يبدو أن زمن النهضة الإسلامية لدى “الإمبراطوريات الثلاث”؛ المغولية والصفوية والعثمانية, قد بدأ بالعودة.
يكشف مشروع جامع أمير المؤمنين عن أحد الجوانب الأساسية في العمارة الإيرانية كخاصية “هرمية” لترتيب الفراغ.
حيث تمكن رؤية طريقة ترتيب الفراغات هذه على شكل طبقات مكونةً تسلسلات من الفراغ في عدد من الأبنية الأقدم في العمارة الإيرانية, خصوصاً الدينية منها.
تم دمج التصميم العناصر “التقليدية”, أو المتعارف على رؤيتها في الجوامع كالمأذنة والصحن والقبة بطريقة فراغية وتكوينية جديدة تماماً.
بمعنى آخر, خارج إطار الصورة النمطية, حيث تم التعامل مع المشروع برؤية تصميمية راعت حدود الموقع والجوار والشروط المناخية المتعلّقة بالتكيف مع الشروط البيئية والمناخية المتغيرة مع الفصول, والمتطلبات الوظيفية مثل وجود المصلّى والوظائف التصميمية المتعلّقة به, إضافةً إلى توفّر محور حركي للنساء منفصل عن محور حركة الرجال وما إلى ذلك من متطلبات أساسية بالنسبة لأي جامع, والتي تعتبر أنها تحمل طابع مناطقي عنه إسلامي بحت, ففي أيام الدعوة الأولى كان مدخل الرجال والنساء واحد.
إلى جانب الزوايا الرؤية والشفافية بحسب درجات التنوير المطلوبة واختلاف العوامل البيئية والمناخية.
بكلماتٍ أخرى, تعامل المصممون مع المشروع “معمارياً” مراعين أساسيات العمارة من النواحي الجمالية والوظيفية دون قيودٍ نمطية أو صورٍ مسبقة.
لجأ المصممون إلى “تجريد” ما كان موجوداً أصلاً في عمارة الجامع وقد نجحوا لأقصى الدرجات في ذلك, وهذا في حد ذاته إنجاز فكري إضافةً إلى كونه إنجازاً معمارياً.
تعتبر هذه التجربة الناجحة كخطوة بداية باتجاه التحرر تماماً من الصورة النمطية حول العمارة الإسلامية القديمة, فلا يعود الرجوع إلى عناصر الماضي حرفياً ولا تجريدياً أمراً ضرورياً وإلزامياً, بل يصبح خياراً شخصياً للمصمم المجرّب.
تاريخ التصميم: 2013 ، مساحة المشروع: 559.23 م2. موقع المشروع: طهران, إيران.
سيريان تلغراف