بتوجيه من البيت الأبيض والمرشد العام للأخوان المسلمين في مصر محمد بديع ، أقدم الرئيس المصري الأخواني محمد مرسي على خطوة تعيد إلى الأذهان ما قام به حسني مبارك عشية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 . فقد أعلن مرسي قطع العلاقات الديبلوماسية مع سوريا بشكل كامل وإغلاق السفارة السورية في القاهرة وسحب القائم بأعمال السفير المصري في دمشق .
قرار مرسي ، الذي أعلنه خلال مشاركته في تجمع كبير نظمه السلفيون الوهابيون في مصر “لنصرة الثورة السورية” ، جاء بعد يوم واحد من قرار الإدارة الأميركية تسليح عصابات “الأخوان المسلمين” في ما يسمى “الجيش الحر” بالسلاح من خلال وكالة المخابرات المركزية الأميركية . وهو ما يذكر بما قام به حسني مبارك تماما حين أقدم هذا الأخير على خطوات مشابهة عشية الغزو الأميركي للعراق في العام 2003 !
مع ذلك ، ورغم أن خطوة مرسي (“الصديق العزيز لشمعون بيريز”) جاءت في سياق أميركي ـ إسرائيلي واضح يتعلق بالتحضيرات التي تجريها واشنطن وتل أبيب لشن غارات جوية على مواقع الأسلحة الإستراتيجية السورية ، كما كشفت مجلة “التايم” أمس ، إلا أن لها “وجها مصريا داخليا” . فمرسي ، ومن خلال حرصه على إعلان ذلك في مهرجان نظمه السلفيون الوهابيون ، إنما أراد أن يحصل على بركات السلفيين الوهابيين ورضاهم و يبعد ثعالبهم عن حقله وكرومه ، لاسيما وأنهم شرعوا مؤخرا في ممارسة المزيد من الضغط عليه وعلى حزبه (الأخوان المسلمين) لدفعهما إلى مزيد من “الأسلمة الوهابية” للدولة وقراراتها وسياساتها المحلية والخارجية !
قرار مرسي يشكل قرينة جديدة على العلاقة العضوية بين واشنطن وتل أبيب والأخوان المسلمين . ففي الوقت الذي يكتب فيه هذا المعتوه الأخواني لرئيس الدولة العبرية شمعون بيريز مخاطبا إياه “صديقي العزيز” ، وفي وقت يرفرف فيه علم الدولة العبرية على مرمى حجر من مقر جماعة الأخوان المسلمين وقصر مرسي ، يقدم هذا الأخير على إغلاق السفارة السورية بدلا من السفارة الإسرائيلية .
ومع ذلك ثمة حمير وبغال كثر لا يزالون مقتنعين بأن الأخوان المسلمين ليسوا ظاهرة إسرائيلية ، وأن هناك أخونجيا واحدا على وجه البسيطة يمكن أن لا يكون صهيونيا أو إسرائيليا !؟
سيريان تلغراف | الحقيقة