تشهد الاكتشافات الاثرية الاخيرة، بأن الانسان النياندرتال، كان قد اخترع الادوات المستخدمة في عملية دباغة الجلود قبل اجدادنا القداما ، وهذا يعني ان انسان النياندرتال لم يتخلف عن الانسان العصري القديم.
ويقول شانون ماكفيرون، من معهد أنثروبولوجيا التطور الالماني “إن الادوات العظمية التي اكتشفت، تعتبر شهادة مؤكدة على ان انسان النياندرتال صنع ادوات العمل بنفسه، في حين ينسب هذا الى اجدادنا القدماء. إن النياندرتاليين استخدموا العظام في صنع ادوات العمل، مثل المكشطة والفأس والمطرقة. إن اكتشافاتنا تبين انهم ميزوا بين الحجر والعظم وحاولوا الاستفادة من مطاوعة ومرونة العظام واستخدامها في ادوات العمل التي كان من الصعوبة حينها صنعها من الحجر”.
اجرى ماكفيرون ومجموعته، حفريات في كهوف تبعد مئات الكيلومترات عن مدينة بوردو، حيث اكتشفوا في اثنين منها ادوات العمل المصنوعة من العظام. وبعد ان جمع علماء المجموعة كمية من هذه الادوات أو اجزاء منها، حددوا اهميتها في حياة انسان النياندرتال من خلال دراسة الشقوق والخدوش التي على سطحها، واتضح انها كانت تستخدم في عملية تنظيف جلود الحيوانات، كما هو الحال في يومنا الحاضر.
ويقول العلماء، ان عمر هذه الادوات يعود الى (50 ألف سنة) وهذا يعني ان انسان النياندرتال اخترع بعض ادوات العمل التي كان يحتاجها خلال حياته، وهذا يضع الفرضية التي تقول بأن التفوق الفكري وادوات العمل ساعدت اجدادنا القدماء على الانتصار على النياندرتال سكان اوروبا الاصليين.
سيريان تلغراف