دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الأمريكي باراك أوباما الى عدم نسيان أنه حائز على جائزة نوبل للسلام عند التعامل مع الملف السوري.
وقال بوتين يوم 31 أغسطس/آب للصحفيين “ما الذي يمكن أن أقوله (لأوباما)؟ لا أدري حتى.. سأتوجه إليه قبل كل شيء كحائز على جائزة نوبل للسلام وليس على أنه رئيس الولايات المتحدة”. ودعا بوتين إلى التذكر كم من مرة خلال عشرات السنين الماضية كانت الولايات المتحدة بمثابة المبادرة في اندلاع النزاعات المسلحة في عدة مناطق بالعالم، متسائلاً “وهل هذا ساعد على حل مشكلة واحدة على الأقل؟”.
وذكر بوتين أمثلة على ذلك أفغانستان والعراق قائلا ” لا وجود لما كان شركاؤنا يقولون انهم يسعون اليه من استقرار وديمقراطية.. ولا وجود لأي سلم أهلي”، مؤكدا “يجب أخذ هذا بعين الاعتبار قبل اتخاذ قرار بتوجيه ضربة صاروخية لأنها من دون شك ستؤدي إلى سقوط ضحايا، بينهم مدنيون”.
وأشار بوتين إلى أنه بعد ظهور اتهامات بحق الحكومة السورية في استخدام الأسلحة الكيميائية لم يناقِش هذا الأمر مع الرئيس الأمريكي، معرباً عن أمله في بحث هذه المسألة مع أوباما خلال قمة “العشرين” في بطرسبورغ.
بوتين: حقا لقد فاجأني قرار البرلمان البريطاني حول سورية
من جهة أخرى وصف بوتين قرار البرلمان البريطاني الذي رفض مشاركة لندن في العملية العسكرية ضد سورية بالمفاجئ قائلا: “حقا لقد فاجأني قرار البرلمان البريطاني حول سورية”. وأشار إلى أنه في الفترة الأخيرة “كل شيء يتخذ بدون نقاشات”. وأوضح الرئيس الروسي إن كل شيء كان يتخذ حسب رغبات الشريك الرئيسي (الولايات المتحدة).
بوتين يدعو واشنطن لتقديم أدلتها على استعمال الكيميائي من قبل الجيش السوري الى محققي الأمم المتحدة ومجلس الأمن
وأوضح بوتين “أن الحكومة السورية طالبت المجتمع الدولي سابقاً بالتحقيق في استعمال المسلحين للمواد الكيميائية، ولكن هذا لم ينفّذ للأسف”.
وأضاف الرئيس الروسي “المنطق السليم يقول إنه في ظل تقدم القوات الحكومية السورية.. فإن إعطاء الورقة الرابحة لمن يدعو بشكل مستمر إلى التدخل العسكري هو هراء ولا يتطابق مع أي منطق، خاصة في يوم وصول مفتشي الأمم المتحدة” الى دمشق.
واستطرد قائلا “أنا واثق من أنه كان مجرد استفزاز من قبل الساعين لجر الدول الأخرى إلى النزاع السوري والراغبين في الحصول على مساندة من قبل الأطراف الدولية، طبعاً وأولها، الولايات المتحدة”.
وتابع بوتين “فيما يتعلق بموقف أصدقائنا الأمريكيين، الذين يؤكدون أن القوات الحكومة السورية استخدمت سلاح الدمار الشامل، وتحديداً الكيميائي منه، ويقولون أن لديهم أدلة.. فليقدموها اذاً لمحققي الأمم المتحدة ومجلس الأمن”.
وتابع قائلا “الحديث عن وجود أدلة، لكنها سرية ولا يستطيعون تقديمها لأحد، أمر لا يستحق التعليق عليه، إنه عدم احترام للحلفاء وللأطراف الدولية الأخرى”، مؤكداً “في حال وجود أدلة يجب أن تقدم، وإلا فهي غير موجودة إذاً”.
وأضاف أن الحديث عن رصد مكالمات معينة لا يثبت شيئا، لا يمكن أن يكون مسوغا “لقرارات أساسية كاستعمال القوة بحق دولة ذات سيادة”.
وأوضح بوتين أن “الجيش السوري يتقدم، وما يطلق عليهم الثوار في وضع صعب”، مضيفاً “وما من شيء يتبقى أمام مموليهم ومن يقف خلفهم سوى مساعدتهم عسكرياً”.
ويرى الرئيس بوتين انه ولهذا السبب طفت على السطح مسألة توجيه ضربة لسورية “وفي حال حدوثها فأن ذلك سيكون أمرا محزناً للغاية”.
بوتين لم يستبعد مناقشة الموضوع السوري في قمة مجموعة الـ20 ببطرسبورغ الروسية
لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن تناقش قمة مجموعة العشرين في مدينة بطرسبورغ الروسية يومي 5-6 سبتمبر/أيلول موضوع سورية، معربا عن أمله في أن يشارك فيها(القمة) الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وقال: “آمل أن يكون الرئيس أوباما بين المشاركين. لا شك أننا بهذا الإطار الواسع سنتمكن أن نتحدث، بين المواضيع الأخرى، عن القضية السورية”. ولفت إلى أن مجموعة العشرين لا تملك الصلاحيات القانونية التي يملكها مجلس الأمن الدولي الذي هو” الجهة الوحيدة التي تستطيع اتخاذ القرار باستخدام القوة”. مع هذا أشار الرئيس الروسي إلى أن قمة مجموعة العشرين هي محفل مناسب لبحث هذا الملف.
وأكد بوتين أنه بحث خلال الأيام الأخيرة الوضع السوري مع المستشارة الألمانية ورئيس الوزراء التركي والرئيس الإيراني، أما الرئيس أوباما فقد ناقش معه هذا الموضوع في قمة الثمانية في يونيو/حزيران الماضي.
وواصل: “وقد اتفقنا في ذلك الوقت (مع أوباما) أننا سنبذل جهودا مشتركة من أجل عقد مؤتمر “جنيف – 2″ حول سورية. وتعهد الأمريكيون آنذاك بجلب المعارضة المسلحة إلى هذه المفاوضات، لكنهم، كما أفهم، لم ينجحوا في ذلك”.
سيريان تلغراف