“العربية” .. سوريا هي المحافظة الإيرانية الـ 35 !!

قناة “العربية” فبركت تصريحا لرجل الدين الإيراني عن أن سوريا هي المحافظة الإيرانية الـ 35، رغم أن محافظات إيران 31 ، واستخدمت شريطا مفبركا عن قصة أخرى !؟

كتب ياسين الحاج صالح اليوم مقالا في صحيفة “الحياة” التي تبشر بالليبرالية الوهابية بناه في جوهره على الخبر الذي فبركته قناة “العربية” بتاريخ 18 من الشهر الجاري ، والذي أصبح مالىء الدنيا وشاغل الناس منذ ذلك الحين !

في الشارع الشعبي السوري مثل معروف جيدا يقول “مجنون رمى حجر، ألف عاقل ما شالها” ، ويمكن صياغته بطريقة أخرى ونقول “دجال ألقى كذبة، ألف صادق ما شالها” .

في التاريخ المذكور ، بثت “العربية” ، القناة الأكثر كذبا ودجلا وفبركة في العالم قاطبة ، حتى من “فوكس نيوز” ، مع الفارق بين ذكاء الأخيرة وغباء الأولى ، تقريرا زعمت فيه أن رجل الدين الإيراني مهدي طائب ، وهو رجل دين شيعي ، تحدث عن أن سوريا بالنسبة لإيران أهم من الأهواز ومن طهران نفسها ، وأنها بمثابة المحافظة 35 لإيران !!

ومنذ ذلك الحين قامت الساعة ولم تقعد ! لم يبق آبق ولا موبق ، ولا منحط أو سافل ، مثقفا كان أم بغلا ، يعمل في السياسة أو في الدعارة ، من قطعان الثورة الوهابية في سوريا وأنصارها ، إلا وحمل الخبر ودار فيه أربع جهات الأرض ! إلا أن أيا من هؤلاء الأوباش لم يكلف نفسه البحث بضع دقائق وحسب على الإنترنت ، ليكتشف حقيقة الأمر ! لكن ، ومنذ متى كان البغل أو الكديش يسأل أو يناقش بشأن ما يوضع في معلفه من تبن !؟

“العربية” وصفت رجل الدين بأنه رئيس “مركز عمّار الاستراتيجي” لمكافحة الحرب الناعمة الموجهة ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية . وهذا يعني أن الرجل  ليس طبلا ولا بغلا ، ولا يرعى البقر أو الغنم . وبتعبير آخر إنه يعلم أن إيران مكونة من 31 محافظة / مقاطعة ، وليس من  34. ولو كان الرجل قال ذلك فعلا ، لكان قال إن سوريا هي بمثابة المحافظة الـ32 لإيران ، وليس الـ35 .

كان يكفي أن نعلم هذه المعلومة البسيطة حتى نلقي ما فبركته “العربية” ، ومديرها ومحرريها جميعا ، إلى أقرب مزبلة أو في أقرب مرحاض ، رغم أن أكبر مزبلة في العالم لا تتسع لها وأكبر مرحاض لا يستطيع ابتلاعها ولا حتى ابتلاع عبد الرحمن الراشد وحده ! لكن، ولكي نرى “الفبركة على أصولها” ، كان لا بد من المضي في القصة إلى آخرها . ففي تقريرها ، تستخدم خطبة لرجل الدين المذكور وهو يتحدث الفارسية ، مفترضة أن الخليقة كلها قطعان من الحمير لا يمكنها أن تكتشف ذلك بسهولة وبساطة .

الخطبة ، باختصار ، منشورة على شبكة “يوتيوب” منذ العام 2010 ، وهي مكرسة للهجوم على خصوم سياسيين في الداخل على خلفية الانتخابات الإيرانية ، وليس فيها حرف واحد عن سوريا أو عن أي شيء له علاقة بها ، ولا عن أي شيء خارج إيران .

نحن نفهم أن جمهور “العربية” ، الذي يشاهدها لكي يأخذ الأخبار منها أو يتثقف سياسيا بها ، وليس لكي يتصيدها ويراقبها ، هو جمهور من الحمير والبغال والغنم بلا استثناء . ولا يمكن لشخص يشاهدها مرة واحدة ويكرر ذلك ـ للغايات التي قلناها ـ إلا إذا كان أقل من حيوان بالمعنى الدقيق للكلمة . لأن الحيوان عندما يتعثر بحفرة ، فإنه يبتعد عنها في المرة الثانية .

ما لا نفهمه هو أن يأتي شخص مثل ياسين الحاج صالح ويبني مقالا على أكذوبة حقيرة ورخيصة فبركتها القناة للغايات الدنيئة المعروفة التي تقوم عليها سياستها التحريرية من ألفها إلى يائها (التحريض المذهبي) . وما لا نفهمه هو أن يأتي شخص ، يصنف نفسه ويصنفه الناس على أنه من أهم المثقفين السوريين ، ويروج لأكذوبة حقيرة يعرف في قرارة نفسه أنها “عهر” من محطة قذرة لا يمكن لها أن تقول حرفا واحدا صحيحا ؟

الموضوع هنا لا يتعلق بخلاف في الرأي ، ولا بخصومة سياسية ، ولكن بقضية أخلاقية تتصل بعملية ترويج للنصب والاحتيال على الناس ، وهي عملية تشبه مختلف أشكال الممارسات الانحطاطية الأخرى كالسرقة والسطو والدعارة وبقية الموبقات المنحطة الأخرى .

ولكن منذ متى كان خريح عصفورية رياض الترك يأبه لهذا ؟ وهل خرّجت هذه المدرسة سوى المسعورين والسفلة والمنحطين أخلاقيا ؟ أوليس شقيقه الطبيب ، خريج المدرسة نفسها ، من قاد عصابات الزعران وبلطجية “المجلس الوطني” التي اعتدت في القاهرة على أعضاء “هيئة التنسيق” بالهروات والسلاسل المعدنية وحاولت اختطاف هيثم مناع وعبد العزيز الخير وشحطهما إلى خيمة الاعتصام لقتلهما هناك حيث لا يراهم أحد ..

سيريان تلغراف