صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” ترى أن المواجهة بين الرئيس السوري بشار الأسد والدول الخليجية الموالية للولايات المتحدة، بلغت مرحلة الذروة. حيث وصلت الأمور بين الجانبين، إلى حد اتهام السلطات السورية كلا من السعودية وقطر بِدعم الإرهاب الدولي.
وتنطلق السلطات السورية في اتهاماتها هذه، من قناعة تامة بأن الدولتين المذكورتين، قدمتا السلاح للمقاتلين، الذين نفذوا الانفجارات الأخيرة، التي تسببت في سقوط 27 قتيلا. وبالإضافة إلى ذلك، انتشرت مؤخرا أنباء تتحدث عن قيام السعودية بإرسال كميات كبيرة من الأسلحة للمعارضة السورية عبر الأردن.
وبالرغم من نفي كل من الرياض وعمان لهذه المعلومات، إلا أن ذلك لم يكن مقنعا. وإذا صحت هذه الأنباء، فإن ذلك يمثل ضربة لسمعة الدول الغربية، التي تدعوا إلى مواصلة الضغط على نظام بشار الأسد، وإلى تقديم المزيد من الدعم للسوريين، الذين “يناضلون من أجل الحرية”.
ذلك أن هؤلاء “المناضلين”، الذين يفجرون، ويقتلون، لا يختلفون كثيرا عن مقاتلي طالبان والقاعدة، الذين يحاربهم الغرب في العراق وأفغانستان.
لقد تشكل معسكر من الدول الساعية لإسقاط النظام السوري، وهي متهمة بالتواطؤ مع الإرهاب الدولي، وفي مقدمة تلك الدول تقف السعودية وقطر.
الخبراء الغربيون المتخصصون في شؤون منطقة الشرق الأوسط، لا يساورهم أي شك في أن الدول المذكورة أخذت على عاتقها تزويد المعارضة السورية بالسلاح. ذلك أن عمليات تهريب السلاح إلى سورية تتم بشكل نشط من جميع الدول المجاورة عدا إسرائيل.
ولا بد من الإشارة هنا إلى أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية المؤثرة أعلنت مرارا معارضتها لإرسال شحنات من الأسلحة للقوات المعارضة للنظام السوري. ذلك أن الغرب يخشى أن يصل قسم من هذه الأسلحة إلى أيدي الجماعات الإسلامية الراديكالية، بما فيها؛ الجماعات المرتبطة بتنظيم القاعدة. لكن الدول الخليجية لا تشاطر الغرب مخاوفه. فالقطريون والسعوديون يرون أن الدول العربية إذا ما تخلت عن المعارضة السورية، فإن القوى الحكومية ستقضي على جيوب المقاومة، الواحد تلو الآخر، كما حدث مؤخرا في حمص وإدلب.
ولقد أوضح وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل قبل أُسبوعين موقف بلاده بشكل واضح، عندما قال إن المعارضة السورية تملك الحق في التزود بالسلاح للدفاع عن نفسها.
المصدر : روسيا اليوم