Site icon سيريان تلغراف

إسرائيل لمرسي : شالوم يا حليفنا ، مباركة النطفة التي بذرتك .. بقلم نمير سعد

لثيران سورية و لرفاقهم في الثورنة من أفراد القطيع الثورجي الذي ملأ إستاد القاهرة وذاك الوافد من أصقاع الأرض للجهاد على هذه الأرض المقدسة أقول : سوف يأتي يوم تتقيأ فيه الأجيال القادمة بطولاتكم المزعومة وحريتكم المأفونة ، وتبول على صفحات كتب التاريخ حيث أنتم موثقون بعاركم وذلكم وخنوعكم وعمالتكم ونذالتكم وكفركم ، لقد حطمت الأمة العربية والإسلامية من خلالكم كل الأرقام القياسية في الإنحطاط وقدمت حالة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني من الدونية والتبعية والانسحاق والتلاشي والعدمية والهمجية والبدائية  لدرجةٍ بات معها الإنتماء لهكذا أمة أمرٌ مخزٍ و مؤلمٌ ومعيبٌ ومهين  فهي أمةٌ تنتحر ، أو هي أمةٌ إنتحرت وإنتهى الأمر ، اليوم تداس فيها أمجاد الأسلاف بالنعال والحوافر الثورجية ، وتغتصب فيها كل معاني العزة والكرامة والكبرياء والشموخ والأنفة والعنفوان ، تلك المصطلحات والمعاني التي رضعناها منذ ولادتنا وشربناها على مقاعد الدراسة وعشعشت في عقولنا عبر كتب التاريخ والوطنية والقومية في مراحل دراستنا الإبتدائية والإعدادية والثانوية والجامعية ، اليوم تغتصب فيها الحقيقة على مر الساعات والثواني ليصبح من آمن بربه ودينه وأرضه وترابه و حقوق شعبه و عدالة قضيته ونزاهة اهدافه وقدسية نضاله كافراً ملحداً بات الجهاد ضده فرض عين ، وليصبح القاتل بل السفاح الذي يصور جريمة قتله للعشرات على وقع صيحات التكبير ويفاخر أنه ” بعون الله وحمده ” قد أتم جريمته تلك وخلص البشرية من أناسٍ لا ذنب لهم إلا أنهم يتبعون بالولادة لغير دينٍ أو طائفة ، ليصبح هذا السفاح ضحيةً ” لوحشية النظام ”  ، بتنا نعيش الزمن الذي يفاخر داعر بمرتبة شيخ بنحر إمام مسجد في حرم المسجد بعد نحر طفله أمام عينيه ، و بات رهطٌ آخر من مشيخ الكفر كالداعر محمد حسان يطالب في العلن بمحاربة غير طائفة في محاولة لتحوير الصراع واظهاره طائفياً ومذهبياً ، وبات ” قادة ” دول عربية وإسلامية يتداعون ويتسابقون لتسجيل لمزيد من المواقف المخزية والشائنة المرتكزة في العموم على تنفيذ أوامر السيد الصهيوني ، ودائماً على أسس طائفية تكفيرية … .

واقع الحال يقول دون مواربة وعلى عينك يا تاجر أن مرحلة جديدة قد تم تدشينها البارحة في إستاد القاهرة الدولي في الإجتماع ” التاريخي ” الذي كان الجامع بين أفرقاء حضوره قائمةٌ من  صفاتٍ لا مجال لحصرها أو تعدادها ، لكن ما يتربع على رأسها دون شك الخيانة الحلال لكل المبادئ التي يفترض أنها تشكل أساس بنية الفكر الإسلامي ، والولوج في وضح النهار إلى ساحات الكفر بالله عبر الكفر بالإنسان والإنسانية معاً ، والكفر بالتعاليم الإلهية التي يفترض أنها مبنية على الحق و التي يفترض أن الإسلام كان أحد مصادرها ومنابعها ، من خلال محاولة قلب تلك المفاهيم في عقول اصحابها وإغتصاب الحقيقة عبر تزويجها زواجاً عرفياً كان شهوده ثلة من يهود خيبر ، إغتصبوا الحقيقة المسكينه جمعاً فكان أول من دخل بها مرسي الجعجاع الذي لم يخجل على الإطلاق من مناكحتها على الهواء مباشرةً ليسلمها بعد أن قضى منها وطره إلى شركائه في النكاح فكان القرضاوي والعريفي وحسان والعجمي وباقي ثلة الزناة . انها مرحلة عنوانها الأبرز هو الفجور والرذيلة والفحش والشناعة والقبح والفسق ،، الإسلامية جميعها . تقول الحكاية فيما تقول أن إجتماعاً قد عقدته أرواحٌ يكتنفها الخبث ويكسوها النفاق ويفترشها الدهاء ويتغلغل فيها الحقد حد الإستعداد لارتكاب كل ما عرف الكون من الفواحش والمعاصي ، وحد الوصول بالعقل ” الإسلامي ” حد اغراقه في نوباتٍ متلاحقة من اللاوعي والتأزم الأخلاقي والجنون عبر جعله خادماً مطيعاً وعبداً ذليلاً وأجيراً وضيعاً في خدمة من يفترض أنهم أعداء العروبة والإسلام . انها الأحجية التي ستشغل بال وعقول أجيالٍ قادمة واللغز الذي سيبحث أحفادنا عن مخارج حلوله في قادمات العقود ،، ودائماً دون جدوى ، ببساطة شديدة لأن  “دود الخل منه وفيه ” ولأن لا حلول ولا بوارق أمل تشع في الأفق حتى يتم تنحية الدين جانباً ونفيه عن كل ما يتعلق بالشأن السياسي ، وهي مرحلة يبدو أن لا حظ لنا أن نعايشها في قريب الأجل   … .

ما كان واضحاً للعيان وجلياً في ساحات الذهن أن الحشد الجماهيري الملتحي في إستاد القاهرة كان استعراضياً ومبهرجاً وجعجاعاً لمقاصد في نفوس أصحابه ، المقاصد والأهداف إختلفت في بعض عناوينها لتلتقي تحت غير عناوين ، لكن المصلحة العليا ” غير النبيلة على الإطلاق ” كانت شخصية أو فئوية أو حزبية أو سياسية أو عسكرية أو تعبوية لكنها كانت دائماً تستند في الحجة والدليل إلى  أساسٍ ديني طائفي تكفيري  . فمرسي الجعجاع فغر فاه إلى أبعد مدًى ممكن وأطلق جعيره الذي طربت له آذان قادة كيان العدو كما قادة حماة أمنهم في الغرب محاولاً إصابة سربٍ من العصافير في جعرةٍ واحدة ساعة التقت مصلحته الشخصية ومصلحة حزبه الاخواني مع مصالح الشيطان ، أجزم هنا أن مجموعة من أقنان العدو وغلمانه وجواسيسه وأدواته كانت تتابع و نشوة ما يعتقدون أنه النصر الآت تداعب أرواحهم الخبيثة ،  وأجزم أن  سعود الفيصل إهتز طرباً فوق إهتزازه كما باقي مشايخ آل سعود ، و كأني كنت أرى أيضاً ” والله أعلم ” عبر الشاشة أخيلةً تتراقص طرباً وانتشاءً لكائناتٍ شبه آدمية كان منها الحمدين وكان أرسطو العصر ” عزمي ” والظفيري وكريشان والقاسم وعبد الرحمن الراشد وفريق شرق أوسطه و عربية أن تخدع أكثر ، كل النظم والتجمعات والهيئات والمجالس ووزارات الأوقاف ودور الفتوى في طول العالم الإسلامي وعرضه إحتفلت البارحة بيوم نصرٍ مبين على القوم الكافرين وكيف لا والهدف هو تحرير بيت المقدس إنطلاقاً من دمشق !! وإعادة كل الحقوق المغتصبة للشعوب الأعرابية والإسلامية بدءًا من ” الشمال السوري المحتل ” ، لا بد أنه كان يوماً حافلاً مبهجاً لخالد مشعل وهنية وحمدان وكل أصحاب اللحى المقاومة  الخداعة ، يشاع أيضاً حسب تسريبات مقربة لمن حضر  أن مجموعة من ” عاملات ” شارع مونو البيروتي أحيت ليلة حمراء إحتفالاً بالمناسبة  في إحدى الفيلات التي إجتمع فيها ثلة ممن يبشرون وينشرون مذهب الإسلام التكفيري كان منهم الشهال والأسير والضاهر و البكري و يقال أن من أحيا الليلة الحمراء غناءً كان من إعتاد العمل مع هكذا عاملات و هكذا زبائن ،،  المجاهد فضل شاكر … .

لا بد هنا من الخوض قليلاً و ببالغ القرف والإشمئزاز  في الدوافع والأهداف والنتائج المرجوة من الفعلة الآثمة لقطيع فتوى نصرة الشعب السوري و دعوته المسلمين من كافة أصقاع الأرض للتوجه إلى سوريا للجهاد الذي  بات  “فرض كفاية للمسلمين كفاية و فرض عين لمسلمي سوريا ” حسب الكفر الجهادي لهيئة علماء المسلمين ورئيسها الحاخام يوسف القرضاوي ….

على الصعيد المرسي والاخونجي  : كانت محاولة مفضوحة وفاقعة وكوميدية من صاحب الوجه المعبر أيما تعبير عن البلاهة الرئاسية ،( كم هي طريفةٌ مشاهدة رئيسٍ أبله يخطب في الحشود كقائدٍ لا يشق له غبار فيما هو مثار تندر وسخرية واستهزاء في السر كما في العلن  ) ، وهو لم يكن على أية حال حالة إستثنائية عن القاعدة التي يتميز بها ملوك و أمراء ومشايخ و بيادق الشطرنج ممن يطلق عليهم مجازاً في عالمنا العربي صفة رؤساء أو قادة أو ملوك  ، وكم هي مؤلمة مواجهة الحقيقة التي تقول أن هذا ” القائد ” أو ذاك هو أعرابي يدعي السير على درب الهدى الإلهي ويسلك مسالك العروبة فيما هو متشيطن وضيع يعمل غلاماً في خدمة الشيطان الأكبر  ، قلة قليلة تستحق صفة قائد  كان لها غير حضور وغير خطاب وغير مواقف كان منهم لا شك الراحلين عبد الناصر والأسد الأب ، فيما كان ولا زال وسيبقى الأسد الإبن شوكةً في حلوقهم وكابوساً يقض مضاجعهم ، و لا شك أن هذه الميزة الأسدية كانت من العوامل المحفزة الهامة التي استدعت محاربته و التعاون مع الإرادة الصهيونية في سبيل السعي للتخلص منه . وبالعودة لمرسي الجعجاع الذي إستعرض برفعه لعلم الإنتداب الفرنسي ليعيد إلى الأذهان مآثر خالد مشعل و إسماعيل هنية ، مرسي الذي جعر قائلاً ” سوريا تنادي ونحن نقول لبيك يا سوريا ” وهو الذي دشن ” نضاله في سبيل القضية الفلسطينية ضد العدو الإسرائيلي برسالته الشهيرة  إلى  ” صديقه العزيز بيريز ” فيما كان الأولى والأجدر به من منطلق انتمائه الإسلامي العروبي المزعوم أن يبادر إلى تنفيذ وتطبيق المناشدات والشعارات التي لطالما رددها إخونجيو مصر في عهد مبارك بإغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير الإسرائيلي وكان الأجدر بمن اجتمعوا على أساسٍ طائفي مذهبي تكفيري أن يبادروا إلى الدعوة للجهاد ضد العدو الحقيقي للأمتين العربية و الإسلامية وتحرير بيت المقدس من رجس المحتل . من الواضح أن المصالح الشخصية لمرسي الجعجاع تلاقت حد التطابق مع حزبه الإخونجي الذي ردد ملتحوه شعاراتٍ من قبيل ” على سوريا رايحين .. مجاهدين بالملايين ”  في محاولة مفضوحة ومكشوفة للبيع والشراء في سوق الأزمة السورية لتحقيق مكاسب تعبوية جماهيرية تساعد في تدعيم ركائز البنيان الاخواني المهترء ، المتداعي ، المكشوف والمفضوح ، فيما بادر بعض رموز مؤتمر التكفير والعمالة إلى الدعاء على كل من سيشارك في المظاهرات المرتقبة بعد اسبوعين . مهرجان النهيق الذي حضره مرسي وشارك فيه كان من هذا المنظور محاولة للإستعراض عبر الحشود وترهيب خصومه ومعارضيه الذين إستفزتهم دعوة الجهاد التي أطلقها بيان المتآمرين الإسلاميين في القاهرة فجاء الرد على لسان قادة المعارضة ومعظم قادة أحزابها إضافةً للعديد من مشايخ وأساتذة الأزهر برفضها واستنكارها وفضح أهدافها الوصولية ، المعارضة التي تحضر أيضاً  لمظاهرات الغضب الحاشدة التي تقودها ” حركة تمرد ” الهادفة إلى إسقاط حكم الإخوان في 30 حزيران الجاري ، والتي تم حشد أكثر من 15 مليون توقيع مؤيد لأهدافها أو مشارك بها ، ما شكل بحد ذاته أرضية منطقية وعقلانية وقانونية لطرح مناقشة دستورية بقاء مرسي في السلطة من قبل مجموعة من الخبراء القانونيين والدستوريين من المبادرة الوطنية للدفاع الإيجابي والمؤسسة الوطنية للقانون التي إجتمعت لتناقش سبل وكيفية الإعتماد على القانون الدولي في إستثمار هذه النتائج المبهرة التي تفوق بثلاثة ملايين الأصوات التي نالها مرسي في إنتخابات الرئاسة . … .

على الصعيد الغربي وأدواته خارج الأرض السورية وعليها : يعول الغرب من خلال الخطوة الإخونجية بلسان مرسي على زيادة الضغط على القيادة السورية لإجبارها على تقديم تنازلات فيما يتعلق بتجميد الزحف العسكري السوري نحو معاقل المعارضة المتناثرة بشكل خاص في أرياف المدن الكبرى ، ووضع الخطط التنفيذية لمعركة تطهير حلب وريفها في الخزائن السرية لوزارة الدفاع السورية حتى إشعارٍ آخر ، ما يسمح بتوجه شراذم المعارضة السورية إلى جنيف ” إن كان له موعد مع النور أصلاً ” بحالة أقل ضعفاً ورثاثةً وهزالاً و إنثماماً ، يعول الغرب من ناحية أخرى أن تشكل الدعوة التكفيرية الشاملة للجهاد على الأرض السورية عاملاً مهما في زيادة أعداد القطعان الجهادية التي تنشد الرعي في بساتين سورية فيما سيحصد أسود الجيش السوري المراعي بمن فيها ، ويعول الغرب ربما على إجبار القيادة السورية وحزب الله على التفكير جدياً في إنكفاء مقاتلي الحزب إلى خارج الأراضي السورية وهو الأمر الذي لن يكون لأن معركة الحزب إلى جانب الجيش السوري هي معركة دفاع عن الكينونة والوجود ، معركة لا نقاش ولا جدال ولا تردد ولا تهاون فيها كان الثمن ما يكون ، فكل الأثمان التي سيدفعها كلا الطرفان جراء المضي قدماً في هذا التحالف الذي يصل حد التماهي تهون وتختفي ولا تقارن بخسائر الطرفين فيما لو تمت الإستجابة لمطالب أطراف الحلف المعادي لمحور المقاومة بوقف الزحف المقاوم المقدس حتى تعقيم الوطن كاملاً من رجس التكفير  . .. .

 كم هو علقم طعمه هذا الشعور الذي يطغى و يغلف الوطن وسكان الوطن هذه الأيام ،،ما خلا بعد من فقد حاسة الذوق أو التذوق إلى غير رجعة وكم هي مؤلمة و جارحة للقلب وحارقة لشرايينه تلك المشاعر التي تنتاب الوطن وتغرقه كما أهله فيتشبع بها ترابه تذرف سماؤه عليه دمعها و وتتوقف جداول مائه وأنهاره وبحيراته وينابيعه عن مزج الهيدروجين والأكسيجين إحتجاجاً وحداداً على ما أصاب من يحتضنها جميعها ،، فيمسي للماء طعمٌ آخر هو أمر من العلقم ،  أيضاً ما خلا من افقدته الغريزة الطائفية البغيضة أو ما يقدم له من أموال ،،، عاطفته وأحاسيسه ليفقد حاسة الذوق والعاطفة والإنتماء والإنسانية في لحظةٍ لا يمكننا تسميتها سوى

 مرحلة جنونٍ تاريخية تضيع معها البوصلة ويتوه من كان الدين محيط إبحاره بين الغوص في قيعانٍ من الظلام الأبدي عبر العودة في التاريخ خلفاً حتى الوصول إلى عصر الظلمات ، وما بين تيهه عن شطآن الأمان ومراسي الأوطان ليجد نفسه من حيث أراد أو لم يرد يرسو في تل أبيب ليصلي السبت على حائط المبكى ظناً منه أنه يصلي في المسجد الأقصى . ابحثوا عن الصهيونية في كل ما ترون وتسمعون وتقرأون … تجدونها يا أولي الألباب . وإسرائيل عندما توجه تلك التحية لمرسي وصحبه فلأنها تعلم أن البذرة بكل بساطة … صهيونية .

سيريان تلغراف | نمير سعد

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version