تمكن علماء الفيزياء من جامعة دارمشتات في المانيا من التحكم بطبيعة الضوء وحتى وقف سرعته لمدة دقيقة كاملة باستخدام شعاع الليزر.
وكان الباحثون قد تمكنوا عام 1999 من ابطاء سرعة الضوء الى 17 كلم/ثانية، وكان هذا رقما قياسيا آنذاك. وفي عام 2003 تمكنوا من وقف سرعة الضوء بصورة كاملة لمدة اجزاء من الثانية. ولكن في بداية السنة الحالية 2013 تمكنوا من وقفها لمدة 16 ثانية، والآن لمدة 60 ثانية، باستخدام بلورة مبردة.
استخدم العلماء في التجربة بلورة مادة خاصة لا تسمح بمرور الضوء في الظروف الطبيعية. ولكن بعد تبريدها الى درجة حرارة منخفضة للغاية، وبعد توجيه شعاع الليزر اليها اصبحت ذراتها في وضع تراكم الكم، مما جعلها تسمح بمرور ضوء محدد لطول الموجة.
بعد ذلك وجه الى البلورة شعاع ليزر آخر بتردد ملائم. وعند اختراقه سطح البلورة، اصبح داخل البلورة، مطفئا في الوقت نفسه الشعاع الاول، ونتيجة لذلك اصبحت البلورة غير شفافة.
ويشار الى ان بامكان الحقل المغناطيسي زيادة الفترة الزمنية لوقف سرعة الضوء، ولكن عند استخدامه يصبح من الصعب التحكم بشكل شعاع الليزر.
وللبرهنة على عمل هذه التكنولوجيا احتفظ الباحثون بصور ثلاثة خطوط افقية واعادوا عرضها ثانية. ويقول باحث منهم “بهذا الشكل بينا بصورة واضحة بانه يمكن طباعة المعلومات المعقدة مثل الصور، باستخدام طريقتنا”.
سيكون هذا الاكتشاف مفيدا وسوف يستخدم في التطبيق العملي. فمثلا بمساعدته سيكون من الممكن صنع مكرر الكم الذي يعطي اشارة من قابلو الى آخر من دون استخدام مسار معين او مرشحات. وسيكون بامكانه وقف حزمة الفوتونات وكذلك السماح لها بالمرور، وهذا شيء مهم جدا في عمل شبكات الكم المنتشرة في كافة انحاء العالم.
لقد بقيت فوتونات الضوء داخل البلورة لمدة دقيقة كاملة. ويخطط العلماء في المستقبل زيادة مدة بقاء الفوتونات داخل البلورة، دون المساس بالمعلومات التي تحملها ووضعها الكمي. وحسب رأيهم عاجلا أم آجلا سيسمح هذا الاكتشاف بصنع الكمبيوتر الكمي.
كما تقرب هذه الاختبارات العلماء من التوصل الى تكوين ذاكرة الكم، ومن المحتمل ان يتم قريبا جدا صنع اجهزة بامكانها اجتياز حدود سرعة الضوء.
سيريان تلغراف