شدد الرئيس اللبناني ميشال سليمان على ان الاحداث في العالم العربي وازدياد التوتر في الخليج والانشغال بظاهرة الإرهاب لا تعني وقف الاهتمام بقضية فلسطين، متسائلا: “أين هو العالم اليوم من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وتهويد القدس وبناء المستوطنات؟”.
ودعا سليمان خلال كلمته في القمة العربية الـ23 ببغداد يوم الخميس 29 مارس/آذار الدول العربية الى العمل على توحيد الصفوف لتحقيق سلام يقوم على القرارات الدولية والمبادرة العربية، وإيجاد حل كامل وشامل لكافة أوجه الصراع العربي-الاسرائيلي.
واعتبر الرئيس اللبناني ان “احداث العالم العربي بدأت تثير بعض المخاوف الناتجة عما تشهده المرحلة الانتقالية في عدد من الدول العربية من مظاهر تشرذم وانقسام ومن مخاطر انحراف نحو منزلقات الاحادية والغلو”.
ودعا سليمان الى الالتزام بالفكر القومي الجامع، وبالعروبة الديمقراطية الحقة، وبقواعد الحكم المبنية على المواطنة والمساواة، معتبرا ان “المكونات البشرية المتنوعة للعروبة ومن بينها المكون المسيحي، هي مساهمات جوهرية في بلورة الفكر القومي وتحقيق النهضة العربية، وفي الدفاع عن قضية العرب الأولى، قضية فلسطين”.
واعلن ان لبنان يواكب تطورات الأحداث في سورية باهتمام بالغ، وهو الذي يرتبط معها بعلاقات أخوة وجوار مميزة ومصالح مشتركة. وقد ارتأت الدولة اللبنانية أن “تنأى بنفسها عن التداعيات السلبية لهذه الأحداث، حرصا منها على المحافظة على استقرار لبنان ووحدته الوطنية، وأملا في أن تؤدي المساعي الحثيثة القائمة، ومهمة كوفي عنان، إلى حل سياسي ومتوافق عليه للأزمة السورية، انطلاقا من جوهر المبادرة العربية”، مؤكدا في نفس الوقت على “وجوب متابعة البحث عن العدالة في فلسطين ورفع الظلم عن شعبها المناضل”، ومنوها بأنه “لا يمكن فصل الامن القومي العربي عن مشروع التكامل الاقتصادي العربي”.
واوضح ميشال سليمان موقف بلاده قائلا ان “لبنان الذي اعتمد الديمقراطية الميثاقية منذ الاستقلال، ويقارب موقع الحياد الإيجابي، مبتعدا عن المحاور والأزمات والصراعات، ما عدا ما يتعلق منها بالصراع العربي-الإسرائيلي وبقضية فلسطين وبكل شأن إنساني، يرغب في الاضطلاع بدور يتماهى مع رسالته وفلسفة كيانه القائمة على الحرية والتوافق والعيش المشترك، ويساهم بتعزيز روح التآخي ونهج الحوار. وكنت قد دعوت من على منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 2008، من هذا المنطلق، الى جعل لبنان مركزا دوليا لحوار الحضارات والثقافات والديانات”.
وتابع: “بموازاة ذلك، نتابع جميعا باهتمام وقلق ارتفاع حدة التوتر في منطقة الخليج، والتي باتت تهدد الأمن والسلم الدوليين. وهذا يستوجب من قبلنا وحدة في الموقف، وتضافر جهود، من اجل تغليب لغة العقل ومنطق الحوار، وتعزيز فرص نجاح المساعي الديبلوماسية القائمة على قاعدة مبادئ القانون الدولي”.
واعتبر سليمان ان “الأحداث الجارية في العالم العربي وازدياد التوتر في منطقة الخليج، والانشغال المستمر بظاهرة الإرهاب الدولي الذي نحارب وندين، لا يمكن أن تصرف الاهتمام عن واجب متابعة البحث عن العدالة في فلسطين ورفع الظلم عن شعبها المناضل. فأين هو العالم اليوم من العدوان الاسرائيلي المستمر على غزة؟ ومن تهويد مدينة القدس؟ ومن بناء المستوطنات غير الشرعية في الأراضي الفلسطينية المحتلة؟ وأين هو من الديمقراطية الحقة التي تقضي بقيام دولة فلسطينية حرة ومستقلة وذات سيادة على الأرض الفلسطينية احتراما لمبدأ تقرير المصير؟”.