اعترف شيخ عشيرة عراقية أنه أرسل مئات الرجال إلى سورية للمشاركة في القتال ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت صحيفة “دايلي تلغراف” في عددها الصادر يوم 12 مارس/آذار إن الشيخ، الذي وافق على إجراء المقابلة معها شريطة عدم الكشف عن هويته، اعترف أيضاً أنه “أرسل ما قيمته عشرات الآلاف من الدولارات من الأسلحة وغيرها من المساعدات عبر الحدود إلى سورية، وأن العشرات من رجاله دفعوا حياتهم ثمناً لتضحياتهم ودفنوا حيث سقطوا”.
ونقلت عن الشيخ العراقي أنه “ارسل المئات للقتال ضد نظام الرئيس الأسد، وجمع ما يعادل 45 ألف دولار من الأموال اشترى بها 100 بندقية من طراز كلاشنكوف و50 قاذفة قنابل وعدداً قليلاً من بنادق القنص إلى سورية”، مؤكدا أن 100 بندقية كلاشنكوف “لن تسقط نظام الرئيس الأسد”.
واشارت الصحيفة إلى “أن الروايات عن انتفاضة المقاتلين الأجانب بدأت تتواتر في وقت مبكر من عمر الثورة في سورية، وزُعم أن مناطق السنة في غرب العراق، التي تعتبر ملاذاً لتنظيم القاعدة وغيره من الجماعات المسلحة خلال الحرب العراقية، تردّ المساعدة التي قدمها لها انذاك المقاتلون ضد القوات الأمريكية”. وقالت “إن هذه المزاعم دعمها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي حين رفض دعم الإنتفاضة السورية خوفاً من وقوع حكومته، التي يسيطر عليها الشيعة، تحت خطر سيطرة السنة على سورية”.
واضافت الصحيفة أن عدداً من شيوخ العشائر العراقية “اعترفوا أن رجالهم ذهبوا إلى سورية لمحاربة قوات الأسد، لكنهم رفضوا المزاعم بشأن ارتباطهم بالقاعدة، وكانوا قادوا من قبل مجالس الصحوة التي انقلبت على التنظيم الارهابي عام 2006”. ونسبت إلى الشيخ حميد الهايس، الذي وصفته بأنه زعيم قبلي وقائد سابق في مجالس الصحوة، قوله “إن تنظيم القاعدة لا يرسل، وبأي حال من الأحوال، مقاتلين إلى سورية لمحاربة النظام، لكنه يبحث دائماً عن مناطق غير مستقرة”.
وذكرت الصحيفة “أن شيوخ القبائل السنية في العراق ينكرون أيضاً أن تنظيم القاعدة وغيره من المسلحين الاسلاميين سيستولون على السلطة بعد سقوط نظام الرئيس الأسد”. ونقلت عن زعيم قبلي عراقي يُقاتل رجاله في سورية ويُدعى الشيخ عاشور البو محل “نحن قادرون على التصدي لتنظيم القاعدة ، ولدينا خبرة في هذا المجال، وقاتلنا ضدهم من قبل، ونعرف كيف نفعل ذلك”.