اعلن نبيل العربي امين عام جامعة الدول العربية ان المعارضة السورية لا ترى حلا للازمة الا بتكرار السيناريو الليبي عبر التدخل العسكري، معتبرا ان هناك مسارين للتعامل مع الازمة السورية، الاول من خلال مهمة كوفي عنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية، والثاني هو الاسراع في تقديم المساعدات الانسانية للشعب السوري. كما اشار العربي الى ان الجامعة العربية والامم المتحدة لا تمتلكان صلاحيات الاعتراف بـ”المجلس الوطني السوري” المعارض.
واكد العربي في لقاء مع صحيفة “الاهرام” المصرية نشرته يوم السبت 17 مارس/آذار ان “المعضلة تكمن في أن الحكومة (السورية) ابدت استعدادها للمشاركة في حوار مع المعارضة في دمشق وليس خارجها، بينما تبدي المعارضة رغبتها التفاوض مع الحكومة بهدف فقط البحث في انتقال السلطة، وهو ما ينبئ عن مسافة واسعة بين الطرفين والتي شهدت في الآونة الأخيرة المزيد من الاتساع”.
وتابع قائلا: “اللافت أنه لدى المعارضة (السورية) قناعة بأنه لن يكون بمقدور الجامعة العربية ان تفعل شيئا ضد النظام، وان الحل لن يتحقق الا من خلال تكرار النموذج الليبي، وأن أي محاولات لإقناع النظام باجراء اصلاحات والدخول في دائرة الحلول السياسية والسلمية لن يكون لها جدوى. أي ان المعارضة بوضوح لاترى بديلا للتدخل العسكري. ومن جهتنا أبلغناهم (المعارضة) ان الجامعة العربية لا تمتلك القدرة على فرض حل عسكري، فهي ليس لديها جيوش أو سلاح طيران، فضلا عن ذلك فإن ميثاق الأمم المتحدة يحرم على الجامعة العربية التوجه نحو الخيار العسكري”.
وشدد العربي على وجود “مسارين للتعامل مع الأزمة السورية في الوقت الراهن ينبغي السير فيهما بأسرع ما يمكن، أولهما مسار سياسي الذي بدأ كوفي أنان المبعوث المشترك للامم المتحدة والجامعة العربية المضي فيه، والثاني مسار انساني من خلال الإسراع بتقديم المساعدات للشعب السوري”.
وفيما يخص العنف الدائر في سورية اعتبر العربي ان “وجود مراقبي الجامعة العربية اثر في الحد من عمليات العنف الموجه ضد المتظاهرين والمدنيين، ولكن مع انسحاب مراقبي ثماني دول ووصول أعدادهم الى نحو70 مراقبا، اوقفت الجامعة مهمتهم”. ولفت الى ان “عنان اثار مع الحكومة السورية مسألة انشاء آلية مناسبة للرقابة على وقف اطلاق النار”، موضحا ان هذه الآلية تكمن “من خلال نشر مراقبين دوليين” في سورية.
وردا على سؤال ان كان عنان قد طرح على الرئيس الأسد خيار التخلي عن السلطة كمدخل للحل السياسي للازمة، قال العربي انه “وفقا لمعلوماتي فإن هذا الأمر لم يطرحه عنان خلال زيارته الأخيرة لدمشق والتي التقى فيها الرئيس بشار الأسد مرتين على مدى يومين”.
واشار الى ان “الأمم المتحدة منوط بها اصدار القرارات الملزمة من خلال مجلس الامن، بينما الجامعة العربية لا تملك هذه الميزة ، كما انها (الأمم المتحدة) الوحيدة القادرة على ارسال القوات العسكرية لتطبيق قراراتها إذا تفاقمت الأوضاع”.
وفيما يتعلق بالاعتراف بـالمجلس الوطني السوري اوضح العربي انه “ليس من صلاحيات المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية أو الدولية كالأمم المتحدة الاعتراف القانوني بطرف ما، فذلك من صلاحيات الدول فقط “.
المصدر: موقع صحيفة “الاهرام” المصرية