العدوان الاسرائيلي على سوريا أثبت للجميع أن تل أبيب بدعم أمريكي وتمويل خليجي وخدمات تركية، طرف مباشر ورئيس في الحرب الارهابية التي يتعرض لها الشعب السوري، وأنها في حالة تنسيق دائم مع العصابات الارهابية المدعومة سعوديا وقطريا وتركيا، وتحديدا تلك التي تعيث فسادا في محيط العاصمة دمشق.
العدوان الاسرائيلي جاء في توقيت مختلف، والقوة مختلفة، عدوان على سوريا التي تخوض حربا قاسية ضد الارهاب المدعوم من أكثر الدول بطشا وتسليحا وثراء وخيانة، وفي اسرائيل قلق وخوف ما بعد الهجمات التي شاركت فيها جهات عربية وبالتعاون مع العثمانيين الجدد في أنقرة.
فقبل العدوان كانت هناك لقاءات عسكرية وأمنية بين هذه القوى واسرائيل، وبعد العدوان تنادى هؤلاء الى لقاءات حاقدة سرية أخرى، وأمريكا دعمت العدوان ومهدت له، واعتبره رئيس الدبلوماسية الأمريكية عشية توجهه الى موسكو بأنه جاء في التوقيت المناسب، وقبل كل ذلك، جاء هذا العدوان في الوقت الذي تحقق فيه الدولة السورية نجاحات كبيرة ضد الارهابيين قطاع الطرق.
وفي هذا السياق كشفت مصادر مطلعة لـ (المنــار) أن ضباط استخبارات أتراك واسرائيليين يوجهون عمليات العصابات الارهابية ويختارون لها الاهداف، والعدوان الاسرائيل والدعم اللامحدود للعصابات الارهابية، يهدف الى اطالة المدة الزمنية لعملية التطهير التي يقوم بها الجيش السوري، وذلك لاستنزاف قدراته، وباعتراف الدوائر المعادية لسوريا فان العصابات الارهابية لا تستطيع التفوق على الجيش السوري حتى لو استمر القتال سنوات طويلة أخرى، وكلما طالت المدة، كلما تكشفت العصابات وداعموها أكثر، واسرائيل في حالة شد الحبل بأقصى درجاته، وما تقوم به من اعتداءات هو بتنسيق مع أمريكا وعرب الخيانة بهدف تقويض اركان الدولة السورية، فالمسألة الآن لدى كل أطراف التآمر على سوريا والعربان والعثمانيون الحدد تحديدا هي مسألة حياة أو موت سياسي.
دوائر مطلعة ذكرت لـ (المنــار) أن المتآمرين على سوريا، أوكلوا مهمة مساندة العصابات الارهابية الى اسرائيل بصفتها “الطفل المدلل” لأمريكا في المنطقة، و “الطفل المشاكس” الذي لا يحاسبه أحد على أفعاله، لكن، في هذه المرحلة الوضع مختلف في سوريا، فلا أحد يعرف ما تفكر به العقول في سوريا سياسيا واستخباريا وعسكريا ، فالحرب على مستويات ثلاثة، عسكرية واستخبارية وسياسية، وفي الميدان السيطرة الآن للجيش السوري.
سيريان تلغراف