دأب البعض في التشكيك والتشهير في العروبة وكيل أبشع النعوت والشتائم بحقها ، وذلك لغرض في نفس يعقوب لا يخفى على كل ذي لُب ، ليعبروا بذلك إما عن جهل فاضح في محتواهم ، أو خُبث دفين ، ومكر وحقد ضد كل من هو عربي ، فهم تارة يدعون إلى نشر واعتماد اللهجة العامية وإقصاء اللغة العربية الفصحى ، وتارة يدعون إلى الانسلاخ عن كل ما يمت للعروبة بصلة ، والعودة إلى الجذور التاريخية القديمة ، كالجذور الفرعونية أو الجذور البربرية أو ما شابه ذلك ، وتارة يشككون في الأصول والمنابع وفي الحضارة العربية التاريخية ، وتارة يكيلون للأصالة العربية أبشع النعوت ، فيعتبرون العرب حتى اليوم رعاة الإبل وانهم متخلفون وجهلة .
لا شك أن النظام الرسمي العربي لا يُعبر عن نبض الشارع العربي ، والشعب العربي بجميع أماكن تواجده يملك من الطاقات والإمكانيات ما يغير به وجه التاريخ ، ولكن للنظام العربي أجندته وحساباته ومصالحه المرتبطة بمصالح الدول الكبرى ، وان التاريخ علمنا بأنه لا يمكن أن يقف عن الحركة مهما اشتدت ظلمة الليل ، وهذه هي التفاعلات في كثير من الساحات العربية تجري بوتيرة متسارعة غير مسبوقة ، فمن كان يتوقع حدوث كل ما جرى ويجري وسيجري بإذن الله ، بغض النظر اتفقنا على الكيفية والنتيجة أم لم نتفق ، فالمهم هناك تغيير يسير بخطى حثيثة وفق حركة التاريخ وهي الأفضل دائما … ومهما اشتد الخبث فسيذهب بإذن الله هذا الخُبث عن العرب ، مثلما يُذهب النار خُبث الحديد ، وإن غدا لناظره لقريب .
إن الانتماء للعروبة يجب ألا يكون انتماء شهادة ميلاد ، أو جواز سفر ، أو بطاقة إثبات شخصية ( هوية ) فقط ، بل يجب أن يكون انتماء وجدان وقلب وروح وعقل وجسد ، بحيث تتفاعل مع بعضها فتنتج شخصية عربية جديدة ، تتحدى كافة المعوقات ، وتعيد كرامتها المسلوبة على أيدي الطامعين .
نحن العرب نملك من المقومات الضخمة التي يجب أن نفتخر من خلالها باننا عرب ، وتسود بيننا أواصر الترابط المجتمعي العميقة ، من تعاطف وجداني كبير ، ، ومن شهامة عربية عالية ، ومن أصالة عربية عريفة ، ومن كرم عربي لا نظير له ، وهي صفات لا تجدها عند الكثير من شعوب الأرض … تلك الصفات نلمسها جلية أينما تواجدنا في أي بقعة من بقاع الوطن العربي الكبير ، و ستشرق بإذن الله شمس أصالة العروبة من جديد بعد غياب طويل ، وسيبزغ فجر الكرامة العربية من بعد ليل حالك السواد .
أخي العربي : إياك والشعور بالنقص والدونية لأنك عربي وأنت تشاهد شعوب العالم قد أنجزت وتحررت وتطورت ، فنحن العرب كنا وسنظل بإذن الله أصحاب كرامة ونخوة ، وأن ما تراه من غبار متراكم سيزول حتما بإذن الله بضربة يد فتية ، تعيد النبض إلى القلب العربي من جديد .
سيريان تلغراف | تحسين يحيى أبو عاصي
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)
للاتصال بالكاتب :
من داخل فلسطين 0599421664
من خارج فلسطين 00972599421664