دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الدول العربية الى الوفاء بالتزاماتها التي قطعتها على نفسها خلال القمم العربية الفائتة، مشيرا الى ان المبادرة العربية للسلام التي أقرتها قمة بيروت العربية عام 2002 هي “أثمن ما قدمه العرب من مبادرات للوصول الى سلام”.
وقال عباس خلال كلمته امام المشاركين في قمة بغداد يوم الخميس 29 مارس/آذار ان “تمسكنا بها (بالمبادرة) يشكل مصدر قوة كبيرة، ولا بد من تفعيلها على جميع المستويات وتشكيل لجنة لهذا الغرض، إذ لا يكفي ان نطلق مبادرة، فالطرف الاسرائيلي لن يتجاوب، وعلينا التوجه نحو ارجاء العالم كافة لشرح هذه المبادرة”. ودعا عباس “جميع المسلمين والمسيحيين للتوجه الى القدس وزيارتها لدعمها ولترك أثر كبير، وهذا ليس تطبيعا مع العدو”.
واطلع عباس الزعماء العرب والمشاركين في القمة على فحوى الرسالة الرسمية التي ينوي نقلها الى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، قائلا: “سنستعرض فيها الانتهاكات الاسرائيلية التي جعلت السلطة تفقد مبرر وجودها المتمثل بالانتقال بالشعب الفلسطيني من الإحتلال إلى الإستقلال”، منوها بأنه سيتم الطلب عبر الرسالة من اسرائيل تحديد موقفها من مرجعية عملية السلام واستمرار النشاط الاستيطاني في الاراضي المحتلة عام 67 ، بما فيها القدس.
وأكد عباس أن القيادة الفلسطينية ستواصل التشاور مع الدول العربية حول الخطوات القادمة للتحرك الفلسطيني.
واتهم عباس اسرائيل بتنفيذ سياسة التطهير العرقي في القدس، موضحا ان “سلطات الاحتلال تعمل وبوتيرة غير مسبوقة وبأبشع الوسائل وأخطرها على تنفيذ ما تعتبره الفصل الأخير في حربها لإزالة الطابع الإسلامي المسيحي في المدينة المقدسة من خلال ارهاقهم بالضرائب العقابية وهدم البيوت ومصادرة الاراضي والهويات وضرب الاقتصاد”.
وأكد موجها كلمته للمشاركين: “نحن زعماء الشعوب العربية أمام استحقاق تاريخي يفرض علينا واجب حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية من الاحتلال الإسرائيلي”.
واكد أن السلطة الفلسطينية لن تستأنف المفاوضات مع إسرائيل حتى يتوقف الاستيطان، وخاصة في القدس.
وبالنسبة الى قضية الأسرى ذكر الرئيس الفلسطيني بأنه “لدينا في سجون الاحتلال أكثر من 5 آلاف أسير من بينهم الأسيرة هناء شلبي المضربة عن الطعام وخضر عدنان وعدد كبير من الأسرى مضربين عن الطعام”.
وفيما يخص المصالحة الفلسطينية، اكد عباس تحقيق خطوات لافتة على هذا الطريق، وقال ان “ما تم الاتفاق عليه مستعدون لتنفيذه لأن المصالحة تعني عودة الشعب وعودة وحدة الوطن”.
كما تطرق محمود عباس الى الثورات العربية معتبرا ان “احداث العام الماضي في الدول العربية من ثورات الشعوب تؤكد على حاجة الزعماء والرؤساء إلى الإصغاء الجيد لحاجات شعوبه”.