كشفت مصادر بريطانية مطلعة أن الاستخبارات السعودية والأميركية تقومان منذ أسابيع بالاتصال مع ضباط وعسكريين في الجيش المصري ، فضلا عن ضباط وجنود وزارة الداخلية ، لتأمين انشقاقهم عن الجيش والشرطة المصريين ، تمهيدا لتأسيس “الجيش المصري الحر” ، كما فعلتا في سوريا .
وقالت هذه المصادر إن الاتصالات شملت بشكل خاص ضباط وجنود “الجيش الثالث” المصري الذي ترابط وحداته على الضفة الغربية لقناة السويس بشكل خاص ، فضلا عن الوحدات العسكرية والشرطية في مدن القناة ( الاسماعيلية، بور سعيد، بور توفيق) .
وأكدت هذه المصادر أن الاستخبارات السعودية ، رصدت مبدئيا قرابة خمسين مليون دولار لهذه العملية ، قابلة للزيادة عند الضرورة . ولفتت هذه المصادر إلى أن الخطوة ، وبخلاف ما هو متوقع ، جاءت من قبل الاستخبارات السعودية وليس القطرية ، رغم أن السعودية كانت باركت إطاحة الرئيس محمد مرسي والأخوان المسلمين من السلطة .
وعلقت هذه المصادر على ذلك بالقول “إن الأمر يؤكد أن للسعودية أجندة أخرى أكبر من قضية الخلاف مع الأخوان المسلمين ، وهي تفتيت الجيش المصري وإشاعة الفوضى في مصر على غرار ما فعلت في سوريا ، للحيلولة دون اقتراب الكأس المرة ، كأس الفوضى ، من السعودية ودول الخليج” .
يشار إلى أن “الجيش السوري الحر” كان تأسس في “الملحقية العسكرية” الأميركية في أنقرة أواخر تموز/ يوليو 2011 على أثر اجتماع العقيد الفار رياض الأسعد مع ضباط الملحقية ، لاسيما نائب “ملحق العمليات والملحق الجوي” ، الكولونيل رالف هانسن Ralph Hansen ، والكولونيل دين كاتسيانيز Dean Katsiyiannis .
هذا بينما تولت السعودية تمويل أولى وحداته وتأسيسها في مدينة حمص السورية ، وهي “كتائب الفاروق” ، التي لعبت المخابرات الفرنسية وبرنار هنري ـ ليفي دورا محوريا في ذلك أيضا . حيث عمد هذا الأخير إلى افتتاح مكتب رسمي لكتائب الفاروق في باريس أسند رئاسته إلى شريكته في جمعية “أنقذوا سوريا” لمى الأتاسي ، ابنة عبد الحميد الأتاسي ، القيادي في “حزب الشعب الديمقراطي السوري” الذي يترأسه رياض الترك وتموله وكالة المخابرات المركزي الأميركية منذ العام 2006 ، كما كشفت وثائق “ويكيليكس” و “واشنطن بوست” لاحقا .
سيريان تلغراف