أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أن المعارضة السورية ستقاطع على الأرجح محادثات السلام المقترحة مع حكومة الرئيس بشار الأسد ما لم توقف قواته تقدمها نحو حلب معقل مقاتلي المعارضة.
وقال فابيوس لقناة “فرانس 2” التلفزيونية يوم الأربعاء 12 يونيو/حزيران إنه يجب منع ذلك لأنه “إذا لم تتم استعادة التوازن في الوضع على الأرض فلن يكون هناك مؤتمر في جنيف. لن توافق المعارضة على الحضور.”
وأوضح فابيوس رؤيته لموضوع تسليح المعارضة السورية بقوله: “بالنسبة لجنود المقاومة يجب أن تكون لديهم أسلحة لأن الأسد لديه طائرات وأسلحة قوية واستخدم أسلحة كيماوية. يجب ألا نسلحهم من أجل التسليح فقط، ولكن يجب أن تكون هناك إعادة للتوازن.”
وأضاف: “لا يتحدث أحد عن إرسال جنود لكن يجب أن يتمكن مقاتلو المقاومة من الدفاع عن أنفسهم”.
جدير بالذكر أن فرنسا واحدة من عدة دول غربية منها الولايات المتحدة وبريطانيا، لا تعترف بشرعية الأسد كرئيس لسورية لكنها تحجم عن إرسال السلاح إلى المعارضة خشية وقوعه بيد الإسلاميين المتشددين.
عفيف دلا : تسليح المعارضة محاولة غربية لتحقيق مكاسب في المفاوضات المقبلة
اعتبر المحلل السياسي عفيف دلا تصريحات فابيوس حول إمكانية مقاطعة المعارضة السورية لمفاوضات جنيف بأنها أحادية الجانب وتعبر عن تورط فرنسا في الأزمة السورية. وقال دلا: “عندما يعترف العالم أجمع بأن من يقاتل في سورية هو “جبهة النصرة”، التنظيم الإرهابي المنتمي للقاعدة. كيف يسوقون لها دعما سياسيا وبأية ذريعة”.
وأضاف دلا أن هناك تناقضا كبيرا في الخطاب الغربي فيما يخص سورية فالغرب يدعم هذه المجموعات الإرهابية المسلحة تارة، وتارة في الخطاب المعلن يحاربها أو يضعها على لائحة الإرهاب.
وتعليقا على لقاء كيري وهيغ ودراسة إمكانية تسليح المعارضة تساءل دلا “بأسلحة من كانت تقاتل طيلة الفترة الماضية؟ ألم تقاتل بأسلحة أوروبية وأمريكية وإسرائيلية وصلت عبر دول مجاورة وأطراف إقليمية مثل قطر والسعودية وتركيا؟”.
وأضاف أن موضوع التسليح ليس جديدا لكن الغرب لا يريد الذهاب إلى جنيف دون رصيد، لذلك يحاول التسلح ببعض الأوراق ومنها موضوع تسليح المعارضة، مثلما يطرح مواضيع كبقاء الرئيس أو تنحيه.
أما بالنسبة للأسلحة الأمريكية المرسلة إلى الأردن في إطار مناورات “الأسد المتأهب” والتي أعلنت واشنطن أن لا علاقة لها بسورية، قال دلا إن المنطقة كلها تقبع على صفيح ساخن، ولا يمكن عزل ما يجري في سورية عن المنطقة ككل، فالتأثير متبادل، وطبيعة الأدوار في بلدان الجوار واضحة، وبالتالي فالمناورات تخدم هدفا سياسيا على الأقل، بحسب تعبيره.
سيريان تلغراف | رويترز