Site icon سيريان تلغراف

مصادر “أمنية إسرائيلية” : تركيا قررت إغلاق “الجسر التركي” لتزويد المتمردين السوريين بالسلاح

أردوغان أبلغ الرئيس الأميركي يوم أمس بقراره ، وأعرب عن خشيته من انتقام روسي إذا ما استمر بالسماح بتدفق السلاح عبر الأراضي التركية إلى المتمردين ..

قال موقع ديبكا الصهيوني ، المقرب من الاستخبارات العسكرية الاسرائيلية ، إن الحكومة التركية أبلغت واشنطن أول أمس بأنها قررت إغلاق “الجسر التركي” كمعبر للسلاح الأميركي والأطلسي إلى المتمردين السوريين . وبحسب هذه المصادر ، فإن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اتصل بالرئيس الأميركي هاتفيا وأبلغه “قراره المفاجىء” .

وطبقا لهذه المصادر ، فإن الرئيس الأميركي أبلغ الكونغرس يوم أول أمس الجمعة بأنه أبقى على “قوة قتالية” في الأردن مكونة من 700 جندي ، فضلا عن 300 موجودين في الأصل ، وسرب من طائرات “إف16” ويطاريتي باتريوت ، لتكون هذه القوات ، أي “الجسر الأردني” ، بدلا عن “الجسر التركي” .

المصادر الإسرائيلية ، التي أعربت عن قلقها من أن هذا القرار التركي (الذي لم يتأكد من مصادر أخرى) سيترك المسلحين السوريين في حلب  وريفها بلا سلاح أو ذخيرة ، وسيكون مصيرهم بالتالي كمصير زملائهم في مدينة “القصير” . ووصفت القرار بأنه “نكسة جديدة مؤسفة للثوار السوريين” .

ونقلت المصادر الإسرائيلية إياها عن أردوغان قوله إنه ، وفي معرض تبريره هذا القرار ، إبلغ الرئيس الأميركي بأنه يخشى انتقاما روسيا فيما لو استمر بالسماح بتدفق السلاح الأميركي والأطلسي عبر الأراضي التركية .

في السياق نفسه ، شككت المصادر الإسرائيلية بصحة مزاعم “الجيش الحر” والناطق باسمه لؤي مقداد عن أنه تلقى صواريخ دفاع جوي من طراز “أوسا” .

وقالت هذه المصادر “إن الأمر أقرب إلى الخرافة منه إلى أي شي آخر . فالصواريخ المذكورة ، وهي المعروفة  إعلاميا باسم (سام 8) ، محمولة على عربات مدرعة ، ولا يوجد منها أي نسخة يمكن استخدامها من قبل الأفراد (محمولة على الكتف) ، الأمر الذي يجعل من إمكانية توريدها للمسلحين السوريين أمرا مستحيلا من الناحية العملية والتقنية ، فضلا عن الناحية السياسية . هذا فضلا عن أن طواقمها بحاجة لفترة تدريب لا تقل عن ستة آشهر في الحد الأدنى لإجادة استخدامها” .

وقال مصدر إعلامي سوري خبير في شؤون “الدفاع الجوي” لـ”الحقيقة” إن استهداف بطاريات “أوسا” من قبل الطيران السوري ، في حال توريدها للمسلحين ، سيكون أسهل بكثير من مكافحة الصواريخ المحمولة على الكتف . فوجود هذه الصواريخ على عربات مدرعة يجعل منها هدفا واضحا وغير مرن الحركة والتخفي ، قياسا بصاروخ محمول على الكتف يمكن لحامله الاختباء حتى في بناية أو خلف جدار أو تحت شجرة ، ومن شبه المستحيل تحديد موقعه .

هذا فضلا عن أن كل بطارية واحدة من “أوسا” تحتاج إلى طاقم من خمسة أفراد لتشغيلها ، جميعهم ـ إذا استثنينا السائق إلى حد ما ، رغم أنه هو الآخر يحتاج لتأهيل خاص ـ يجب أن يكونوا على درجة عالية من التأهيل التقني الذي يحتاج إلى ستة أشهر في الحد الأدنى لاكتسابه .

هذا ناهيك عن أن اكتساب هكذا تأهيل يحتاج إلى كليات ومدارس عسكرية ، وقبل ذلك كله إلى إجادة اللغة الروسية “التقنية” في حدها الأدنى ، بالنظر لأن أنظمة السلاح الروسية وعتادها كله ، مشروحة وموضحة بهذه اللغة فقط . واكتساب “لغة تقنية” من هذا النوع تتعلق بسلاح واحد ، وهذا أبسط أشكال تعلم اللغة وأكثرها محدودية ، يحتاج وحده لستة أشهر في الحد الأدنى !!

وبالعودة إلى المصادر الإسرائيلية ، قالت هذه المصادر إن موسكو غاضبة جدا من حقيقة أن الإدارة الأميركية وحلفاءها ، ومن خلال شرائهم أسلحة روسية للمتمردين من السوق الدولية ، لاسيما بلدان حلف وارسو السابقة ، أرادوا أن يضعوا السلاح الروسي في مواجهة سلاح روسي آخر (سلاح الجيش السوري وسلاح المتمردين) . وقد أبلغت موسكو غضبها هذا إلى واشنطن وحلفائها .

وأشارت هذه المصادر إلى أن القرار التركي هو بمثابة “زلزال استراتيجي ليس فقط للدور الأميركي ، ولا للثورة السورية فقط ، بل ولإسرائيل أيضا” .

وأشارت هذه المصادر إلى أن أردوغان فعل بقراره هذا ما فعلته الحكومة التركية في العام 2003 حين منعت الجيش الأميركي من استخدام الأراضي التركية لمهاجمة صدام حسين ، ما اضطر واشنطن الاعتماد على دول الخليج والأردن في ذلك .

هذا ولم يكن بالإمكان تأكيد هذا الخبر من مصادر أخرى ، سواء إسرائيلية أو تركية أو غربية . الأمر الذي يوجب التعامل معه بتحفظ ، رغم أن الوضع الداخلي التركي والصعوبات التي تواجهها الحكومة التركية ، فضلا عن الضغوط الإيرانية والروسية على أنقرة ، يمكن أن تدفع هذه الأخيرة إلى تجرع السم بإصدار قرار من هذا النوع !؟

سيريان تلغراف

Exit mobile version