مقالات وآراء

الحقيقة التي لا يحب الكثيرون الاعتراف بها !! .. بقلم ابراهيم فارس فارس

كثيراً ما كنا نحاول في مناسبات ومقالات عدة ، التأكيد على أن ما يجري في بلادنا العربية عامة وفي سورية بشكل خاص ، والذي أطلق عليه البعض خطأً الربيع العربي ، انما هو بالأساس ومن خلف الكواليس صناعة اسرائيلية غربية وبامتياز!!

لكن الكثيرين كانوا يتداخلون وينسبون أسباب ما يحدث الى عدم وجود الديموقراطية بالمعنى الغربي في بلادنا ، أو الى حكمها ديكتاتورياً !! وفي كثير من الأحيان يلصقونها بظهر الشيعة والعلوية والمسيحية والكثير من السنة أيضاً ، وللأسف!! لكننا نقول دائماً : ان ما يجري هو صناعة اسرائيلية بحتة .. وفي القاعدة القانونية دائماً ، ابحث عن المستفيد!

اسرائيل ، وفي بروتوكولات حكمائها ، بينت وبشكل لا يقبل الشك او الجدل ،انه لا يمكن لكيانها ان يستمر ككيان في منطقتنا العربية ، اي في فلسطين ، الا بنشر الفرقة والخلافات العميقة بين العرب وخاصة على أسس دينية ، لمنحها الغطاء الشرعي لتفريق شمل العرب والاسلام ، بينما تعتبر ذاتها دولة يهودية موحدة متماسكة على انها الوحيدة بهذه الصفة بغية اعطائها الشرعية الوحيدة في المنطقة !!!

أموال اسرائيل ودهاقنة سياستها ، ونساؤها ، نعم نساؤها ، قوى استراتيجية طاغية .. !! هم يحركون العالم من خلال هذه القوى ، فنجد ان امريكا وهي الأقوى ولكنها لا تجرؤ ان تقوم بأي عمل يتعارض مع مصالح اسرائيل ! أوروبة أقوى القارات، ولكنها لا تجرؤ ان تتخذ قراراً فيه أذى لمصلحة اسرائيل !! اسرائيل عملياً تتحكم بشكل او بآخر بمفاصل القرار العالمي ، صدقوني ! وقد يستغرب البعض كيف لخمسة عشرة مليونا من اليهود(الصهاينة) ان يتحكموا في العالم الى هذه الدرجة ! اذن فليجرؤ زعيم دولة ما أيا كانت أن يتصرف بما يغضب اسرائيل ، فإنه سيكون امام احد احتمالين : اما ان ينقلع هو واركان حكمه الى مزبلة التاريخ ، اوأن تدمر بلاده ، الا الوطنيون الأحرار وهم همها واهتمامها ومصدر قلقها الدائم !! في عام تسعة وثمانين من القرن الماضي ، كنت في زيارة الى موسكو وهو بلد صديق كما كنا نعرف ! وصادف ان ركبنا في سيارة تابعة للكرملين ، ومن خلال الحديث – اذ ان بطبع السوري ان يتحدث بالسياسة دائما – قال لنا السائق في مرحلة من الحديث : هل تعلمون ان اسرائيل تحكم القرار في هذا المبنى ، وأشار الى الكرملين !!!ولا تستغربوا الكلام، وتعتقدون ان فيه مبالغة ، فما استشعرت اسرائيل خطراً في مكان ماعلى الأرض الا ووضعت له السيناريو المناسب لمعالجته حتى قبل وقوعه..! وكثيرا ما يكون الحل الذي تنشده ينفذ بأيدي أناس من ذات البلد أو الملة أيضا !! وفي بلادنا العربية فإن ستيفي ليفني مثلا ،اركعت اغلب زعماء العرب عندما عهرت مع أغلبهم بدءاً من أمير قطر السابق شرقاً وحتى ملك المغرب غرباً! لكن أكثر ما يزعج اسرائيل ويقض مضجعها هو وجود قادة يعرفون معنى العروبة والكرامة مثل جمال عبد الناصر وحافظ الأسد واليوم بشار الأسد .لذلك وبعد خوض اسرائيل لأكثر من خمسة حروب فإنها لم تستطع استئصال هذه الشوكة المؤلمة سورية من حلقها ، لذلك كان لابد من طريقة التآكل من الداخل ، وهي طريقة أثبتت انها الأحسن لاسرائيل ماديا وبشرياً ،حيث تولى العرب والاسلام كلفة تدمير هذا البلد ولم تخسر اسرائيل ولو قطرة دم واحدة !! وصحيح ان ما حققته اسرائيل حتى اليوم أقل مما خططت وحلمت لتحقيقه ، لكنها على ثقة مطلقة بأن بعض العرب الأشاوس (البغال) سيظلون يجاهدون أخوتهم في العروبة والدين في سورية ،حتى يقضوا عليهم وعلى وجودهم ، وفق ما كلفتهم وتريد لهم اسرائيل ان يفعلوا ! ونقول لهم ولاسرائيل معهم : إن الله موجود ، ان كنتم لا تعلمون ، ومن أسمائه جل وعلا العادل والقوي والقادر، ولذلك فإنها لن تستطيع تحقيق ما حلمت به وخططت له حتماً ، لأن قضيتنا هي الحق ، والله وعد بنصرة الحق ، والله محقق وعده ولو كره الكارهون.

تصوروا ان صهاينة وبالتنسيق مع ضباط من الـ CIA هم من دبر تدمير برجي نيويورك . وثمة عدة دلائل منها : عسكرة مصورين صهاينة وامريكان فوق احدى البنايات القريبة لتصوير ساعة الحدث التي عرف يومها وساعتها ! كذلك فإن اعداداً هائلة من العاملين والموظفين الصهاينة ممن كان يعمل في البرجين ولهم أرصدة في البنوك الموجودة فيها ، تصوروا انه لم يكن ثمة واحد منهم يوم التدمير ، كما أن جميع أرصدتهم كانت مسحوبة أيضاً !! كل ذلك ليكون ذريعة لتدمير العرب والاسلام وان كان الثمن باهظاً لكنه يهون امام ضمان امن وامان اسرائيل . فدمرت افغانستان بعد ان اتهام بن لادن بالتنفيذ ، وغالباً قام بذلك وبالاتفاق مع اسرائيل !! وكان الهدف الأسمى من وراء كل ذلك ، هو تدمير خط الدفاع الأقوى عن الأمة العربية : العراق ، جيشاً وشعباً وحضارة . ثم الانتقال بعده الى تدمير كل من ساهم يوماً ولو بالكلام في نصرة القضية الفلسطينية ورمز المقاومة سورية ، فتم تدمير ليبيا واليمن وتونس وتقسيم السودان وتحييد مصر اهم بلد عربي .. على ان يكون الهدف الأخير بعد تحقيق كل ذلك هو تدمير آخر قلاع الوطنية والقومية :سورية ، ويأيد عربية واسلامية وللأسف !!؟؟ونحن العرب مثل الجدبان نشاهد ما يحدث في بلادنا وبلاد أشقائنا ونحمل مسؤولية ذلك الى النظام الفلاني او الديكتاتور العلاني ، والى الفرقة الدينية او المذهب او الطائفة الفلانية ، وليس ذلك وحسب ، بل ونساهم في تحقيق حلم اسرائيل الكبير ، ونوظف أنفسنا طرفاً في التدمير على أننا نجاهد في سبيل الله !

في لحظة عبر النت استرعى انتباهي نص مكتوب باللغة الانكليزية لشخص يبدو انه يقطن في الولايات المتحدة الأمريكية ، حيث يقول : “أنا يهودي ، وافتخر …” ..قال هذا اليهودي الصهيوني : “”ايها العرب ، ايها الاسلام . ان الحكم اليوم وغدا لنا والدنيا بما فيها لنا .. لقد زال مجدكم ايها العرب ، ايها المسلمون .. هل رأيتم ماذا فعلنا بكم بدهائنا ؟ بكل بساطة نزعنا عن بناتكم الحجاب وغطينا به قرآنكم . أصبحتم جميعا تحت ارادتنا ، نحرككم كما نريد . صدرنا اليكم الملابس التي تصف عوراتكم فيا لكم من أغبياء . تعاكسون بناتكم في الشوارع حتى صرتم في الحضيض . زودناكم ببرامج تعليمية وثقافية ومعرفية جعلتكم تتوهون في سراديب الظلام على انكم تطبقون شريعة الله .نشرنا ثقافة الصحوبية بين بناتكم وشبابكم .قلنا لكم ان لغة قرآنكم هي لغة متخلفة فصدقتم وتفاخرتم بلغات أخرى . صرتم تتفاصحون بلغات غير لغتكم وتتبادلون السلام والتحية بها وتقولون : هاي .. باي.. مرسي ..جعلنا حكوماتكم تنفر العلماء منكم فتدفعها الى الهجرة ومغادرة بلادها . سخرنا فئة منكم لتفجير مسجد للسنة وكلفنا من يقنعكم بأن من فعل ذلك هم الشيعة ، وفجرنا مسجدا للشيعة واقنعناكم بأن من فعل ذلك هم السنة ،حتى اوصلنا درجات الخلاف فيما بينكم الى القتل والتدمير والاغتصاب وكل ذلك تحت مبدأ الجهاد!! زودناكم بالوسائل التي تعلم اولادكم الرذيلة على انها معرفة ، فتاهت اجيالكم !! وظفنا اكثر من مرة اناسا يدرسون على حسابنا في اهم مراجعكم الدينية، وصاروا شيوخا يفتون لما هو في صالحنا تحت اسم حكم الشرع ،حتى لم تعودوا تعرفون من دينكم سوى الاعتداء على اخوة لكم فتنهبوا ماله وتنتهكوا عرضه وانتم تعتقدون انكم تجاهدون في سبيل الله…ونعدكم بأن القادم اكبر من ذلك واعظم .. ولذلك فأنا افتخر حقاً بأني يهودي ” !! فأين أنتم يا عرب ؟ أين أنتم يا مسلمون ؟ اللهم قد بلغت، اللهم فاشهــد .

وبعد كل ذلك ، يطلع لنا احد المثقفين ليقول وللأسف : ما جرى في بلدنا تتحمل الحكومة مسؤوليته ! لأنه كا على القيادة السياسية عندنا ان تفعل ذات الأسلوب الذي اتبعته قيادات دول المغرب عندما امتد الربيع العربي – على حد زعمه – اليها ، هناك – وحسب رأيه- ادركوا ان السبب الرئيس كما في كل البلاد العربية هو شكل ما للاسلام يطمح للسلطة وفي الواجهة الاخوان المسلمون . فقاموا بإجراء ما اوصلوا فيه الاخوان الى قيادة الحكومة لأنهم يعلمون جيدا ان لا شعبية حقيقية لهم ، وهذا ما حدث عندما انهارت هذه الكيانات سريعاً ، وعادت ارادة الشعب الى ممثليها الحقيقيين. وبذلك تم استيعاب تحركهم الوحشي وتفادوا ما ادعوا انه ثورة !!!؟؟ لكن هذا المثقف الفهيم نسي ان المشكلة الأساس في كل هذا الحراك المرعب ليس ان يصل الأخوان او من يشبههم الى الحكم مع انه مطلب اسرائيلي امريكي غربي ،بل الهدف هو قتل النفس العروبي الوطني المقاوم وقلعته الأخيرة في سورية . فاسرائيل لا يهمها من يحكم بل الا تكون هناك قيادات وطنية في اي بلد عربي . هي تريد قيادات منبطحة راكعة امام رغباتها وطموحها الدائم وهو تدمير العروبة والاسلام وبالتالي تحقيق امن وامان اسرائيل .. اسرائيل لا توافق الا على الديموقراطية التي تضمن لها امنها وامانها ومنها الانتخابات التي تأتي بفصائل كالاخوان الى السلطة ، اما القيادات الوطنية فهي ضد مصالح اسرائيل بالتأكيد ، ولذلك فهي توظف عملاءها كي يغرسوا في اذهان العرب والاسلام ان القامات الوطنية ما هي الا ديكتاتورية واستبداد وضد ارادة الشعوب !!

في بداية آذار 2011 كان ثمة ندوة تلفزيونية على احدى الفضائيات الغربية ، وبالاضافة الى ضيوف الاوستوديو كان ثمة رابض في لندن ممن يسمون أنفسهم معارضة ، وآخر في دمشق ممن يصنفونهم كموالين . قال المذيع سائلا الاثنين : هل تعتقد ان الربيع العربي سيصل الى سورية ؟ فقال الضيف في دمشق : هذا من رابع المستحيلات ، فعقب القابع في لندن : اذن ، فلننتظر الخامس عشر من آذار ، وسنرى !! وما جعل هذا المعارض واثقا ،هو ان الأموركان مهيئاً لها ان تحدث بشكل او بآخر، واذا لم تنجح خطة توريط الأطفال فثمة خطة أخرى تتعلق بالنساء وانتهاك العرض .. ولكن الخطة نجحت واشعلوها في سورية ، تحت مدعى الثورة!! لتصبح مع الأيام حرب تدمير!! وهي الغاية الأساس من كل ما حدث بدءاً من تدمير برجي نيويورك الى تدمير افغانستان الى تدمير العراق وكل من وقف ولو للحظة مع المقاومة ، وصولا الى الهدف الأساس وهو تدمير آخر قلاع العروبة الصادقة ، سورية .

ووالله لن تحل الأمور لا بالمبادرات الدولية ، ولا بالحوارالذي تروج له ، ذلك أن من يعتبر ذاته معارضا وهو يقيم في فنادق النجوم الخمسة ليس من اصحاب القرار، وكل ما يهمه ان يقبض راتبه الحلم وبشكل دائم . ولن تحل الأمور الا بيقظة الشرفاء من ابناء الوطن ، كما يحدث اليوم في دير الزور ، من وقوف للعشائر الكريمة الى جانب الجيش الوطني جيش سورية العظيم ، والى المصالحات الوطنية التي بدأت تنعقد في غير مكان من ارض سورية ، ولا حل الا بوقوف الشعب الوفي المخلص مع جيشه وقيادته للقضاء على هذا البلاء المدمر دون ان ننسى وقوف الكثير من الأصدقاء الى جانب الحق السوري ، وليس من قبيل الدعاية او التزلف ، ولكنه الواقع الذي بدأ ت حقيقته تنكشف حتى لأشد اعداء سورية ، فإنني أؤكد اننا لن نعبر الى بر الأمان الا بالوقوف الى جانب جيشنا العربي السورية البطل وبقيادة هذا الرجل الوطني بامتياز بشار الأسد ، والأيام قادمة ، وسيثبت التاريخ والأيام حقيقة ما يزال الكثيرون لا يريدونها أن تكون .

سيريان تلغراف | ابراهيم فارس فارس

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫2 تعليقات

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock