تعرضت عدة اعمال درامية في شهر رمضان هذا العام للنقد بسبب زيادة الجرأة في بعض مشاهدها واحتوائها على عبارات خادشة للحياء ترد على لسان ممثلين معروفين، بالاضافة الى المواضيع الحساسة، سياسيا واجتماعيا، التي تناولتها ككل، حتى ان بعضها تضمن مسبقا تحذيرا للعوائل ذات الاطفال من ان هذا المسلسل “للكبار فقط”.
ويأتي مسلسل “موجة حارة” على رأس هذه الأعمال الدرامية، حتى انه، ومنعا لأي هجوم أو انتقاد، حذر منتجوه في شارة المسلسل من تضمنه مشاهد قاسية بوضع شارة (+18) ، ما يعني انه مخصص لمشاهدة البالغين فوق سن الـ18.
وموضوع المسلسل مقتبس من رواية “منخفض الهند الموسمي” للكاتب أسامة أنور عكاشة، اذ تغوص مشاهده في عمق القضايا الاجتماعية الشائكة كالخيانة الزوجية وسوق النخاسة وغيرها من المواضيع الموجودة في الواقع العربي. وحاول المسلسل لفت الانتباه اليها وليس اثارة المخفي من اجل النجاح والشهرة.
اما مسلسل “حكاية حياة” للفنانة غادة عبد الرازق فقد تعرض للنقد قبل بدء عرضه، وذلك عند طرح البرومو الدعائي الخاص به قبل شهر رمضان، إذ تضمن شتائم نابية وسبا للدين. وكما فعل منتجو “موجة حارة”، نبه المشرفون عليه الى احتوائه على عبارات وألفاظ بذيئة، مما دفع بقناة “أبو ظبي” الى حذف الشتائم والحوارات البذيئة، بينما عرضت الـ “سي. بي. سي” العمل كما هو.
ومع ذلك، وصف كثيرون من الشباب في مواقع التواصل الاجتماعي هذا المسلسل بالمنطقي رغم الألفاظ الصادمة التي تخرج على لسان معظم الممثلين، حتى ذهب البعض للقول الى ان هذه المصطلحات أصبحت عادية على لسان شباب هذا الجيل.
ويعتبر مؤلف المسلسل أيمن سلامة نفسه ان الكلمات والألفاظ التي يتضرر منها البعض أصبحت عادية على لسان المراهقين، ومن ينكر هذا لا يعرف لغة الجيل الصاعد. ومن الأعمال التي تناولت عادات موجودة حتى الآن وحتى “مألوفة” للانسان العربي، وقد بدا موضوعها عاديا للوهلة الأولى، الا ان طريقة تناولها للموضوع والمشاهد القاسية فيها جعلته ايضا يدخل ضمن تصنيف “للكبار فقط”، هو مسلسل “القاصرات” الذي يتحدث عن اجبار القاصرات على الزواج من رجال مسنين.
وتناول “القاصرات” هذه القضية بمعالجة لا تخلو من الجرأة، وخصوصا من خلال بعض المشاهد مثل فض بكارة الفتاة التي يقبل أهلها تزويجها من رجل طاعن في السن للتخلص من الفقر، او مشهد القاصر التي توفيت ليلة “الدخلة” نتيجة النزيف الحاد، لذلك وضع تنويه في بداية كل حلقة مفاده ان “هذه الحلقة تتضمن مشاهد غير مناسبة للصغار”. ويلفت العمل الانتباه الى الثمن الإنساني والصحي والنفسي الذي تعانيه الفتاة من التعدي على طفولتها وجسدها الذي لم يكتمل تكوينه بعد ولم يتحول الى جسد انثى كاملة ومكتملة.
سيريان تلغراف