في زمن “الربيع العربي” لم تعد العلاقة مع إسرائيل بالنسبة لحكام إمارة الغاز القطرية بالشيء المحرّم، كما لم تعد العلاقة مع الكيان الصهيوني محكومة بالسرية بعد أن كشف عن الجزء الأكبر من الدور الإسرائيلي – وبالتنسيق مع قطر في ثورات وحريات الربيع العربية التي سفكت دماء مئات الاف الأبرياء، ودمرت أوطان وقضت على حضارات واحتضنت التكفيريين واستقدمت الجهاديين الذين عاثوا خرابا وقتلاً وفسادا تحت مسمى حريات الشعوب.
ويبدو أن التسيق القطري الإسرائيلي في زمن “الربيع العربي” بات يتعزز أكثر فقد كشفت صحيفة «كلكليست» الاقتصادية الإسرائيلية النقاب عن زيارة قريبة لأحد أفراد عائلة أمير قطر إلى إسرائيل. ونقلت أن الزيارة ستتم في تشرين الثاني المقبل وبشكل رسمي ومعلن، وأنها الزيارة الأولى لرئيس غرفة قطر التجارية الشيخ خليفة بن جاسم آل ثاني. وترمي الزيارة إلى تعزيز التعاون مع إسرائيل في المجال التكنولوجي. وبحسب الصحيفة فإن زيارة الشيخ خليفة لإسرائيل تتم لمناسبة تدشين مركز التحكيم التجاري الإسرائيلي – الفلسطيني.
وشددت الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية على أن مركز التحكيم التجاري المذكور، هو مشروع مشترك بين رئيس غرفة التجارة الدولية في إسرائيل الجنرال أورن شاحور ورئيس الغرفة التجارية الدولية في فلسطين منيب المصري. وكان قد اتفق على إنشاء مركز التحكيم التجاري هذا بعد قبول فلسطين عضواً في الغرفة التجارية الدولية قبل ثلاثة أعوام.
ويبدو أن نشر خبر زيارة الشيخ القطري، وهو المقرب جداً من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى إسرائيل، تم على هامش انعقاد المؤتمر العالمي الثامن لغرف التجارة الدولية في الدوحة، والذي انتهى قبل أيام. وقد نشرت الصحيفة صورة للشيخ خليفة، ويعتبر من أهم الشخصيات المركزية في كل ما يتعلق بالتجارة الخارجية لقطر، وهو يجالس الجنرال شاحور على هامش انعقاد المؤتمر العالمي. وقد عقد اللقاء بعلم رئيس الحكومة القطرية ووزير خارجيتها الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني.
وتقوم التجارة الإسرائيلية القطرية غير الرسمية حتى الآن على عدد من المنتجات، ليس بينها تقريباً منتجات تكنولوجية عالية. وبحسب الصحيفة الاقتصادية الإسرائيلية، فإن الحكومة القطرية معنية حالياً بتعزيز قطاع التكنولوجيا العالية هناك عن طريق اكتساب الخبرة والتقنيات، وأيضاً عن طريق تشجيع شركات تكنولوجية إسرائيلية على تصدير أعمال ومشاريع تطوير إلى قطر، بدلاً من الذهاب بها إلى الهند أو إلى أوروبا الشرقية. وتأمل قطر عبر اجتذاب الشركات الإسرائيلية توفير فرص عمل أوسع للمهندسين من أبنائها الذين يتخرجون سنوياً من كبريات الجامعات في العالم.
وأكدت الصحيفة الإسرائيلية أن جدول أعمال زيارة الشيخ خليفة آل ثاني لإسرائيل، سيتبلور في الأشهر القريبة، وأن هذا الجدول سيضم لقاءات مع مسؤولين إسرائيليين كبار في قطاع التكنولوجيا الدقيقة. وقد تم الاتفاق على ذلك أثناء لقاء آل ثاني – صاحب النفوذ في كل ما يتعلق بالاتفاقيات التجارية الإقليمية لقطر – مع الجنرال شاحور بهدف تعزيز العلاقات بين الدولتين.
سيريان تلغراف