الأمير السعودي سلمان بن سلطان يدير العمليات العسكرية للعصابات الإرهابية في الجنوب السوري من الأردن ، و كان وراء إدخال كميات كبيرة من الأسلحة إلى المسلحين السوريين ..
قالت وكالة “رويترز” في تقرير لها من العاصمة الأردنية ، نقلا عن مصادر أمنية وديبلوماسية ، وأخرى في قيادة “المعارضة السورية الارهابية المسلحة” ، إن السعودية أنشأت غرفة عمليات سرية برئاسة نائب وزير الدفاع السعودي سلمان بن سلطان لإدارة العمليات الحربية في سوريا . وبحسب تقرير الوكالة الذي كتبه مدير مكتبها في عمان سليمان الخالدي ، وثيق الصلة بالمخابرات الأردنية ، وذو الميول الوهابية والطائفية الفاقعة ، فإن الأمير السعودي المذكور ، “يلعب دورا مباشرا” في “قيادة وتوجيه العمليات المسلحة في سوريا ، (حيث) يقود غرفة عمليات في عمان مع حلفاء حيث تعقد اجتماعات منتظمة وتوجه إرشادات لكبار قادة المعارضة” .
ونقلت الوكالة عن تلك المصادر قولها “يقولون إن هناك مؤشرات على أن دفعات السلاح الجديدة ربما تكون مقدمة لخط إمداد كبير إلى جنوب سوريا تقوده السعودية التي تتصدر مجموعة من دول المنطقة ذات الأغلبية السنية في دعم المعارضة السنية المسلحة للأسد الذي ينتمي إلى الطائفية العلوية” ، حسب تعبيره . وقالت هذه المصادر”إنه حتى قبل وصول الشحنة الأولى من صواريخ كونكورس (المضادة للدبابات) فإن ضغوط سلمان على عمان قد ساهمت في دخول قاذفات صواريخ ومعدات عسكرية وأسلحة أخرى إلى الأراضي السورية بعد أن كانت المعارضة تشكو من أن معظم الإمدادات من الأردن عبارة عن ذخائر فائضة عن الحاجة وبنادق كلاشنيكوف قديمة” .
ونقلت الوكالة عن مصدر دبلوماسي إقليمي ومصدر أمني عربي قوله لها “إن هذه الشحنة جاءت بعد تنسيق وثيق بين المخابرات السعودية والأمريكية والأردنية” ، مشيرة ـ نقلا عن مصادر في المعارضة السورية ـ إلى “أن نهج السعودية الصريح في إمدادات السلاح يتناقض مع الدور الغامض الذي لعبه الأردن على مدى العام الماضي والذي أفقده الدعم بين صفوف المعارضة التي حملته جانبا من المسؤولية عن انحسار مكاسبها في الجنوب” .
وتنقل الوكالة عن معارضين مسلحين وعن ديبلوماسيين قولهم إنه “وعلى الرغم من أن المنطقة (محافظة درعا) شهدت خلال العام الماضي مكاسب واضحة للمعارضة المسلحة منها السيطرة على مساحات بطول نحو 40 كيلومترا على الحدود خاصة إلى الشرق من درعا لا يزال لقوات الأسد وجود قوي في الجنوب” ، وأن الجيش السوري ، ورغم فقده “عشرات من التحصينات ونقاط التفتيش التي تحيط بالقرى والبلدات في المنطقة الزراعية الخصبة ، فإنه عدل أيضا استراتيجيته لتقليل الخسائر . فقد أعاد تنظيم صفوفه وعزز وجوده في بلدات منها الصنمين ونوى والزراعة ومدينة درعا نفسها التي مازال يسيطر عليها بقوة . وما زالت منطقة البانوراما الشهيرة القريبة من أكبر استاد رياضي في جنوب سوريا ثكنة عسكرية حصينة حيث تقصف الدبابات وقاذفات الصواريخ بلدات تسيطر عليها المعارضة في ريف درعا . وحتى في بلدة نوى التي يعيش فيها نحو 80 الف نسمة وحيث أجبر هجوم للمعارضة المسلحة قوات الجيش إلى إخلاء العديد من نقاط التفتيش ما زالت قوات الأسد تحكم سيطرتها . كما تحكم قوات الأسد سيطرتها على نقطة نصيب الحدودية لأسباب ترجع في جلها للضغط الأردني على المعارضة كي تترك الطريق السريع مفتوحا أمام التجارة والمرور إلى دمشق . وإلى الشرق في محافظة السويداء الجنوبية التي يتركز فيها الدروز السوريون لا تكاد توجد مشاعر مناهضة للحكومة” .
وتنقل الوكالة عن شهود عيان وسكان محليين قولهم “إن الجيش قصف من قواعده في أنحاء المنطقة ، التي لا يزال بها ثلث قوته العسكرية على الأقل ، بلدات تسيطر عليها المعارضة مما تسبب في نزوح عشرات الآلاف من المدنيين . وأدت سيطرة الجيش السوري في مايو آيار الماضي على بلدة خربة غزالة التي تقع على الطريق السريع بين دمشق ودرعا إلى قطع خطوط إمداد المعارضة المسلحة واقتلاع مكاسبها التي حققتها مؤخرا” .
وقال مصدر دبلوماسي غربي مطلع على سياسة السعودية تجاه سوريا إن هذه الانتكاسات التي منيت بها المعارضة أزعجت الرياض . وأوضح بالقول “انهم لا يريدون تكرار السيناريو الذي مكنت فيه سياسة التسويف جماعات إسلامية متشددة من الإجهاز على جماعات معتدلة مرتبطة “بالجيش السوري الحر” في شمال ووسط سوريا . ومما يعزز هذه المخاوف أن تقدم المعارضة في بلدات مثل بصرى الشام قاده مقاتلو جبهة النصرة المتشددة . والأهم من ذلك أن مكاسب المعارضة المتعاقبة في المناطق الغربية على طول مرتفعات الجولان على الحدود مع إسرائيل حققتها جماعات متشددة” .
يشار إلى أن سليمان الخالدي كان اعتقل في مطلع الأزمة السورية من قبل المخابرات العسكرية بعد دخوله من الأردن بطريقة غير شرعية إلى درعا . وتبين ـ وفق ما قالته مصادر أردنية مطلعة في عمان ـ أن الخالدي كان موفدا من قبل المخابرات الأردنية التي استغلت وضعه كصحفي ، بهدف جمع معلومات عما يجري في المحافظة لصالح مكتبها السوري ، وليس لصالح الوكالة التي استخدم عمله فيها كغطاء . والدليل على ذلك ـوفق تلك المصادرـ أنه أطلق سراحه بعد بضعة أيام بتدخل من المخابرات الأردنية ، وليس من قبل أي جهة أخرى !!
يشار أيضا إلى أنه الصحفي الوحيد في وكالة “رويترز” الذي يستخدم تعابير مذهبية وطائفية على نحو مكثف وسافر وفاقع في تقاريره عن سوريا . كما أنه هو الذي ورطها أكثر من مرة بتوزيع صور مزيفة عن سوريا اضطرت الوكالة بعدها للاعتذار عن فعلتها الشنيعة ! ويصنف في الدوائر الإعلامية الأردنية بأنه “أقذر صحفي أردني على الإطلاق لجهة علاقاته مع المخابرات الأردنية” !
سيريان تلغراف