ذكر مسؤولون أمريكيون أن الرئيس باراك أوباما مصمم على توجيه ضربة “محدودة” الى سورية على الرغم من تراجع لندن حليفتها الرئيسية عن المشاركة. هذا وكشفت مصادر في حلف الناتو أن 12 بلدا على الأقل من حلفاء أمريكا رفض الانضمام الى العملية العسكرية المحتملة ضد دمشق.
ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤولين في الإدارة الأمريكية أن أوباما مستعد للمضي قدما الى الأمام في مهاجمة سورية، على الرغم من قرار البرلمان البريطاني الذي منع مشاركة لندن في مثل هذه العملية وتزايد التساؤلات في الكونغرس الأمريكي بشأن فائدة مثل هذه العملية.
وذكر المسؤولون أن أوباما أصيب بخيبة في نتائج التصويت في البرلمان البريطاني، بعد أن فقد أمله في تأمين دعم مجلس الأمن الدولي لخططه العسكرية . وبدأ العمل على تشكيل تحالف مناهض لدمشق.
وتابع المسؤولون، أنه على الرغم من أن أوباما لم يتخذ بعد قرارا نهائيا بهذا الشأن، إلا أن جميع المؤشرات تدل على أن الضربة العسكرية ضد سورية قد تأتي بعد يوم السبت القادم، عندما يغادر المفتشون الدوليون سورية.
وذكر مسؤولون في البنتاغون أن مدمرة خامسة تابعة للأسطول الأمريكي وصلت الى شرق البحر الابيض المتوسط، وهي مجهزة مثل المدمرات الأربع الأخرى المتواجدة في المنطقة، بعشرات الصواريخ من طراز “توماهوك”.
مشاركة الناتو في العملية العسكرية ضد سورية موضع شك
ذكر مصدر مطلع في بروكسل أن مشاركة حلف شمال الأطلسي في العملية المحتملة ضد سورية باتت موضع شك بعد أن استبعدت 12 دولة على الأقل من أعضاء الحلف، انضمامها الى العملية، إلا إذا وافق عليها مجلس الأمن.
وشدد المصدر على أن نتائج التدخل العسكري المحتمل في سورية غير قابلة للتنبؤ، مضيفا أنه حتى إذا انتصرت المعارضة في الصراع، فمن المستبعد أن يؤدي ذلك الى استعادة السلام في البلاد.
ولوح المصدر بأن معارضي الحل العسكري في حلف الناتو، يذكرون العملية الليبية الباهظة الثمن، التي لم تؤد ،على الرغم من الإطاحة بنظام معمر القذافي، إلا الى سقوط البلاد في حالة من الفوضى والحرب الأهلية المتواصلة.
بريطانيا لن تشارك في العملية.. لكنها تأمل في أن توجه دول أخرى ضربة الى سورية
أعلن وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند أن بلاده لن تشارك في أي عمل عسكري ضد سورية، متوقعاً أن “تسعى الولايات المتحدة ودول أخرى لإيجاد رد مناسب على الهجوم الكيميائي”. وأوضح هاموند “سيشعر(الحلفاء) بخيبة أمل لأن بريطانيا لن تشارك في أي عمل عسكري.. لا أتوقع أن يؤثر غياب بريطانيا على توجيه الضربة العسكرية”.
باريس تدعو الى استخدام القوة ضد سورية.. لكنها تؤكد أن القرار لم يتخذ بعد
أكدت باريس مرارا أنها واثقة من أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد استخدم السلاح الكيميائي ضد شعبه، ودعت الى معاقبته باستخدام القوة. وفي الوقت نفسه أصر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ووزير خارجيته لوران فابيوس، على أن القرار بشأن مشاركة باريس في الحملة المناهضة للأسد لم يتخذ بعد.
أستراليا تؤكد استعدادها لخوض عملية ضد دمشق حتى من دون موافقة مجلس الأمن
أعلنت أستراليا التي ستتسلم قريبا رئاسة مجلس الأمن الدولي، أنها مستعدة للمشاركة في عملية عقابية ضد سورية حتى إذا فشل المجلس في الاتفاق على اتخاذ خطوات حاسمة ضد دمشق.
وقال وزير الخارجية الأسترالي بوب كار أنه إذا ثبت استخدام النظام السوري للسلاح الكيميائي، فإن المجتمع الدولي لديه تفويض شرعي للرد على هذه الجريمة.
إيطاليا واليونان تتراجعان عن المشاركة في العمل ضد دمشق
أكدت مصادر في مقر حلف الناتو ببروكسل أن إيطاليا واليونان تراجعتا عن مشاركتهما المحتملة في عملية عسكرية ضد سورية.
وكانت وزيرة الخارجية الإيطالية إيما بونينو سبق أن استبعدت انضمام بلادها الى أية عملية ضد دمشق دون موافقة مجلس الأمن عليها. وقالت أنه حتى في حال اتفاق أعضاء المجلس بشأن معاقبة النظام السوري، فإن مشاركة إيطاليا في الحملة العقابية لن تكون “تلقائية”.
وفي اليونان اجتمع الرئيس كارلوس بابولياس مع رئيس الوزراء أنتونيس ساماراس لبحث الدور اليوناني المحتمل في العمل ضد سورية، الا أن مصادر يونانية أشارت الى أن أثينا تتعامل مع الموضوع بحذر.
كندا : لا نخطط لأية عملية عسكرية في سورية
أعلن رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر أن بلاده لا تخطط لأي تدخل عسكري في سورية، لكنها تدعم حلفاءها الذين يدرسون احتمال استخدام القوة ضد نظام الأسد.
وأقر هاربر بأن غياب رد فعل دولي على استخدام الكيميائي في سورية يمثل سابقة خطيرة للغاية، لكنه أضاف أن الحكومة الكندية تشكك في فكرة الضربة الغربية ضد دمشق.
ألمانيا تدعو الى انتظار نتائج عمل المحققين الدوليين في سورية
تقول مصادر في حلف الناتو أن ألمانيا لم تعلن بعد موقفها بشأن المشاركة في العملية ضد سورية، وتشكك المصادر في أن تقدم برلين على ذلك.
وكانت مصادر الحكومة الألمانية قد أدلت بتصريحات حذرة جدا بشأن سورية، حيث دانت استخدام الكيميائي بسورية وأكدت أنها على اتصال دائم مع حلفائها، لكنها لم تتحدث بأي شكل من الأشكال عن التدخل العسكري.
وكانت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل قد دعت أمس في مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى انتظار نتائج التحقيق الدولي في استخدام الكيميائي بسورية.
سيريان تلغراف