بعد دراسة الصور التي التقطتها المركبة الفضائية “كاسيني” حصل العلماء على أدلة جديدة لوجود محيط في القمر انسيلادوس التابع لكوكب زحل.
وقد انطلقت مركبة “كاسيني” الى الفضاء عام 1997 وفي عام 2004 وصلت الى منظومة كوكب زحل. وقد ادهشت العلماء بالصور التي ارسلتها الى الارض منذ عام 2005 وعددها 252 صورة وكلها تعكس وجود نوافير في القمر انسيلادوس. تنطلق من هذه النوافير تيارات بخار الماء وجسيمات مجهرية دقيقة من الجليد.
ومن دراسة هذه الصور تمكن العلماء من تحديد العلاقة بين النوافير وموقع القمر انسيلادوس بالنسبة لكوكب زحل. وهذه العلاقة توضح الفرضية السابقة بوجود محيط على سطح القمر.
لقد لاحظ العلماء تكون الغيوم من البلورات الجليدية والغازات المتجمدة التي تنطلق من النوافير. وبعد تحليل الصور توصل العلماء الى ان نشاط هذه النوافير مرتبط بموقع القمر من زحل، فعندما يقترب من الكوكب تصبح النوافير اقل نشاطا.
إن ما سهل عمل العلماء هو كون هذه الصور جيدة وواضحة جدا، وتؤكد النظرية القائلة بوجود محيط تحت طبقة الجليد التي تغطي القمر انسيلادوس. وكان العلماء سابقا يفسرون هذه النظرية بأن ماء هذا المحيط مالح، مما يؤدي الى ذوبان الصخور، اضافة الى أن سطحه املس جدا بصورة دائمة، وهذا يعني انه يتجدد باستمرار نتيجة تجدد الجليد.
ويقول الدكتور ماثيو هيدمان من جامعة كورنيل الامريكية، “بموجب هذه النظرية، فانه عندما يكون القمر انسيلادوس في أبعد نقطة عن كوكب زحل، فإن الشقوق الموجودة في الغطاء الجليدي تكون كبيرة ولهذا يلاحظ النشاط الكبير للنوافير. وقد تأكدت هذه النظرية من خلال المراقبة المباشرة”.
لم يكن العلماء يتوقعون وجود نشاط جيولوجي في باطن هذا القمر الذي قطره 500 كلم فقط، لصغر حجمه وانه خلال ملايين السنين التي مضت كان يجب ان يبرد تماما منذ امد بعيد. لقد وضحت هذه المسألة، نظرية تفيد بأن المحيط الموجود تحت الغطاء الجليدي يبقى دافئا بفضل جاذبية كوكب زحل التي تشوه القمر.
وبفضل هذه النظرية اصبح انسيلادوس المرشح الرئيسي في المنظومة الشمسية لوجود اشكال غير أرضية للحياة فيه.
اضافة لذلك يعتقد العلماء بوجود الماء على الاقمار الاخرى التي تدور في مدارات الكواكب الكبيرة فمثلا يٌعتقد بوجود الماء على سطح قمر اوروبا “كوكب المشتري” والقمر تيتان “كوكب زحل”.
سيريان تلغراف