لا صوت يعلو فوق صوت المعركة في سوريا» و«الكلمة الآن للميدان ولا لشيء آخر» مع المعلومات التي نقلتها اجهزة المخابرات الروسية الى المسؤولين السوريين عن قرب فتح معركة درعا عبر الحدود الاردنية وبقرار سعودي وخليجي، «والذي ترافق مع حشود كبيرة للمسلحين على الحدود يتم تجهيزهم باحدث المعدات ويشرف على غرفة العمليات شخصياً نائب وزير الدفاع السعودي كما قالت «رويترز». اما القرار السياسي للبدء بالعملية واعلان ساعة الصفر هو بيد الامير بندر بن سلطان الذي استطاع اقناع الملك الاردني عبدالله الثاني بفتح الحدود الاردنية مقابل ايفاء ديون الاردن وتقديم مساعدات فورية بقيمة 3 مليارات دولار، وباعطاء ضمانات «للملك» بان امن الاردن من أمن الرياض، ولذلك اشار رئيس الحكومة الاردنية عبدالله النسور بان الاردن مستعد لكل الاحتمالات نتيجة تطور الاوضاع في سوريا بما فيها استخدام الاسلحة الكيميائية، والمفارقة ان تصريح المسؤول الاردني جاء قبل 12 ساعة من مجزرة الغوطة الشرقية وسقوط الف قتيل و9 آلاف جريح.
وتقول المعلومات ان القيادة السورية هي في هذه الاجواء وان الوزير المعلم اشار الى هذا التطور والضغوط على الاردن في تصريحاته الاخيرة وان القيادة السورية مع الحلفاء اتخذوا كافة الاجراءات لافشال هذه المحاولة التي ستصيب الاردن بالنتائج.
وحسب المعلومات، فان الحدود الاردنية ستمثل الواجهة في الاشتبكات القادمة، في حين ان الجبهة التركية مشغولة الآن بالملف الكردي الذي يشكل الخطر الاول وبالملفات الداخلية مع اقتراب الانتخابات التركية والتي تشكل مسألة حياة او موت لاردوغان.
وتقول المعلومات ان الامير بندر بن سلطان والمسؤولين السعوديين، بعد ان استلموا الملف السوري يحاولون الحسم السريع، ورغم المفاجأة العسكرية في ريف اللاذقية في بداية المعركة فان الجيش السوري استوعب «الضربة الاولى» وقام بهجوم معاكس استرد فيه كل الاراضي التي خسرها، حتى انه وصل الى الحدود التركية واحتل قرية سلمى الاستراتيجية التي خسرها منذ سنة.
في حين تؤكد المعلومات ان الانجاز الوحيد الذي حققه المسلحون منذ استلام المسؤولين السعوديين الملف العسكري هو السيطرة على حي في دير الزور فقط ولا يشكل قيمة عسكرية، وفي المقابل حقق الجيش انتصارات في الغوطة الشرقية وارياف دمشق وحماة واللاذقية اما الانجاز الكبير فكان في القصير وحمص، حيث ستعلن المحافظة خلال الاسبوعين القادمين آمنة بعد السيطرة على الرستن وتلبيسة وحي القصور.
وتؤكد المعلومات ان «القطريين عندما كانوا يديرون الملف السوري حققوا انجازات تفوق بكثير ما حققه المسؤولون السعوديون منذ لحظة تسلمهم دفة القيادة، لا بل ان الهزائم توالت من ريف اللاذقية حتى القصير الذي شكل اكبر ضربة للمسؤولين السعوديين الذين بادروا الى التصعيد في لبنان، حيث سيكون الرد على هذا التصعيد الارهابي في لبنان والعراق من خلال المزيد من الانجازات على الارض في سوريا وستبدأ قريبا، وهذا هو السبب الرئيسي للغضب الخليجي على حزب الله جراء موازين القوى الجديدة في سوريا، كما ان الاحترام والثناء اللذين حظيا بهما مقاتلو حزب الله في سوريا من كل المتعاطين بالشأن العسكري المؤيدين والمعارضين لحزب الله شكلا الازعاج الاكبر للمسؤولين الخليجيين حيث قدم مقاتلو حزب الله نموذجا وامثولة في التعامل الاخلاقي والانساني مع الاسرى والجرحى مفقود كليا في كل الحروب الاخيرة، حيث نقل جرحى “الجيش الحر” الى المناطق الواقعة تحت سيطرة حزب الله ولم يتعرض لهم احد ولم يصابوا بأي مكروه حتى ان بعضهم خرج على شاشات التلفزة معبرا عن ارائه بكل حرية وهذا كان موضع اعجاب وتقدير القادة العسكريين المعادين لحزب الله، ونتيجة لهذه العوامل التي احدثها دخول مقاتلي الحزب الى سوريا اتخذ القرار الخليجي بفتح المعركة على حزب الله وبكل الاسلحة ومن دون اي محرمات او معايير اخلاقية ودينية عبر الاسلوب الاكثر دناءة في العالم وهو السيارات المفخخة لأذية الناس وهذا الاسلوب يلتقي مع اسلوب القاعدة وبالتالي فإن الوجه الخليجي للارهاب يلتقي مع وجه القاعدة وهما من مدرسة واحدة.
وتضيف المعلومات انه من الطبيعي ان يرد حزب الله على هذه الحرب لكن في الميدان الحقيقي للقتال وليس بمثل هذه الاساليب عبر القضاء على الشبكات الارهابية وملاحقتهم واتخاذ اجراءات امنية على الارض تركت كل الارتياح لدى اهالي الضاحية لانها تستهدف الحفاظ على حياتهم وامنهم واولادهم، حيث استطاع حزب الله سد العديد من الثغرات الامنية رغم ادراكه ان وقف مثل هذا الاسلوب عبر السيارات المفخخة من المستحيل القضاء عليه نهائى وخصوصا مع العمليات الانتحارية، وبالتالي فالاجراءات مستمرة طالما القرار بالهجوم عليه مستمر من جهات معروفة وعلى الذين يطلبون من حزب الله وقف اجراءاته كان بالاحرى عليهم ان يطلبوا من حلفائهم الراعين لهذه العمليات وقف هذا الاسلوب بحق ابناء بلدهم. وعندما تنتفي الحاجة لمثل هذه الاجراءات الامنية، وهنا تقع المسؤولية ايضا على الدولة التي عليها الوقوف بوجه الدول الداعمة للحرب ضد حزب الله ودعوتهم لوقف حربهم وعندها يرتاح البلد. وهذا الامر ينطبق ايضا على موضوع تأليف الحكومة لان المطلوب من الدولة ايضا الاعلان بصراحة انه لا حكومة من دون حزب الله وعندها ايضا يرتاح البلد وجنبلاط وتخف المسؤولية عنه اذا تم تغطية هذا القرار من الدولة بكل رموزها. اما الاكتفاء بالتعامل بالقطعة والمسايرة هنا او هناك «كرمى لعيون» هذا وذاك فإن ذلك يشرع الساحة اللبنانية لكل الاحتمالات لان الحرب في سوريا طويلة والحرب بين حزب الله والارهابيين طويلة كما ان الرسالة الاسرائيلية بقصف تلال الناعمة اي ضواحي بيروت وتحديدا منطقة بيروت الكبرى هو الرسالة الاسرائيلية الاخطر للدولة اللبنانية منذ عام 2005 لان اسرائيل كان باستطاعتها قصف مناطق في صور وليس قرب بيروت ومحاولة تبديل شروط اللعبة التي حكمت البلاد منذ صدور القرار 1701.
وفي ظل هذه الاجواء فإن قرار المواجهة متخذ من قبل سوريا وايران وحزب الله والعراق عبر دعم روسي وصيني، وتؤكد المعلومات في هذا المجال ان التواصل قائم بشكل دائم ويومي، بين الرئيس السوري بشار الاسد والامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وان الرئيس الاسد قدم له التعازي بشهداء الرويس عبر طريق التواصل القائمة، والتأكيد على الاستمرار والثبات بالتصدي لكل المحاولات الهادفة للنيل من المقاومة مع التأكيد على وحدة الاهداف حتى الانتصار على الارهابيين والفكر التكفيري، وهذا يتطلب صموداً وصبرا.
سيريان تلغراف