قالت صحيفة “تلغراف” البريطانية الصادرة أمس إن مئات الجنود السوريين الذي انشقوا عن جيشهم عادوا إلى أحضانه بعد أن أصيبوا بالإحباط مما ظنوه “ثورة” ..
وبحسب تحقيق الصحيفة ، ومصادرها ، فإن هناك “أعدادا متزايدة من العسكريين المنشقين السوريين قبلوا الاستفادة من العفو الخاص الذي أصدره نظام بلادهم ، نظرا لشعورهم بخسارة الحرب بعد أكثر من عامين على اندلاعها ، بينما بدأت عائلاتهم بالعودة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة ، باعتبارها مناطق أكثر أمنا للعيش” .
وطبقا للصحيفة ، فإن هذا التطور يعتبر مؤشرا على “الثقة المتزايدة بالنظام السوري” .
وبحسب الصحيفة ، فإنها ـ وخلال زيارتها مقر “وزارة المصالحة الوطنية” التي من مهماتها تسهيل عودة المنشقين ـ لفتها أنه “كان مزدحما بأفراد عائلات المتمردين الذين يقاتلون في ضواحي المدينة (دمشق) ، والذين قالوا إن أبناءهم يريدون العودة إلى صفوف الحكومة” .
ونقلت الصحيفة عمن أسمته بأحد “المفاوضين” من موظفي الوزارة ، ويدعى أحمد ، قوله لها إنه “يعكف على ترتيب انشقاق قائد للمتمردين في منطقة الغوطة مع عشرة من رجاله بعد مفاوضات (مع السلطة) استغرقت ثلاثة أشهر” .
وقالت الصحيفة إن مسلحي المعارضة أكدوا أنهم على علم بأمر العفو ، وأن بعض مقاتليهم اختاروا القبول به .
ونقلت الصحيفة عن أحد المنشقين العائدين إلى صفوف الجيش ويدعى محمد ، قوله “اعتدت أن أناضل من أجل الثورة ، لكنني أعتقد أننا فقدنا الآن ما كنا نقاتل من أجله كما أعتقد” ، مشيرة إلى أنه من شمال مدينة “الرقة” التي تحتلها “جبهة النصرة” ، وأن عائلته انتقلت إلى الجانب الحكومي لأن البلدة لم تعد آمنة . وقال محمد “إن وجود الأسد أمر فظيع ، لكن البديل أكثر فظاعة” ! ، حسب الصحيفة .
أما زياد أبو جبل ، وهو من إحدى قرى حمص ، فقال “عندما انضممنا إلى التظاهرات ، كنا نريد حقوقا أفضل ، لكن بعد رؤية الدمار وقوة الجهاديين ، وصلنا إلى اتفاق مع الحكومة” .
وطبقا للصحيف ة، فإن وزير المصالحة الوطنية ، الدكتور علي حيدر ، كان حضر أمس حفلا لانضمام 180 من مقاتلي المعارضة إلى الشرطة الحكومية كانوا انشقوا سابقا .
سيريان تلغراف