Site icon سيريان تلغراف

ماذا لو قصف الرئيس الأسد الرياض ؟ .. بقلم ميرنا علي

كتب الأستاذ عبد الحق العاني في مقالة له بعنوان (متى ستغزى سورية)….

واقترح على سيادة الرئيس بشار الاسد كضربة دفاع استباقية وكحق مشروع لسورية بالدفاع عن نفسها  قصف الرياض وحينها الكل لن يكون عندهم سوى الاستنكار فقط لا غير وذلك بقوله ( ويتم ذلك بصاروخين يسقطان على مدينة الرياض كإشارة واضحة لما سيترتب على إستمرار دعم السعودية للإرهاب) …

باعتقادي لا شك اقتراح الأستاذ عبد الحق من وجهة نظره هو حرصه على سورية العروبة وصمودها في وجه العدوان الارهابي السعودي الصهيوني عليها ولكن باعتقادي أيضاً أن   الاستاذ عبد الحق مخطىء في اقتراحه هذا لسبب وجيه جداً ولا شك أغلب القراء سيوافقوني الرأي حيث لن يكتفي العالم بالاستنكار بل ضربة كهذه ستقلب الرأي العام العالمي على سيادة الرئيس الأسد شخصياً أكثر من ذي قبل بسبب أن العالم الاسلامي جميعه حينها سينقلب عليه بما فيهم من أهل السنة في سورية  وحول العالم ممن هم على يقين بأن سورية تتعرض لمؤامرة ولكن في حال قصفت الرياض بأمر من الرئيس الأسد حينها سيقال أن الاسد يقصف أرض الحرمين الشريفين ثاني القبلتين وقبلة ومحجة المسلمين ومكان تواقيت صلاتهم وصيامهم وقيامهم وقعودهم …..الخ  أي بالمختصر سيصار الى استغلال هذا الأمر عالمياً لتأليب المسلمين كافة من كامل الكرة الارضية أن الرئيس الأسد بحجة ضرب الرياض هتك حرمة المسلمين بضربه مكة المكرمة بل حتى سيستنكر هذا الأمر كل من في العالم الخارجي من غير المسلمين الذين ضد ضر ب الرموز الدينية والمقدسات لأن قصف الرياض بحد ذاته سيُجيَر لصالح مايسمى ثورة لأنهم سيستعملون هذا الاعتداء بنظرهم لضرب إسلام الرئيس بشار الاسد أمام الراي العام العالمي والعالم الاسلامي ككل ..وبالتالي ستنشأ حرب سنية شيعية وسنية علوية في وقت اسرائيل وامريكا تتفرج على  نجاحهم في الوصول الى مبتغاهم  حرب طائفية على مستوى الشرق الاوسط كله وشعوبتهم في امان..

في حين لو ضربت مواقع اسرائيلية حساسة حينها ستنقلب الموازين ليس بصاروخين بل بصاروخ واحد وسيسعى الجميع لتهدئة الامر وخاصة إذا أعلن الحرب لاستعادة الجولان المحتل حينها ستكون كل الشعوب العربية والاسلامية مع الرئيس الأسد وهنا سيستنكر ديكتاتوريو المنطقة  أنها مغامرة غير محسوبة فضرب تل لأبيب ليس كضرب الرياض أمام الشعوب العربية والاسلامية بالطبع ..

ماهكذا تورد الإبل وماهكذا تقاس ردات الفعل ولو كان يريد الرئيس الاسد أن يقوم بردة فعل لاقتحم لبنان وحمى خاصرة سورية الرخوة التي عمل لبنانيون في الحكومة اللبنانية على ضخ المال والسلاح والارهابيين الى سورية عبر حدودها ولكان وصل بقواته “دفاعاً ” عن سورية الى شمال الأردن كردة فعل على تهريب الارهابيين والسلاح والاموال عبر أراضيها ولكان ايضاً وجه قواته صعوداً في الشمال وخطف الخط الفاصل بين تركيا وسورية كل هذا كان ليحصل لو كان يريد الأسد ان يقوم بالدفاع عن سورية “استباقياً” وبهكذا وسيلة كان منع وجفف منابع الارهاب عن سورية بدل ان يذهب بعيداً الى الرياض..

وفي كل الاحوال مهما كان من أمر المؤامرة الصهيونية الارهابية العالمية بأيدٍ عربية بحتة ومن بعدها بأيدٍ أمريكية عبر ضربات متوقعة ضد سورية فإن سورية كانت ومازالت وهنا لا نطرح شعارات بل حقائق الصخرة التي تحطمت عليها اعتى المؤامرات عبر التاريخ ومن نسي التاريخ نذكره أن سورية المقاومة قلب العروبة النابض وتحديداً بقيادة  الرئيسين الأسدين الاب والابن عصية على كل من أراد بها الشر.

المجد والخلود لشعب سورية العظيم ولا شك إننا في الفصل الاخير من ملحمة العزة والكرامة والشموخ التي يسطرها الجيش العربي السوري بحروف من نور في مفخرة التاريخ..

ملاحظة (1)

سيرغي لافروف حذر من التدخل بسورية عسكرياً لأنه يعلم ما لسورية من قوة تستطيع ردع أي قوة عالمية عليها والقادم من الايام سيثبت ماكنا نثق به تماماً أن سورية منتصرة “حتماً ” رغم إرهابهم…

ملاحظة (2)

ليس الرئيس الأسد من يعتدي على أحد خارج أرضه من يعتبره أخاً له في الاسلام والعروبة لأنه كان ومازال ووالده رحمه الله حافظاً للعروبة فكيف لهكذا فكر أن يشق صدر العروبة عبر انتقام غير مبرر من ارض عربية أخرى ؟

ولا يسمح لنفسه وللسوريين أ ن يسجل هؤلاء في تاريخه عبر استفزازه ما لم يكتبه التاريخ عن السوريين  فالعدو الأوحد في نظر الاسد هو اسرائيل وليس العرب وعلى هذا الأساس يحاسبه العرب واسرائيل وأمريكا ..

سيريان تلغراف | ميرنا علي

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version