كشفت صحيفة “الشرق” السعودية الصادرة أمس أن نظام الهاشميين الصهاينة ، وكيل إسرائيل والولايات المتحدة في الأردن ، قام بتهريب مئة دبابة مع كميات كبيرة من ذخائرها إلى المتمردين السوريين عبر المنطقة الصحراوية القريبة من الحدود السورية ـ العراقية ـ الأردنية .
ونقل مراسل الصحيفة في عمان ، سامي محاسنة ، عن مصادر أمنية أردنية رفيعة قولها له إن الأردن “سمح بدخول آليات عسكرية ثقيلة عبر أراضيه إلى قوات المعارضة السورية ، فيما شدد الجيش الأردني من تعزيزاته العسكرية ومن وجود آلياته الثقيلة وقوات المشاة على النقاط الحدودية مع سوريا تحسباً لأي طارئ ، وأعلن الجيش حالة التأهب للرد” .
وقال المصدر “إن الآليات التي سُلِّمَت للمعارضة السورية هي آليات عسكرية ثقيلة دخلت عبر نقطة حدودية مع سوريا وتم إيصالها للمعارضة السورية من دول أوروبية وأجنبية” .
وأوضحت المصادر الأردنية بالقول “إن نحو 100 دبابة دخلت من نقطة حدودية بين الأردن والعراق وسوريا وأن الأسلحة والذخائر وصلت إلى الجيش السوري الحر في تلك المنطقة” .
وتوقع المصدر الأمني “أن تؤدي شحنة الأسلحة الثقيلة إلى تعزيز القوة الهجومية للجيش السوري الحر وتغيير مجرى الأحداث على الأرض ، خاصة بعد أن مُنِيَت المعارضة بهزيمة في مدينة القصير” .
يشار إلى أن النظام الأردني ، لاسيما وزير خارجيته ناصر جودة ، وثيق الصلة برئيس جهاز الموساد الإسرائيلي السابق مئير داغان وصديقه الشخصي ، كان أنكر مرارا وتكرارا أن يكون متورطا في تدريب المسلحين السوريين أو السماح بإدخال السلاح لهم .
ومجرد أن يقوم مراسل صحيفة سعودية في الأردن ، وثيق الصلة بالمخابرات الأردنية ، بنشر هكذا خبر من عمان ، ناسبا إياه إلى مصادر أمنية محلية رفيعة ، يعني اعترافا غير مباشر من الهاشميين الصهاينة ، حراس الحدود الشرقية للدولة العبرية ، بأنهم متورطون في الإجرام الإرهابي الذي تمارسه العصابات الوهابية المسلحة على الأراضي السورية بدعم من وكالة المخابرات المركزية الأميركية وإسرائيل .
مصادر أردنية كانت كشفت منذ العام الماضي أن قاعدة “الأزرق” الأردنية في الصحراء، التي ترابط فيها وحدات من “المارينز” الأميركي، وقاعدة “الأمير حسن” ، الواقعة إلى الشمال الشرقي منها قريبا من الحدود السورية ، وقاعدة”إتش 4″ الجوية الواقعة في عمق الصحراء ، تستخدم لتهريب السلاح والذخيرة إلى المسلحين السوريين عبر الطريق الصحراوي الذي يمر في منطقة “سد الحدلات” المائي الأردني قبل وصولها إلى منطقة “الزلفا والصفا” داخل الأراضي السورية، والتي تشكل منطقة بركانية وعرة من الصعب مراقبتها والسيطرة الأمنية عليها .
وفيما بعد أصبحت “قاعدة إتش 4″ هي المركز الأساسي للعمليات بعد أن تمكن الجيش السوري من سد ومراقبة عدد من المنافذ والمعابر الحدودية الواقعة إلى الغرب ، والتابعة لمنطقة”المفرق” .
يشار إلى أن القاعدة المذكورة تبعد أقل من خمسين كيلو مترا عن الحدود السورية، وسبق أن استخدمها النظام الأردني، بالإضافة إلى القواعد الأخرى المذكورة ، لتقديم تسهيلات لوجستية للقوات الأميركية التي غزت العراق في العام 2003.
ومن هذه القاعدة بالذات ، قامت قوات خاصة أميركية بعمليات إنزال سرية غربي العراق ( شرقي الرويشد) لضرب مواقع الصواريخ العراقية التي استهدفت تل أبيب و قواعد عسكرية سعودية!
سيريان تلغراف