Site icon سيريان تلغراف

تعددت الأسباب و الهدف واحد … القضاء على المقاومة الاسلامية الارهابية لتحكم اسرائيل ملاك السلام الشرق الأوسط .. بقلم دنيز نجم

كوكتيل العصابات الهمجية و المجموعات المسلحة لا يمكنها الاستمرار بالحرب لمدة أطول في سورية رغم الدعم بالسلاح و المال فهي باتت مهزومة و مشتتة و مفككة أمام الجيش العربي السوري الذي أسقط الرهان على انهاكه و استنزافه من خلال العمليات النوعية و الخطط الاستراتيجية التي يتبعها للقضاء على رؤوس هذه العصابات التي تنتمي للقاعدة و بات الجيش الحر و المعارضة في وضع لا يحسدون عليه من تكدم الخسائر و الهزائم و أصبحوا بحاجة لتدخل رؤوس أطراف المؤامرة لمؤازرتهم  .

و قد انتهزت الولايات المتحدة الأميركية فرصتها الذهبية من المماطلة في إيجاد الحل السياسي لتقدم المساعدة  لاسرائيل سراً و تدعمها بالمعلومات الاستخبارية الدقيقة عن المنظومة العسكرية في سورية و اسرائيل بدورها تقدم الدعم العسكري الاستراتيجي للجيش الحر و للمعارضة بالاشتراك مع بعض الدول المتصهينة كالسعودية و قطر و الأردن و تركيا من أجل تحقيق هدفهم الأساسي و هو التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام و الإستيلاء على سورية .

و رغم العلاقة المتينة و الإستراتجية التي تربط بين سورية و ايران إلا أن الصهاينة يخططون لإبعاد ايران عن سورية حتى يشلوا حركتها و يسهل عليهم الإستيلاء عليها و لكنهم لم و لن ينجحوا في هذه المهمة فسورية و ايران و حزب الله هم أسياد المقاومة الاسلامية التي تعمل ما بوسعها لحماية الوطن العربي من التشرذم و تحمي الأمة العربية الاسلامية من التفكك .

و غمرت الفرحة اسرائيل و أميركا لمعرفتهم بمشاركة حزب الله في القتال بسورية فهذا الأمر كما يظنون سينهك جيش حزب الله و يستنزفه  حتى لا يستطيع أن يقاوم عند هجومهم على لبنان فأحلام الصهاينة لا تتوقف عند حدود سورية فقط بل لبنان أيضاً و ما زالوا يحاولون القيام بعمليات استفزازية ليجروا  حزب الله إلى إدخال لبنان في حرب جديدة و يوجهوا له الاتهامات بأنه  قد أشعل نار الفتنة في لبنان و يجب وضعه على قائمة الارهاب و من ثم تتم محاربته للقضاء عليه .

ايران و حزب الله و سورية هم المعادلة الصعبة و كتلة المقاومة الاسلامية التي لم و لن ينجح أي مشروع  صهيوأميركي لمحاولة الفصل بينهم فهم أسود المقاومة العربية الاسلامية اللذين اجتمعوا في خندق واحد لمحاربة عدوهم الأوحد الصهاينة و المتصهينين ضد الأمة العربية و تحطيم أحلامهم و أوهامهم التي لا تقف عند حدود سورية فقط بل تريد استهداف سورية و لبنان و جميع الدول العربية حتى تدمر الوطن العربي بأكمله و تعيد تكوين خارطة الشرق الأوسط على مقاس يناسب أحلام اسرائيل و لكن أسود المقاومة لهم بالمرصاد فهم يتوقعون كل الإحتمالات و جميع السيناريوهات و الرد على مخططات الصهاينة بطرق مدروسة بدقة و بتقنية عالية و الحرب معهم ستكون مفاجأة للشرق الأوسط بأكمله و لصناع المؤامرة .

لقد بدأ المشروع الصهيوأميركي ينهزم بالتدريج بعد معركة القصير و قد أصاب المتآمرين على سورية حالة استنفار هستيرية أمنية و سياسية  بعد انهيار هرم العصابات الإجرامية و أطراف المعارضة و قد انتقل دور اسرائيل في هذه الحرب من وراء الكواليس إلى مسرح الحرب و بدأ التحدي بالمواجهة و قد زاد هذا التحدي من حالة التوتر بين صفوف الجيش الاسرائيلي و المستوطنين الاسرائيليين  فكابوس  دول محور المقاومة و الممانعة قد عاد ليطاردهم من جديد لأنهم على ثقة بأن هذه الأرض المسلوبة ستعود يوماً لأصحابها الحقيقيين الفلسطينيين اللذين لم يتوقفوا يوماً بالدفاع عنها لاستردادها و خوفهم يزداد يوم بعد يوم من فكرة عودتهم للهجرة من جديد و أحلامهم في الوطن العربي ستضيع بسبب مواقف رجال المقاومة الاسلامية لأنهم إن قالوا فعلوا و الحرب التي دارت بين اسرائيل و حزب الله في عام 2006 كانت درساً صغيراً لما يمكن أن يحدث لإسرائيل في الحرب القادمة التي سيكون أول أهدافها الاستراتيجية هو توجيه الصواريخ إلى عمق اسرائيل لضرب مواقعها النووية في ديمونا و المصانع الكيماوية في حيفا و مخازن النفط القريبة من تل أبيب .

و قد تعددت الأسباب من أجل التدخل العسكري في سورية لإسقاط النظام و الهدف واحد و أحد هذه الأسباب هو اتهام الجيش السوري العقائدي  باستخدام السلاح الكيماوي  ضد المسلحين دون وجود دليل قاطع و هذا الكلام لا يصدقه إلا من صدق من الأساس أنه في سورية توجد ثورة حرية و ثوار يطالبون بحريتهم أو توجد أية حرب طائفية  فعندما يقتل الشيخ  العلّامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي و يخطف رجال الكنيسة المطرانين بولس يازجي  و يوحنا ابراهيم فالحرب لم تعد حرب طائفية و عندما تقتل النساء و العجزة و ينحر الأطفال فهذه لم تعد ثورة تطالب بالحرية و لم يعد هدفهم الحقيقي إسقاط  النظام فحسب بل هدفهم واضح وضوح الشمس و هو الإستيلاء على سورية الانسان و الحجر و انقراض السوريين المقاومين الشرفاء من على وجه الأرض للوصول إلى أحلامهم بالمشروع التقسيمي الأكبر الذي جاءتنا به نذير الشؤم كونداليزا رايس في حرب تمّوز 2006 و تمضي في إستكمال فصوله الدول المتصهينة التي لم تتحد  إلا على خراب الوطن العربي و التي طالما كانت و ما زالت تتآمر على الشعوب العربية المقاومة.

فمن تآمر على العراق هم نفسهم من تآمروا على سورية و من تآمروا على القائد الراحل صدام حسين هم نفسهم من يتآمرون على سيادة الرئيس الدكتور بشار الأسد فأميركا تريد أن ترسخ قاعدة في الشرق الأوسط أن من يتمرد على اسرائيل و يرفض الخضوع لأوامرها و لا يعترف بها سيكون مصيره كمصير صدام حسين و القذافي  فالغرب يريد استبدال السلطة العلمانية الحالية بدمى سهلة الإنقياد تسمح لهم بنهب البلاد العربية و الإستيلاء على ثرواتها و لكن كما خرجت أميركا مثقلة بهزيمتها في أفغانستان ستخرج مثقلة بهزيمتها من سورية و من الوطن العربي .

إنها محاولة يائسة للغرب في الربع ساعة الأخيرة يبذلون جهودهم لتحقيق أي انتصار و قد آن الأوان للصهاينة و صناع المؤامرة أن يستعدوا لهزيمتهم الكبرى في سورية و على أيدي المقاومين الشرفاء  قاهرين الغزاة و النعاج و ساعة الحسم قد اقتربت و طبول الحرب تدق و المقاومة الاسلامية ذاهبة إلى خط النهاية دون تراجع حتى النصر و من كان الله معهم فلا غالب لهم .

سيريان تلغراف | دنيز نجم

(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)

Exit mobile version