصرتها لوضع كل البرنامج النووي الايراني تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية وعلى اعتبار ان اعداء ايران يمتلكون السلا النووي فيببغي للدول الاسلامية ان تمتلك هذا السلاح ولهذا حاولت ايران اعتقد انها امتلكت قدرات نووية جيدة لكن ما يثير الغرابة والعجب لماذا لم تتدخل امريكا لمنع اسرائيل من امتلاك السلاح النووي ولماذا لم تمنع الباكستان ولماذا لم تمنع الهند لماذا فقط ايران لان ايران تعلن العداء لاسرائيل وقد اعلن الرئيس الايراني الجديد احمدي نجاد صراحة انه يريد عالم بلا صهيونية ونحن نعلن اليوم اننا نريد عالم بلا امم متحدة اذا ظلت الامم المتحدة هكذا العوبة بيد امريكا هي ومجلس الامن الدولي الذي اسميه مجلس الطغيان الدولي ومجلس المخابرات الدولي ومجلس الامركة الدولي حيث فقط ينفذ رغبات امريكا

مايشبه الخاتمة قال الفيلسوف كونفوشيوس ذات يوم : العلاقة بين الاعلى والاسفل كالعلاقة بين الريح والنبات فاذا هبت الريح بقوة فعلى النبات ان ينحني = ان هذا القول يلخص لنا واقع عالمنا بشكل واسع من الدقة فهو عالم قوة اي اذا كنت تمتلك القوة المناسبة فان الجميع سينحني احتراما لاوامرك كما تنحني الريح للنباتات العاتية وهذا ما اعتمدته امريكا بعد امتلاكها للسلاح النووي فكان بمثابة الريح التي تهب لفرض احترامها على العالم لذا وجدت دول العالم يان هذا هو الحل الذي لامفر منه فالقوة لاتواجه ولا تقابل بغير القوة لذلك اندفع الجميع للحصول على السلاح الفتاك المدمر وباعتبار السلاح هو مفتاح القوة فلا سياسة للضعيف في عالم الاقوياء ارجو ان اكون قد قدمت خدمة للقارئ حول هذا الموضوع الهام وتاثيره على العالم وارجو ان يتوقف العالم عن التصنيع وان يستجيب لدعوات انهاء هذا الخطر الجسيم فاذا وصل الي البيت الابيض مغامر او متهور او مجنون وهواحتمال مفتوح قد تحصل الكارثة وتنها ر الكرة الارضية والبشرية

• الموقف الان وفي المستقبل متوقف على اخلاقية وعقلنة رؤوساء الدول النووية وقناعتهم ان ليس هناك من منتصر في الحرب النووية

• امل ان اكون قد اعطيت صورة جيدة وواضحة عن تاثير القوة النووية على العالم وامل ان لا يتكرر استخدام هذا السلاح المدمر

سيريان تلغراف | عبد الرحمن تيشوري

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock