“داعش” تستولي على سلاح فرنسي في الرقة وتوسع انتشارها وسيطرتها في الشمال
عبرت فرنسا عن غضب شديد تجاه رئيس أركان ميليشيا الجيش الحر سليم إدريس بعد أن تأكدت من معلومات تفيد بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام “داعش”، استولى منذ قرابة ثلاثة أسابيع على رتل من الشاحنات المحملة بالسلاح الفرنسي، كانت متجهة إلى فصائل من ميليشيا الحر في الرقة ودير الزور.
وقالت مصادر إعلامية غربية مقربة جداً من ميليشيا الحر لـصحيفة “الوطن” أن “داعش” استولى على كامل الكمية المرسلة وقام بعدها بتصفية عدد من قادة ميليشيا الحر ليفرض كامل سيطرته على محافظة الرقة واستغلال ما تملكه من ثروات زراعية يتم تسويقها من خلال تجار أتراك موجودين على الحدود بين البلدين.
وأفادت المصادر، التي كانت تتحدث من اسطنبول، أن كمية السلاح المصادر ليست قليلة وأن عدة عمليات استيلاء تمت خلال الأسابيع القليلة الماضية في عدد من المناطق الشمالية في ريفي إدلب وحلب، إضافة لاقتحام عدة مخازن للسلاح ومصادرة ما فيها.
وتحدثت المصادر ذاتها عن اتهام فرنسي وبريطاني مباشر لسليم إدريس بالتقصير وبالاختراق حيث قام الجيش السوري برصد وتدمير رتل آخر من شحنات السلاح كانت موجهة إلى “لواء عاصفة الشمال” في إعزاز.
وميدانياً تمكنت “داعش” من فرض مزيد من السيطرة على عدة مناطق حدودية شمال سورية وبات عناصرها يتنقلون من وإلى الأراضي التركية بسهولة، الأمر الذي استنفر الرئيس التركي عبد اللـه غل ليعلن لأول مرة عن تسلل إرهابيين إلى الأراضي التركية انطلاقاً من سورية دون أن يذكر أن كل الإرهابيين وتحديداً الأجانب منهم دخلوا إلى سورية بتسهيلات تركية ودعم من آل سعود وآل ثاني وبعلم المخابرات الأميركية والفرنسية والبريطانية.
وتشير المعلومات في شمال سورية إلى حرب ضروس تدور بين “داعش” و”جبهة النصرة” مع ما تبقى من ميليشيا “الحر” الذي يحاول جمع قواه لـ”تحرير” إعزاز في عملية أطلق عليها اسم “نهروان”، في حين رجحت مصادر ألا يتمكن “الحر” من التقدم في أي من المناطق الموجود فيها نظراً لشح السلاح لديه والنقص الكبير في أعداده بعد أن خسر المئات من عناصره الذين إما قتلوا أو انشقوا لينضموا إلى “النصرة” و”داعش”.
وأكد خبراء في تتبع الإرهاب أن الهدف الرئيس لـ”داعش” و”النصرة” بات السيطرة المطلقة على منابع النفط والثروتين الزراعية والمائية السورية وأنهما باتا خارج سيطرة الدول أو المشيخات أو الأجهزة التي ساهمت في تأسيسهما وتمويلهما ما يشكل خطراً مباشراً على تركيا أولاً وعلى أوروبا ثانياً وقد يكون هذا خلف تصريحات وتحذيرات عبد اللـه غل الأخيرة، وما دفع أيضاً الرئيس الأميركي باراك أوباما للإعلان أمس بأن “المجموعات المتطرفة في سورية تستغل الأزمة”.
وفي كلمة أمام الجمعية العامة قال أوباما: إن “مجلس الأمن يجب أن يوافق على قرار قوي لضمان وفاء سورية بالتزاماتها بخصوص الأسلحة الكيميائية”، وأشار إلى أنه “يجب ضمان عدم تحول سورية إلى ملاذ آمن للإرهابيين”، مشدداً على “ضرورة دعم الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي للأزمة”، ومؤكداً أن “الشعب السوري يحدد من يحكمه وليس نحن”.
بدوره أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أيضاً ضرورة “تبني قرار ملزم في مجلس الأمن الدولي”، داعياً “جميع الأطراف المعنية لبذل جهود من أجل عقد مؤتمر “جنيف 2″ الدولي حول التسوية السورية بأسرع ما يمكن”.
سيريان تلغراف