ضباط من “الجيش الحر” يشاركون تسبي ليفني في مؤتمر “معهد واشنطن” السنوي ، ويشيدون بالهجوم الإسرائيلي على دمشق ويطالبون الإدارة الأميركية بقصف مواقع الجيش السوري
كشف النقاب في واشنطن عن أن عددا من رجال الأعمال الإسرائيليين ومن اللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة أنشأوا “مجموعة تمويل” تهدف إلى تمويل “الجيش الحر” و “المعارضة السورية” الساقطة ، وأنهم جمعوا فعلا حتى الآن نصف مليون دولار .
وجاء القرار في أعقاب انتهاء يوم دراسي كرسه “معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى” للأزمة السورية خلال مؤتمره السنوي الذي أنهى أعماله اليوم بمشاركة ضباط من “الجيش الحر” و وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني .
وشارك في المؤتمر أيضا عدد من رجال الأعمال الإسرائيليين أبرزهم “موتي كاهانا” ، فضلا عن رجال أعمال أميركيين من “اللوبي الإسرائيلي” في الولايات المتحدة ، الذي تمثله منظمة “إيباك” لجنة السؤون الخارجية الأميركية ـ الإسرائيلية .
وفي مداخلة له خلال المؤتمر ، بينما كان يرفع “علم الجيش الحر” ، حسب وصفه ، قال موتي ، الذي يعيش في ولاية نيورجرسي وتعيش أسرته في “غوش دان” وسط إسرائيل : “لا يمكننا الجلوس ساكتين بينما يقوم بشار الأسد بذبح النساء والأطفال” !!!! ، مضيفا القول : “لا يمكن لنا نحن اليهود والإسرائيليين أن نقف مكتوفي الأيدي بينما يجري ذبح الأطفال والنساء السنة من قبل العلويين ، فما يقوم به العلويون تجاه السنة يشبه ما قام به النازيون الألمان في الهولوكوست ضد اليهود ، رغم أني لا أريد عقد مقارنة بين الجريمتين” .
وكشف كاهانا أن شقيقه ستيف كاهانا ، الضابط في الخدمات الطبية العسكرية الإسرائيلية “يقوم بمعالجة جرحى الجيش الحر الذين يواجهون نظام الطاغية العلوي ” و ” يقدمون مساعدات للمسلحين السوريين الذين يتسللون من وإلى المنطقة (المحتلة) من الجولان” .
وقال كاهانا “إن هناك سببا آخر يدفعنا للوقوف إلى جانب الثورة السورية والجيش الحر ، سوى الجانب الإنساني ، هو أن الحرب في سوريا ستمتد إلى مرتفعات الجولان ، ما يمكن حزب الله وإيران والإرهابيين الشيعة من أن يكونوا على جبهتنا الشرقية مباشرة ، فضلا عن الجبهة الشمالية (لبنان)” ، كاشفا عن أنه تبرع من أمواله الخاصة بمئة ألف دولار لـ”المعارضة السورية والجيش الحر” ، وأن “هناك مبلغ نصف مليون دولار قد جرى جمعه فعلا من قبل رجال أعمال إسرائيليين ويهود أميركيين لدعم الثورة السورية من أجل إسقاط نظام الطائفة العلوية الموالي للشيعة في إيران” ، فضلا عن عمليات جمع الأموال الجارية الآن في “المعابد اليهودية” على امتداد الولايات المتحدة وإسرائيل “لصالح الثورة السورية” ، بمبادرة من مجموعته وأعضاء في الكنيست الإسرائيلي “يشرفهم أن يقوموا بهذا العمل” ، وفق تعبيره .
وفي تصريح آخر لصحيفة “يديعوت أحرونوت” ، قال كاهانا “إن دخول سوريا بالنسبة لي هو مثل الوصول إلى تل أبيب” ، في إشارة غير مباشرة إلى أنه دخل سوريا سرا .
وكشف للصحيفة أنه جمع خلال العامين الماضيين مئات آلاف الدولارات وغامر بإيصالها إلى دمشق لصالح المنظمات الليبرالية” ، في إشارة غير مباشرة منه إلى “إعلان دمشق” الذي يقوده رياض الترك وتموله وكالة المخابرات المركزية الأميركية منذ العام 2006 ، التي دفعت له حتى الآن قرابة عشر ملايين دولار وفق وثائق أميركية نشرت العام الماضي .
على الصعيد نفسه ، دعا العقيد عبد الجبار العكيدي و العقيد الطبيب عبد الحميد زكريا ، عضوا قيادة ما يسمى “الجيش الحر” ، واللذان يشاركان في المؤتمر ، الإدارة الأميركية إلى قصف جوي مركز على مواقع الجيش السوري ، وقالا خلال المؤتمر بعد لقاء على هامشه مع وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني” إن عددا من الضربات الجوية الأميركية المركزة لمواقع “عصابات الأسد” (الجيش السوري) ومقراته ستؤديان إلى انهيار النظام” .
وقال العكيدي مشيدا بالضربات الإسرائيلية الأخيرة على أطراف دمشق “كانت ضربات تمتعت بدقة جراحية ، ولم تتسبب بأية مشاكل جانبية” .
أما العقيد عبد الحميد زكريا فقال إنه وشريكه “متفائلان بأن الحكومة الديمقراطية المسقبيلة في سوريا لن يكون لها مشاكل تذكر مع إسرائيل ، لأن بلدين ديمقراطيين لا يمكن أن يكونا عدائيين تجاه بعضهما البعض ، كما أن من شأن تقديم تنازلات إسرائيلية في الجولان (وليس انسحابها الكامل منها!!) أن يؤسس لسلام بين البلدين ، لأنه ليس هناك خلافات بين الشعبين السوري والإسرائيلي سوى موضوع الجولان” .
وكان العقيد العكيدي ، وبعد أن فضح خبر مشاركته في المؤتمر مع تسيبي ليفني ، أصدر تصريحا قال فيه إنه “اعتذر عن حضور المؤتمر” ، لكنه “تسلل” سرا إلى واشنطن مع زميله زكريا .
وقد شارك في المؤتمر عدد آخر من أعضاء المعارضة السورية من الأخوان المسلمين و “إعلان دمشق” ممن يقيمون في الولايات المتحدة في ورشات المؤتمر ، حيث كرس المؤتمر إحدى جلساته لمناقشة ما أسماه “الأوضاع الداخلية السورية والحرب ضد نظام بشار الأسد” .
يشار إلى أن “العكيدي” يعتبر رجل إسرائيل الأول في الشمال السوري ، على غرار ما كان عليه أنطوان لحد في جنوب لبنان . وكان أدخل العام الماضي عملاء إسرائيليين وأميركيين إلى منطقة “السفيرة” في حلب عبر الأراضي التركية بهدف جمع معلومات عن مصانع مؤسسة معامل الدفاع المجاورة لها ، حيث تشتبه جهات غربية وإسرائيلية بأنها أضخم مصانع لإنتاج الأسلحة غير التقليدية (البيولوجية والكيميائية) في سوريا ، والمكان الرئيسي لترسانة الرؤوس الصاروخية غير التقليدية في الجيش السوري .
هذه هي الثورة السورية على بشار الأسد ..
سيريان تلغراف