أكد سماحة الدكتور أحمد بدر الدين حسون المفتي العام للجمهورية أن ثبات الشعب السوري في مواجهة العدوان الذي يشن عليه سينقذ الأمة العربية بأسرها مما ورطت فيه من فتن وفوضى ومؤامرات وتقسيم.
وقال حسون في لقاء خاص مع قناة المنار أمس إن صمود الشعب السوري مع جيشه هو السبب في تحقيق الانتصار ولولا الاحتضان الشعبي للجيش لتفتت الاثنان وهذا ما كانوا يراهنون عليه لافتا إلى أن أعداء سورية ظنوا أنها بوابة لتفتيت لبنان والأردن والسعودية وغيرها ولكن صمودها هو الذي حمى تلك الدول مما خطط لها.
وشدد حسون على أن الشعب السوري وحده هو صاحب القرار والكلمة الأولى والأخيرة وهو الذي يحدد من يترشح للانتخابات ولا يحق لأي طرف معارض أو خارجي وضع أي شروط مسبقة.
ولفت حسون إلى أن القضية اليوم ليست قضية الرئيس بشار الأسد وليست قضية الإمام علي خامنئي وليست قضية السيد حسن نصر الله بل هي قضية أمة إما أن تركع أو تثبت.
وقال سماحة مفتى الجمهورية إن الرئيس الأسد ومنذ الشهر الأول للأزمة يثق بالله عز وجل ويثق بأن صاحب الحق سينتصر والشعب السوري يقول اليوم لكل من حمل السلاح تعالوا ألقوا سلاحكم واجلسوا مع أهلكم ودولتكم للمصالحة والمسامحة.
وأضاف حسون إن مئات المسلحين يسلمون أسلحتهم اليوم أما من جاء من خارج سورية فبدأ بعضهم يهرب والشعب السوري يقول أيضا للمعارضة التي لم تستطع أن تنتخب من يحاور الدولة بينما يقرعها سفراء أمريكا وفرنسا وغيرهما عودوا إلى وطنكم الذي ما زال بانتظاركم واطرحوا برامجكم ومشاريعكم ومرشحيكم.
وأشار حسون إلى أن من تحدث عن احتلال لسورية هو من أتى بكل شذاذ الآفاق من كل دول العالم وأرسلهم إليها ليقتلوا أبناءها ويقطعوا رقابهم ويأكلوا أكبادهم كما انه طلب من الولايات المتحدة أن تقصف سورية وتعتدي عليها.
وأكد حسون أن أعداء الإسلام يحاولون تحويل سماحة الإسلام الذي ينشر نوره وضياءه في العالم إلى خوف وإرهاب وقتل ودمار وهم بذلك يتفاعلون مع بعض أبناء الإسلام من أجل تحقيق ذلك.
وقال حسون إن أعداء الإسلام يريدون خلق فتنة تحرق الأمة الإسلامية ويفعلون ذلك في العراق وسورية ولبنان ومصر وغيرها ولكن الشعوب العربية ترفض ذلك وعلماء الإسلام قادرون على مواجهة ذلك سواء كان الحكام معهم أم لم يكونوا لأن نصر الذين يحملون إسلام الإسلام هو من الله وليس من الحكام.
وأشار حسون إلى أن فتنة التكفير ليست جديدة في العالم الإسلامي فهي تظهر كلما قويت الأمة الإسلامية من أجل إضعافها وهم عندما شعروا أن الإسلام بدأ يستوعب الآخرين وكثر بناء المساجد بعد عام 1960 في أوروبا وأمريكا وكثر الدعاة وخاصة من سورية ولبنان عملوا على تفتيت الأمة من الداخل وهناك من يعينهم من الحكام وهناك أموال تتدفق عليهم من كل مكان من أعداء الإسلام.
وأوضح حسون أن المؤتمر العلمائي الذي انعقد في بيروت برعاية اتحاد علماء بلاد الشام تحت اسم فتنة التكفير وسماحة الإسلام هو ومضات خير ونور في زمن الظلام وهدفه تنبيه أبناء الأمة إلى المخاطر وإظهار الحقيقة لهم ومنع إدخال الرعب في قلوبهم الذي تبثه القنوات المضللة كالجزيرة والعربية وغيرها وللقول لهم لا تخافوا إذا قاطعونا وإذا علا صوتهم على صوتنا فما جرى في مصر خلال الأيام الماضية دليل على اننا أصحاب كلمة حق.
وأضاف حسون إننا منتصرون الآن والدليل انهم لا يعرفون كيف يقفون أمام المقاومة وأمام فكرنا فنحن ننشر ما يقولون ولا نكفرهم إنما نرد على أكاذيبهم ولذلك دعونا كل التكفيريين الى الحوار وأنا دعوت كل مفتي وعلماء الدول العربية ليأتوا إلى سورية ويحاوروا المعارضة والحكومة لنبني عملا ودعوت إلى مؤتمر داخلي بدل موءتمر جنيف الذي هو لغم من الألغام لزيادة تفريق الأمة ولكننا سنشارك فيه لنمنع الفتنة عن بلدنا لأن الطرف الآخر لا يعي أنه يحرق نفسه وبلده.
وقال حسون إن المعاناة الأولى للسوريين من هؤلاء بدأت منذ عام 1980 حينما أرادوا تمزيق سورية ولكن شعبها في ذلك الحين رفض ذلك فقام من يسمون بالإسلامويين بقتل علماء الدين وخطباء المساجد وأساتذة الجامعات والمبدعين لأنهم يرون أن الإسلام إذا انتعش في داخله انتصر عليهم.
وأوضح حسون أن علماء بلاد الشام هم في خندق واحد هو خندق فلسطين التي لو تنازلنا عنها منذ عام 1948 لتحولت سورية ولبنان إلى أغنى بلدين في العالم كما أن إيران لو تنازلت عن فلسطين لأهدوها مفاعلات نووية.
وأكد حسون أن الشعب المصري ثار على هؤلاء الذين لم يستوعبوا أبناء مصر وأرادوا أن يوءسلموها بإسلامهم وليس بإسلام الإسلام وحولوا الأزهر إلى ساحة مذهبية ضيقة مغلقة كما انهم لم يستوعبوا العلاقة مع سورية وإيران لسبب واحد فقط هو دعمهما للمقاومة ولذلك قطعوا العلاقة مع سورية وحملوا علم الانتداب الفرنسي وطلبوا من الولايات المتحدة أن تعتدي عليها كي يدخلوا إليها مع اننا دعوناهم ليأتوا إليها ولتعقد فيها القمة العربية وتساهم في حل الأزمة.
سيريان تلغراف