كشفت دراسة أُجريت في جامعة “خنت” البلجيكية أنه كلما زادت درجة العلم والمعرفة لدى الإنسان كان أكثر عُرضة للإصابة بالكآبة وغيرها من أمراض انعدام التوازن النفسي.
وقد خضع لهذه الدراسة ما يزيد عن 16 ألف مواطن من 21 بلدا أوروبيا، تتراوح أعمارهم ما بين 26 و60 عاما.
يعزو العالم المشرف على الدراسة بيت براكي ذلك إلى أن المتعلمين الذين اكتسبوا مهارات معينة يشعرون باضطراب نفسي جراء فقدانهم الإحساس بالرضا في ممارسة أعمالهم، حيث لا يتمكنون من استخدام تلك المهارات والمعرفة.
كما يضيف أن هؤلاء غالبا ما يعملون في مؤسسات غير مرموقة لا تلبي طموحاتهم، ويشعرون أنهم بحاجة دائمة لمساعدة الزملاء، وهذا الأمر بحد ذاته كفيل بأن يصيب الانسان بالكآبة، بحسب موقع “توب أر بي كا” الروسي.
هذا ويرى ماركي أن البلدان حيث نسبة المتعلمين عالية تعجز عن توفير وظائف تليق بهم، إذ أن سوق العمل لا تلبي رغبات عدد كبير من المؤهلين والمعدين للالتحاق بالوظائف، مما يصيبهم بالكآبة. وتتعارض نتيجة هذه الدراسة مع نتائج دراسات سابقة أفادت بأن غير المتعلمين مهددون بالإصابة بالكآبة أكثر من غيرهم، مما يدفع للاعتقاد بأن الجهل والتحصيل العلمي والكفاءة العالية تؤدي في نهاية الأمر إلى نهاية واحدة.
يبدو أن نتيجة الدراسة الأخيرة تؤكد ما جاء في مسرحية الأديب الروسي ألكسندر غريبويدوف “محنة العقل”، وشعر المتنبي حيث قال: “ذو العقل يشقى في النعيم بعقله وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم”.
سيريان تلغراف