Site icon سيريان تلغراف

ماذا وراء الانتشار الأمريكي في المنطقة ؟؟ حكام مرعوبون ومعارضة سورية مريضة وخزينة أمريكية خاوية !!

بعد أن سقطت التقديرات الاستخبارية وأمنيات السياسيين وتقارير الدبلوماسيين بانهيار الدولة السورية، بدأت الولايات المتحدة التي تقود المؤامرة الارهابية الكونية ضد الشعب السوري، اجراءات وقائية في المنطقة ، اجراءات فرضها صمود شعب سوريا وجيشه وقيادته، اجراءات تقوم بها واشنطن ليس طمعا في اعادة احياء تواجدها العسكري في المنطقة، وانما في اطار الاستجابة لطلبات حلفائها وأدواتها التي أخذت شكل الاستغاثة والتوسل في العديد من الأحيان، حيث باتت الأزمة السورية تهدد الانظمة في الدول المحيطة بسوريا وفي دول الخليج.

وتقول دوائر واسعة الاطلاع لصحيفة المنار المقدسية أنه في اطار الانتشار الامريكي العسكري السري والمحدود في المنطقة، وبالتحديد في الدول المجاورة لسوريا ، لبث الطمأنينة في قلوب الحكام في هذه الدول التي ظنت بأن الدولة السورية ستنهار سريعا، هذا الانتشار أخذ اشكالا مختلفة، ففي الاردن، على سبيل المثال، وكما كشف عنه في أكثر من وسيلة اعلامية، وحتى على لسان المسؤولين في واشنطن وعمان، فان اسلحة امريكية، باتت اليوم موجودة على الارض الاردنية في “مهام دفاعية؟!”، وهذا حسب الوصف المشترك للقيادات الاردنية والامريكية، وتطرح الدوائر هنا تساؤلا، هو: ما هو التعريف الدفاعي لطائرات أمريكية هجومية تنتشر في مطارات عسكرية أردنية؟!

“قد” نتفق مع تصريحات المسؤولين في امريكا والاردن بأنه لا توجد نية لدى الجانبين للمبادرة بتنفيذ هجمات على الاراضي السورية، وهذا لا يعني أن هناك تحولا وتحسنا في العلاقات مع الدولة السورية، ولكن، الولايات المتحدة ـ صاحبة العتاد العسكري المنتشر في المنطقة سواء في الاردن أو في اسرائيل ، وحتى في تركيا على الحدود مع سوريا ـ لا ترغب في أية مغامرة عسكرية داخل سوريا، فزمن التدخلات الامريكية العسكرية الفعالة على الارض، تحطمت في العراق، وقد ولى، فمعاناة الجيش الامريكي وخزينة الولايات المتحدة بفعل الحروب الخارجية تحتاج الى الاف الصفحات للحديث عنها، وطرحها بالتفصيل، كما أن الوضع الاقتصادي الصعب الذي تعاني منه أمريكا يحد من “شهيتها” للتدخل العسكري في أية دولة كانت، ومهما كان السبب.

فعلى سبيل المثال لا الحصر، فان الجيش الأمريكي وفي الاسابيع الاخيرة، أعلن عن تخفيضات ضخمة بمليارات الدولارات في جميع ميزانيات أذرعه المختلفة، ومن بين عمليات التخفيض في الميزانيات تلك التي شملت القوات البرية، ونتج عن ذلك الغاء عشرات الوحدات القتالية، ومن المتوقع ان تتصاعد هذه التخفيضات في السنوات المقبلة، وأن يتم تسريح عشرات الالاف من المقاتلين في كل عام، ولا يوجد في الافق ما يبشر بامكانية ترميم ميزانية الدفاع الامريكي في السنوات القادمة.

وفي ظل هذا الوضع الاقتصادي الامريكي الخانق، واستمرار الاحداث الميدانية في الارض السورية، وتسجل غالبيتها لصالح الدولة السورية ونظامها، وفي ضوء سقوط النظام الاخواني في مصر، وعدم الاستقرار في الدول التي هبت عليها رياح الربيع الاطلسي المسمى بـ “العربي”، وفي ضوء الاتصالات الامريكية الروسية لايجاد حل سياسي تحت مظلة مؤتمر “جنيف 2” وفي ضوء الحالة المستمرة التي باتت مرضا مزمنا في مفاصل ما يسمى بـ “المعارضة السورية” يستحيل شفاؤها، وعدم امكانية بناء معارضة حقيقية، فما هو موجود اليوم، ليس معارضة، وانما مئات المجموعات المتناحرة لا رابط بينها ولا لاصق يجمعها، ولا تتفق على شيء الا المطالبة بالمخصصات المالية والمشاركة في المؤتمرات والتردد على الفنادق، والقيام بمشاريع واستثمارات خاصة.. ومقابل ذلك، هناك حالة ارتياح تعيشها القيادة السورية، وانتصارات يحققها الجيش بأساليب وتكتيكات جديدة.

في ضوء كل هذه العوامل مجتمعة فان الدولة السورية على وشك الانتصار على كل الاطراف والدول التي شاركت في المؤامرة لتدمير الدولة السورية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، وسيكون لهذا الانتصار تداعياته ونتائجه الكبيرة والهامة على كل المنطقة، فالازمة السورية ليست محلية تتعلق بالاوضاع داخل حدود سوريا الجغرافية، وانما تتجاوزها، فهي تنعكس تارة على الساحة اللبنانية وتارة اخرى تنعكس وتضرب في ساحات بعيدة وبأشكال عديدة.

واليوم دخل عنصر جديد هو سقوط نظام جماعة الاخوان في مصر، وامكانية أن يلعب الجيش المصري دورا مهما في الحياة السياسية، ومدى التفات النظام الجديد في مصر للامور والشؤون الخارجية، لذلك، متابعة ما يحدث في مصر هو أمر هام وضروري، فهناك ارتباط وثيق تاريخي بين الساحتين المصرية والسورية، ومن الواضح أن عاصفة الربيع الاطلسي بدأت تنحسر.. انها مرحلة جديدة قد يظهر فيها بوضوح تلاحم الشعب مع الجيش لدحر المؤامرات، وخلع اولئك الذين تستروا بالدين، وتعهدوا لواشنطن بأن يكونوا الخدم الأوفياء، وهذه المرحلة ستفرض معادلة جديدة أيضا، فأما تناغم روسي أمريكي لحل ملفات المنطقة، واما حالة اصطفاف ، تعيد أيام الحرب الباردة.

سيريان تلغراف

Exit mobile version