عادت اسرائيل للحديث عن منع ابرام صفقات سلاح متطور بين سوريا وروسيا، وتحديدا الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي، وهذا الموقف الاسرائيلي هو انعكاس للرؤية الاسرائيلية ، المدركة لتجاوز القيادة السورية الأزمة الداخلية.
وتقول دوائر سياسية اوروبية لصحيفة المنار المقدسية أن تل أبيب اعتنقت رؤية مشتركة مع تركيا مستندة الى تكرار السيناريو الليبي، يقوم على نزع الاسلحة غير التقليدية، وضرب قدرة الجيش السوري الهجومية والدفاعية من خلال اتباع سياسة لاسقاط الانظمة المتطورة للصواريخ، واعادة بناء الجيش السوري بصورة تمنع تأثيره مستقبلا في المنطقة، وأيضا دعم العصابات الارهابية واشغال الجيش بملاحقة المسلحين الذين دخلوا الاراضي السوري حيث يتحول الجيش الى قوة شرطة كما هو حاصل في العراق.
وتضيف الدوائر، ان صمود الدولة السورية وكفاءة وقدرة الجيش السوري أطاحت بالرؤية الاسرائيلية التركية، لصالح صعود الحل السياسي الى طاولة الأزمة السورية، وهذا دفع حلفاء امريكا من عرب وأتراك الى توحيد صفوفهم، لتوجيه رسالة مشتركة الى الولايات المتحدة تعارض فيها بقاء القيادة السورية، ومشاركة رئيسها في الانتخابات القادمة الذي واجه بصلابة المؤامرة الارهابية على شعبه.
وترى الدوائر أن أنقرة تقود هذا التحرك فهي الأكثر رعبا وقلقا من نجاح الشعب السوري، فقد جمعت تركيا الدول المشاركة في الحرب الارهابية على سوريا لعقد لقاء في الامارات، مستشعرة ومن معها بأن هناك ما يحاك بين موسكو وواشنطن في قاعات اللقاءات المشتركة بين الجانبين، مستندة في ذلك الى تغير الخطاب الأمريكي بشأن الأزمة السورية، فقد تضطر واشنطن الى التعاطي مع الطرح الروسي في اطار البحث عن حلول شاملة للازمات التي تعاني منها المنطقة.
وتؤكد الدوائر أن اسرائيل هي “الحاضر الغائب” في لقاء الامارات، فهي تشارك المجتمعين تحت راية “العثمانيين الجدد” آمالهم وأمانيهم بأن لا يكون للقيادة السورية أي دور في المستقبل، وتل أبيب تخشى من رزمة الحل الذي تسعى موسكو للوصول اليه ، ولن تستطيع واشنطن رفضه، فالازمة تتجاوز حدود سوريا، وروسيا تؤكد أن لا رجوع الى الخلف في السعي لايجاد حل سياسي للازمة.
وتتمسك روسيا بقوة بأن الشعب السوري هو الذي سيقرر من هي قيادته، وليس اولئك الداعمين للعصابات الارهابية أو أي طرف خارجي، ولا مكان لشروط وقرارات استباقية قبل الحوار، ويبقى صندوق الاقتراع هو الذي سيحسم شكل النظام القادم في سوريا في اطار انتخابات شفافة، وهذا الموقف الروسي الصلب وضع المتآمرون في قطر والسعودية وغيرهما من الدول العربية، وتركيا في دائرة العزل غير قادرة على حصار الحل السياسي، وكذلك، هذا ما دفع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للتوجه نحو روسيا لاقناعها بعدم تزويد دمشق بصواريخ متطورة.
سيريان تلغراف