أعلنت تل أبيب قطع علاقاتها مع مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة. وتأتي هذه الخطوة ردا على تشكيل المجلس بتاريخ 22 آذار/ مارس الجاري لجنة خاصة للتحقيق فيما إذا كانت المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية تخل بحقوق الفلسطينيين. وكان تشكيل اللجنة قد جاء ردا على الخطة التي أعلنتها سلطات دائرة القدس في كانون الأول/ ديسمبر الماضي لبناء بضع عشرات من المنازل لمستوطنين إسرائيليين خارج حدود عام 1967.
رئيس كتلة “إسرائيل بيتنا” في الكنيست روبرت إيلاتوف يعبر عن استيائه قائلا ” في البداية يتحدث في الأمم المتحدة أعضاء منظمة”حماس” الإرهابية، وبعد ذلك يجري هناك تشكيل لجنة لتقرر مصير المستوطنات. ولذلك قررنا قطع العلاقات مع مجلس حقوق الإنسان الذي يهتم بالإرهابيين أكثر من اهتمامه بالدول الطبيعية. وإذا كانت إسرائيل هي الخاسرة دائما ، وبغض النظر عن أية مساع تبذلها، فلم مشاركتنا في نشاطات مثل هذا المجلس؟”. وتلفت الصحيفة إلى أن اتهامات إسرائيل الموجهة للأمم المتحدة باللاموضوعية والتحيز للفلسطينيين، ليست الأولى من طرف اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة الأمريكية. فواشنطن، خاصة، ترى أن المنظمة الدولية تفرط في التركيز على مسائل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ، دون أن تولي اهتماما كافيا لانتهاك حقوق الإنسان في إيران أو سورية.
هذا ، ويستغل الجانب الفلسطيني قرار تل أبيب للتأكيد على عدم رغبة الإسرائيليين باستئناف عملية التسوية. ويرى السفير الفلسطيني لدى روسيا فايد مصطفى، “أن قطع اسرائيل علاقاتها مع مجلس حقوق الإنسان، ليس إلا اشارة للأسرة الدولية بأن تل ابيب غير جاهزة للتعاون مع المنظمات الدولية. وهي لا تريد البتة رؤية سعينا إلى الحوار”. وعبرت الأمم المتحدة عن أسفها لخطوة إسرائيل هذه. تقول لاورا ديوبوي- لاسيري رئيسة المجلس إن قطع اسرائيل علاقاتها مع مجلس حقوق الانسان، وتهديدها بمنع أعضاء اللجنة من الدخول إلى الأراضي الإسرائيلية والفلسطينية، سيحرم تل أبيب من فرصة عرض وجهة نظرها حول هذا الموضوع. وأكدت المسؤولة الأممية أن القرار الإسرائيلي لن يستطيع منع لجنة تقصي الحقائق من جمع المعلومات.
لقد اختارت تل أبيب التوقيت المناسب لمواجهة مبادرات الأمم المتحدة ، ففي الوقت الراهن يظهر انقسام جديد بين حركتي فتح وحماس. وفي يوم الاثنين الماضي اتهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، السلطات في غزة بملاحقة أنصار فتح. ويتساءل النائب الاسرائيلي روبرت إيلاتوف عن مغزى الاتفاق مع الفلسطينيين إذا كانوا أنفسهم لا يستطيعون الاتفاق فيما بينهم؟.
وتختم الصحيفة قائلة :” في الوقت الذي يبدو فيه خصوم اسرائيل مشغولين بخلافاتهم الانتخابية، يزحف المستوطنون بهدوء إلى عمق الأراضي الفلسطينية. ولن تستطيع لجنة مجلس حقوق الانسان، حتى وان تمكنت من اجتياز الحواجز الاسرائيلية الحدودية، من مواجهة ذلك بحجج وازنة”.
الكاتب: قسطنطين فولكوف