فتاوى مشايخ السعودية .. تعطيل للعقل وتشويه للدين
عندما يتحول الدين بيد الأنظمة إلى مطية لتوطيد أركان الحكم، يترك القول لأصحاب العقول المريضة وليفتي السفهاء بما لا يقبله عقل ودين وينهو الناس عن معصية الحاكم، ولمشايخ الوهابية باع طويل في الإساءة للدين عبر إصدار الفتاوى المثيرة للجدل وبث الفتنة أحيانا وإثارة السخرية أحيانا أخرى.
حيث أطلق أحد الأكاديميين السعوديين الدعاة في جامعة إسلامية مرموقة تغريدة على صفحته في موقع تويتر تؤكد ان حق دخول الجنة محصور بـ”أهل نجد وعلمائها”.
وكتب أستاذ الشريعة في جامعة الإمام سعود في الرياض سعد الدريهم أن “الفرقة الناجية هي ما كان عليه علماؤنا وأهل نجد ومن تبعهم”.
وأضاف أن “أهل السنة أو الفرقة الناجية لا تكاد تخلو منهم أرض لكن أكثرهم متوافرون في هذه البلاد (…) لا أدعي لهم العصمة، لكن هم وأكثر هذه البلاد على هذا النهج”.
كما كتب أن “عامياً في نجد خير من عالمٍ في مصر”.
ويُشار إلى ارتفاع أعداد متابعي الدريهم، وهو إمام وخطيب أحد الجوامع جنوب الرياض، إلى أكثر من عشرين ألفاً على تويتر.
ومازال مشايخ الوهابية يتطاولون على الدين دون رقيب أو حسيب يردعهم ويرد عن الناس سخافاتهم فإلى جانب حق دخول الجنة للنجديين كان للمرأة النصيب الأكبر من التحقير باسم الفتاوى الدينية حيثأصدرت لجنة البحوث العلمية والإفتاء السعودية فتوى تحرم عمل المرأة السعودية محصلة على صناديق الدفع فى المتاجر والاسواق التجارية، بما يتناقض مع قرار يجيز ذلك من قبل وزارة العمل.
كذلك جاءت فتوى ببطلان زواج من يخلعان ملابسهما كاملة أثناء ممارسة العلاقة الزوجية الحميمة، وفتوى ثانية أجازت رضاعة الكبير المبيح للخلوة خمسة رضاعات.
وأفتى الشيخ سلمان العودة بتحريم تهنئة الكفار بعيد رأس السنة الميلادية أو غيره من أعيادهم الدينية. فـ«هو حرام بالاتفاق،… مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن تهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه».
حتى أن فن العمارة لم يسلم من تأويلاتهم الجنسية النابعة عن تطرف وعداء للعلم، وتداول السعوديون فيديو لمواطنتهم التي تعرضت للطرد من قبل الهيئة بسبب وضعها المناكير و بحسب فتوى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فالمناكير هو جمع منكر والمنكر حرام. لكن لا يعلم المسلم هل يضحك على مثل هذه الفتاوى أم يبكي على استحكام هؤلاء الجهلة العابثين بالدين، بأرض الحرمين الشريفين.
شيخ مغمور أو باحث عن الشهرة لا فرق، معظهم يستخف بعقول الناس ويستغل الجهل في تلك المجتمعات وكل لمآربه ومآرب من يسيره كما في حالالداعية السعودي الشهير الشيخ محمد العريفي الذي قال بين الناس في إحدى خطب الجمعة أن “رجلاً سورياً أخبره عن قصة خيول بيضاء تقاتل إلى جانب ثوار سوريا “.
وبيّن العريفي بين مريديه “حدثني شيخ كبير عن ولده الذي أصيب يوماً ، فرجع الى البيت للتداوي ، فإذا بمجموعة تلاحقه وتضربه وطارحة السؤال عليه حول الخيالة البيض الذين يقاتلون الى جانب ثوار سوريا”.
وبحسب العريفي فإن الشيخ السوري قال له ” ما كان معهم رجالٌ ولا خيولٌ بيضاء ، إلا أن تكون ملائكة من السماء”.
لقد نجح النظام السعودي عبر مشايخه ومفتيه في حصر تفكير شعوب الخليج بالقشور، فترى قسماً كبيرا من الشباب يلوك بسير آخر تقليعات مشايخهم، يسخرون من بعضها وينغمسون في الحقد الطائفي لبعضها الآخر، دون اهتمام بمساءلة حكوماتهم عن تخمة جيوب أمرائهم من أموال النفط والغاز، أو السؤال عن الحريات التي سلبها آل سعود جملة وتفصيلا باستثناء حرية تشويه الدين بما ينطقه السفهاء منهم.
سيريان تلغراف | عربي برس
أستغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم