عندما تتحد الإرادات المتناقضة ولو نسبيا ، وعندما تنسجم وجهات النظر فيما بينها انسجاما عجيبا ، ويتخذ الجميع موقفا واحدا موحدا هو الأول من نوعه منذ مئات السنين ، ضد كل من هو إسلامي ، محاولين بذلك وعلى استحياء أن يحفظوا ما تبقى من ماء وجوههم فيقولون (( الإسلام السياسي )) وكأن الإسلام هو اسلامان , والقرآن هو قرآنان ، تعبيرا عن جهل كبير فاضح في فكرهم وتفكيرهم ، وانخفاض عميق في ثقافتهم ، فهم يعارضون اليوم وبشدة نشاط الإسلاميين في مصر وفلسطين وسوريا والصومال وليبيا وأفغانستان وباكستان وتونس … وصرنا نعيش صراعا دمويا عنيفا ، وتنظيرا حادا ، واقصاءً عنصريا بغيضا، بل اجتثاثا لا مثيل له من قبل في ميدان العمل السياسي لكل ما هو اسلامي … بينما لا يتفوهون ببنت شفة فيما يتعلق بالصهيونية والامبريالية إلا عن بعد وعلى استحياء وفي أحيان نادرة .
الصراح حاد وتناحري مركزي بين المدارس الليبرالية أو العلمانية أو سمها ما شئت … من جهة ، وبين مدارس الفكر الإسلامي من جهة أخرى ، علما بأنه لا زالت كل مؤشرات الفشل ظاهرة بوضوح لجميع مسميات القومية والبعثية والوطنية والناصرية والماركسية والاشتراكية وسمها ما شئت … فهم يحصدون فشلا يتلوه فشل منذ عشرات السنين ولا يتعلمون ، ويحاولون تزوير الوقائع والحقائق ، ولكنهم لن يزوروا التاريخ ..
المطلوب الآن تصالح الجميع على خلفية العمل الوطني المشترك على قاعدة الديمقراطية ، وإلا اقتلعنا عيوننا بأيدينا وحينئذ لا ينفع الندم …
سيريان تلغراف | تحسين يحيى أبو عاصي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)