صحيفة “روسيسكايا غازيتا” أشارت يوم 22 مارس/آذار، إلى الضجة الكبيرة التي أثارها خبر بثته إحدى قنوات التلفزة العربية ومفاده أن روسيا حشدت عددا كبيرا من سفنها الحربية، قبالة الشواطئ السورية.
وللوقوف على حقيقة التواجد العسكري الروسي في سورية، استعانت الصحيفة بمصدر مسؤول في وزارة الدفاع الروسية. أوضح المصدر المذكور أن ما يطلق عليه خطأً “القاعدة العسكرية البحرية الروسية”، هو في الحقيقة مجرد “مركز للصيانة والتزود بالمؤونة” في طرطوس، تتواجد فيه باخرة واحدة فقط تابعة لأسطول البحر الأسود، هي الباخرة الناقلة للوقود “إيمان”، التي يتألف طاقمها من بحارة مدنيين، وفصيل حراسة. وتتمثل مهمة هذه السفينة في إيصال الامدادات اللازمة من مياه ووقود ومواد تموينية للسفن الروسية، التي تسهر على تأمين سلامة الملاحة البحرية، ومكافحة القرصنة في خليج عدن. لكن ذلك لا يعني أن الأوضاع في سورية لا تعني أدميرالات الأسطول البحري الحربي الروسي. فهناك تعاون وثيق بين موسكو ودمشق في المجال العسكري ـ التقني. وهناك عقود مبرمة بين الجانبين تقدر قيمتها بعدة مليونات من الدولارات. ولهذا السبب فإن روسيا مهتمة جدا بالتوصل إلى تسوية سريعة للنزاع الداخلي السوري. وتبذل روسيا كل جهد ممكن من أجل تسوية الأزمة السورية دون تدخل أطراف خارجية، خاصة وأن التجربة الليبية أظهرت أن هذه الفرضية ليست مستبعدة.
وبالإضافة إلى السفينة المذكورة، هناك سفينة مهمات خاصة، تابعة لأسطول البحر الأسود تحمل إسم “إيكفاتور”، تتواجد في عرض البحر الأبيض المتوسط منذ بداية العام الجاري. وسوف تعود “إيكفاتور” إلى قاعدتها قريبا، لتنوب عنها سفينة استطلاع أخرى تحمل أسم “كيلدين”. ومن المرجح أن تكون عملية التناوب بين السفينتين، هي التي أثارت كل هذه الضجة في وسائل الإعلام العربية.
ونفى المصدر المسؤول في وزارة الدفاع الروسية وجود أية نية لدى القيادة الروسية لإخافة معارضي الرئيس السوري بشار الأسد، خاصة وأن السفينتين الحربيتين ـ “إيكفاتور” و”كيلدين” ليستا مخصصتين للمشاركة في العمليات القتالية، ولا تستطيعان تنفيذ عمليات إنزال بحرية.
وعلى الرغم من أن المسؤول العسكري الروسي لم يفصح عن طبيعة المهمة التي تنفذها سفينة “إيكفاتور” بعيدا عن روسيا، إلا أنه من المرجح أنها تراقب عن كثب تطورات الأوضاع، بالقرب من السواحل السورية.