عربيمحلي

تفجير دمشق وفضح الدور الأردني

في تصريح لرئيس الوزراء الأردني فايز الطراونة على قناة العربية منتصف يوليو/تموز أكد أن الموقف الأردني من الأزمة السورية مبني على الحل السياسي، انتهى الإقتباس من دبلوماسي عمان، فكيف ترجم النظام الأردني الحل السياسي على أرض الواقع وهل لمست دمشق بصمات الحلول الأردنية أم أن بصمات عمان انطبعت على مسرح الجريمة في تفجير دمشق؟

كشف تقرير صادر عن الاستخبارات الفيدرالية الروسية، التي تشارك في التحقيق بتفجير مكتب الأمن القومي في دمشق الواقعة في 18 من يوليو/ تموز وأودى بحياة (5) من كبار مسؤولي النظام السوري، أن للمخابرات الاردنية والسعودية والتركية “أثارا واضحة”، في العملية.

وأشار التقرير الذي نشره، موقع “سيرياتروث” السوري الإخباري الى أن التحقيقات التي تجريها أجهزة الأمن السورية يشرف عليها ماهر الأسد “شخصياً” وقائد الحرس الجمهوري اللواء شعيب سليمان.

ونسب الموقع السوري إلى مصادر غير سورية في دمشق، قولها..”إن الخبراء الروس اصطحبوا معهم أجهزة تكنولوجية متطورة تتيح لهم تحديد المسافة التي تفصل بين مكتب الأمن القومي الذي حصل فيه التفجير والمكان الذي أعطى منه أمر التفجير بواسطة “الريموت كونترول”.

وأفاد بأن مصادرها فى موقع التحقيقات قالت “إن التحقيق مع سكرتير هشام بختيار (المعتقل الآن في مقر جهاز أمن الحرس الجمهوري تحت حراسة مشددة من قبل عناصر ماهر الأسد) لم يصل إلى نتيجة لمعرفة المكان الذي أعطي منه أمر التفجير”.

وأضافت أن عملية تجنيد سكرتير الاختيار جرت بطريقة “متتالية مركبة”، أي أن الشخص الذي جند السكرتير لإدخال المتفجرات ووضعها في “باطن طاولة” غرفة الاجتماعات، لا يعرف “الخلية” أو الشخص الذي تولى إعطاء الأمر بالتفجير، فهناك حلقة ثالثة بينهما، علمًا بأن التحقيق مع السكرتير المأجور، مكن المعنيين من الحصول على معلومات مهمة ساعدت على تحديد هوية الدولة، الدول المشاركة في العملية”.

وقتل في الهجوم على مقر الأمن القومي وزير الدفاع العماد داود راجحة ونائبه آصف شوكت صهر الرئيس بشار الأسد.ووزير الداخلية السوري محمد الشعار ورئيس خلية الأزمة حسن التركماني، ورئيس مكتب الأمن القومي هشام بختيار.

والجدير بالذكر بأنه وقبل أيام من تسريب التقرير وفي مقابلة أجرتها شبكة CNN مع العاهل الاردني في 25 من تموز / يوليووصف الملك عبد الله الثاني الهجوم الذي وقع في دمشق وأدى إلى مقتل مسؤولين في دائرة الأسد الداخلية، بأنه “ضربة هائلة للنظام.”

لكن الملك حذر، في مقابلة مع شبكة CNN من أنه “لا يعتقد أن الهجوم يعني أن نظام الأسد على وشك أن ينهار فورا.”

وقال الملك عبد الله، إنه وغيره من القادة يشعرون بالقلق حول الأسلحة الكيماوية السورية، وأضاف أن ذلك “أحد سيناريوهات أسوأ الحالات”.

وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه سيكون مقبولا لبشار الأسد الفرار إلى بلد آخر، أو أنه يجب أن يحاكم معه بتهمة ارتكاب جرائم حرب، قال الملك: “إذا كانت مغادرة بشار وخروجه من سوريا ستوقف أعمال العنف وتخلق الانتقال السياسي.. فإن هذا أقل الشرور.”

“الضربة الهائلة” التي وصف بها العاهل الاردني تفجير خلية الازمة انعكست على وكلاء التفجير بعد إعلان الجيش السوري تطهير العاصمة من الجماعات الارهابية وبعد فشل الجماعات المسلحة في السيطرة على المعبر الحدودي بين الاردن وسوريا.

حيث صرح مصدر أمني أردني لوكالة فرانس برس في الثاني والعشرين من يوليو / تموز، ان مقاتلي المعارضة السورية حاولوا السيطرة على معبر نصيب الحدودي بين سورية والاردن لكنهم فشلوا بعد مواجهات مع الجيش السوري النظامي.

يربط معبر نصيب الحدودي بين منطقتي درعا السورية والرمثا الاردنية.

وكانت الحكومة اكدت ان “الأردن يراقب ويتعامل مع أي تطور ميداني في الداخل السوري بحذر”، معتبرة ان “الامور حتى الآن في حدودها الطبيعية وضمن سياقاتها المألوفة”.

وبعد كشف المخطط الاردني الفاشل في اسقاط دمشق واقامة منطقة عازلة على الحدود الجنوبية السورية، جهد الاردن للتغطية على فضيحته بإلقاء اللوم على الطرف السوري حيث اعتبر مسؤول عسكري بارز في الجيش الأردني في حديث مع “الحياة” أن النظام السوري “يحاول تصدير أزمته إلى الأردن، من خلال خرقه المتواصل للحدود الأردنية واستهدافه السوريين الفارين إليه عند المناطق المحرمة”.

وأضاف المسؤول أن وحدات الجيش السوري المتواجدة على الحدود “تعاني الاضطراب والتخبط في تحركاتها، وأن قراراتها الميدانية لا تُتّخذ عن تخطيط عسكري محكم”. موضحاً أنه “تم استهداف معظم المراكز والمفارز التابعة للجيش السوري على الحدود مع الأردن، وتدميرها من قبل الجيش الحر”.

وكشف المسؤول الأردني الذي فضل عدم الكشف عن اسمه لحساسية الموقف، عن تجهيز الجيش الأردني على الحدود مع سورية “بمختلف أنواع الذخيرة والأسلحة الثقيلة والمتوسطة”. وقال: “لدينا تعليمات صارمة للرّد المسلح بكثافة على أي محاولة للاعتداء على حدودنا”.

وكانت الاشتباكات الأخيرة بين الجيشين الأردني والسوري على حدود البلدين المشتركة، كشفت حالة من التنسيق والاتصال بين الجيش الأردني والجيش الحر، في ما يتعلق بأوضاع اللاجئين الفارين إلى الأردن وتطور الأحداث على المناطق الحدودية.

وبالتالي فإن تفجير دمشق وما تلاه من تطورات على الحدود السورية الاردنية، كشف عمق التورط الاردني في تغطية التدخل العربي والاجنبي على الساحة السورية ومساعي تحويلها الى ساحة حرب حقيقية، حرب اذا اشتعلت، سيغدو الاردن الذي قرر أن يخوض حربا بالوكالة عن واشنطن والرياض وتل ابيب، سيغدو وقودا لنار الحرب في المنطقة بأسرها.

سيريان تلغراف

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. عبدالله الثاني كلب خائن تشبع بالخيانة من والده حسين ومن جد والده عبدالله

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock