Site icon سيريان تلغراف

“المجلس العسكري الإسرائيلي” في درعا يتلقى صفعة قوية بعد زيارة وزير الخارجية الإيراني إلى عمان

تلقى “المجلبس العسكري الثوري حوران” ، الذي تديره المخابرات الأردنية وجهاز “الموساد” بشكل صريح وواضح من خلال غرفة عمليات في عمان ، ضربة قاصمة يوم أمس حين خسر بلدة “خربة غزالة” الاستراتيجية ، الواقعة على الطريق الدولي بين دمشق والأردن .

وقالت وكالة “رويترز” إن الجيش السوري “انتزع يوم الأربعاء السيطرة على بلدة جنوبية استراتيجية من مقاتلي المعارضة بعد قصف شرس استمر شهرين في تقدم يرجح ان يؤدي إلى استعادة قوات الرئيس السوري بشار الأسد السيطرة على طريق نقل دولي . وجاء سقوط بلدة خربة غزالة التي تقع في سهل حوران على الطريق السريع المؤدي إلى الأردن بعدما فشل مجلس عسكري سوري معارض يدعمه الأردن في مد المدافعين عن البلدة بالأسلحة” .

ونقلت الوكالة عن قادة المقاتلين والنشطاء في المنطقة قولهم “إن ذلك أثار استياء مقاتلي المعارضة بسبب ما اعتبروه نقصا في دعم الأردن لجهودهم الرامية إلى هزيمة قوات الأسد بالمنطقة” .

وبحسب الوكالة ، فإن “مقاتلي المعارضة التابعين لمظلة الجيش الحر كانوا قد قطعوا الطريق السريع إلى الأردن قبل شهرين لكن الحفاظ على الطريق بعيدا عن أيدي قوات الأسد يتوقف على السيطرة على خربة غزالة التي تقع في مفترق طرق يؤدي غربا إلى مدينة درعا المتنازع عليها” .

سقوط خربة غزالة في أيدي الجيش السوري وفرار أكثر من ألف مسلح ، وصالحي سلّم الملك الأردني خارطة لـ”كوريدور” جوي تعده استخباراته أرضيا مع “الموساد” في حوران ..

وكانت التجارة بين دول الخليج وتركيا وأوروبا في بضائع بمليارات الدولارات تنقل قبل الأزمة السورية على الطريق السريع الذي يمر من خربة غزالة قبل أن تصل إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن .

وطبقا لما نقلته “رويترز” عن المسلحين ، فإن “نحو ألف مقاتل انسحبوا من خربة غزالة يوم الاربعاء بعدما فقدوا الأمل في وصول تعزيزات من الأردن الذي يخشى إثارة رد عسكري من الأسد” .

وقال أبو يعقوب قائد كتيبة شهداء خربة غزالة لرويترز عبر الهاتف من حوران إن “قوات الأسد بدأت تتقدم من الشمال والغرب وإنه لا زال بإمكانه العودة إلى خربة غزالة لكن ليس بوسعه فعل شيء ” . وأضاف أن “بإمكانه إعادة ألف مقاتل لكن دون جدوى لأنه لا يملك ذخيرة” .

وذكر أبو يعقوب أنه “اتصل بأحمد النعمة قائد المجلس العسكري المدعوم من الأردن قبل أن يأمر المقاتلين بالانسحاب لكن النعمة أخبره بأنه لا يمكنه ان يفعل شيئا” .

وأضاف القول “إن المأساة الكبرى ستقع غدا عندما يعاد فتح طريق إمداد قوات النظام إلى درعا ويعود الضباط ويعود التزود بالذخيرة ويجرى استئناف القصف” . وتابع “أن قوات المعارضة خنقت قوات الأسد لمدة 61 يوما بسيطرتها على خربة غزالة” ، مشيرا إلى أنه  “فقد 35 مقاتلا في غضون شهرين” .

وقال المعتصم بالله وهو ناشط من جماعة شبكة شام الاخبارية المعارضة للمراقبة للوكالة “إن معظم كتائب مقاتلي المعارضة في الجنوب يلومون الأردن والمجلس العسكري في الهزيمة” . وأضاف “يتبع المجلس المخابرات الأردنية المهتمة بتشكيل وحدة تعمل لها بالوكالة أكثر من تشكيل قوة فعالة على الأرض تتفوق على الأسد” .

وأشار أبو بكر وهو ناشط من قرية الغويرية القريبة إلى أن “معظم المدنيين فروا من خربة غزالة لكن الخوف يتصاعد من أن يتعرض السكان الباقون لعمليات إعدام دون محاكمة على غرار مذابح ارتكبت في بلدات أخرى تسيطر عليها قوات الأسد” على حد تعبيره .

وأضاف “يفر الناس من المنطقة الان لانهم يخشون أن يكتسح الجيش المنطقة . سيستمر الجيش الحر في الانسحاب ولن يواجه الجيش على الطريق السريع لأنه لم يعد يملك ذخيرة” .

ونقلت “ريترز” عن مصادر دبلوماسية ومخابراتية إقليمية قولها إن عمان “كانت تسمح بإمدادات محدودة من الأسلحة الخفيفة للمجلس العسكري وهو معارض لجبهة النصرة المتشددة التي يشتبه بوجود صلات تربطها بتنظيم القاعدة والمدرجة على القائمة السوداء في الولايات المتحدة بصفتها جماعة إرهابية” .

وأوضحت بالقول نقلا عن نشطاء محليين  ومصاد عسكرية في المعارضة “إن أعضاء جبهة النصرة منخرطون إلى حد كبير في القتال في خربة غزالة” .

لكن سقوط خربة غزالة كان الثمرة الأولى للتهديدات الجدية التي حملها وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي للملك الأردني عبد الله الثاني ، سليل العائلة الأكثر ارتباطا بإسرائيل منذ تأسيسها .

فقد أبلغ صالحي الملك الأردني بأن إيران “تعتبر ما يحصل في الجنوب السوري جزءا من أمنها الاستراتيجي المباشر ، وهي لن تسمح مهما كلف الثمن باستمرار ما يجري في حوران تحت الاشراف المباشر للاستخبارات الأردنية والإسرائيلية والأميركية عبر الجيش الحر” .

ولفته إلى أن “لدى إيران اطلاعا كاملا على المخطط الأردني ـ الأسرائيلي لتفريغ الجنوب السوري من الجيش و وسائط الاستطلاع والدفاع الجوي السورية وتحويله إلى منطقة خارجة عن الدولة بعرض 50 كم بحيث يكون مجالها الجوي مفتوح أمام الطائرات الإسرائيلية لقصف إيران والعودة عبره على نحو آمن” .

ومن المعلوم أن أقصر خط بين القواعد الجوية الإسرائيلية وقلب إيران ، بما في ذلك طهران وأصفهان ، هو الذي يمر فوق منطقة حوران جنوب سوريا وفوق الأنبار العراقية ، والذي لا يتجاوز طوله 1500 كم ، ما يمكن الطائرات الإسرائيلية من تنفيذ مهمتها حتى دون الحاجة للتزود بالوقود جوا ، لاسيما وأن العراق خال تماما من أي وسائط إنذار جوي مبكر أو وسائط دفاع الجوي منذ سقوط النظام العراقي السابق .

وتعتبر منطقة “حوران” العقبة الأساسية على مسار هذا “الكوريدور” أمام الطائرات الإسرائيلية ، بالنظر لاحتوائه على ثلاث من كبريات محطات الاستطلاع والإنذار الجوي المبكر السورية ، فضلا عن بطاريات الصواريخ ، تتوزع على “تل الحارة” و منطقة شرقي درعا . وهو ما يفسر استكلاب مسلحي “الجيش الحر” ، الذين تديرهم إسرائيل والمخابرات الأردنية ، عبر العقيد الفار أحمد النعمة ، لضرب تلك المحطات خلال الشهرين الماضيين ، لاسيما في منطقة “النعيمة” شرقي درعا !

يشار إلى أن “المجلس العسكري” المذكور يهيمن عليه الضباط الفارون المرتبطون أساسا بجماعة الأخوان المسلمين والعميل الإسرائيلي الآخر الدكتور عماد الدين رشيد ، وكيل كلية الشريعة سابقا في جامعة دمشق ، الذي يعتبر أحد أبرز السوريين المرتبطين بالمخابرات الأردنية ..

سيريان تلغراف | الحقيقة (بتصرف)

Exit mobile version