أكثر من ألفي مسلح يستولون على منازل قرية “النعيمة” شرقي درعا ويحاصرون محطة الاسطلاع الجوي ، وأردنيون يسجلون أول تحليق للطيران الإسرائيلي دون طيار قرب الحدود .
أفادت أنباء واردة من مدينة درعا للتو بأن اشتباكات عنيفة تدور في محيط قرية “النعيمة” (6 كم إلى الشرق من المدينة) بين الجيش السوري وعصابات من مسلحي “جبهة النصرة ” و “الجيش الحر” الموالي لجماعة الأخوان المسلمين منذ صباح اليوم .
http://www.youtube.com/watch?v=o-D_9046AUw&feature=youtu.be
وقالت مصادر محلية مطلعة إن قرابة ألفي مسلحي ، مدججين بالأسلحة الرشاشة ومضادات الدروع ومدافع الهاون سيطروا على منازل قرية “النعيمة” وتحصنوا فيها تمهيدا لشن هجوم على قاعدة الاستطلاع الجوي الواقعة على تخوم القرية من الجهة الشمالية (الشريط أعلاه) و مقر عمليات “اللواء 38” في الدفاع الجوي وإحدى كتائبه في المكان نفسه شرقي القرية .
وبحسب معلومات مؤكدة من المكان ، فإن عددا من قذائف الهاون التي أطلقت من داخل قرية “النعيمة” سقطت داخل قاعدة الاستطلاع الجوي دون أن يعرف ما إذا كانت أصابت الهوائيات بأضرار ، علما بأن المسلحين زعموا في الشريط أنهم دمروا أحدها ، ما استدعى ردا من الحوامات السورية على مواقع المسلحين في أطراف القرية .
وقال أهالي القرية إنهم تلقوا تنبيها واضحا من الجهات العسكرية في المنطقة بأن الجيش سيقصف مواقع في القرية بالمدفعية إذا استمر هذا الوضع ولم يغادر المسلحون القرية .
يشار إلى أن قاعدة الاستطلاع الجوي في “النعيمة” ، التابعة لإدارة الاستلاع الجوي ، متخصصة برصد تحركات الجيش الإسرائيلي وطيرانه شمال فلسطين المحتلة وعبر المجال الجوي الأردني ، ولا علاقة لها بأية أنشطة عسكرية داخل الأراضي السورية .
وهو ما يؤكد للمرة المئة ضلوع الإسرائيليين مباشرة في الصراع على الأراضي السورية ، إذ سبق لمسلحي “الجيش الحر” أن استهدفوا “فوج الإشارة” في بلدة “شبعا” على طريق مطار دمشق الدولي ، ومحطة الاستطلاع الجوي في منطقة “رنكوس” شمال غرب دمشق ، ومحطة الاستطلاع الجوي في “تل الحارة” بمحافظة درعا ، التي فشلوا حتى الآن في اختراق تحصيناتها ، فضلا عن “كتيبة الإشارة” قرب بلدة “صيدا” ، الواقعة قرب “النعيمة” ، والتي يستكلب المسلحون للإستيلاء عليها أيضا ، هذا فضلا عن عشرات بطاريات الدفاع الجوي في عموم الأراضي السورية ، وهذه كلها معنية بمراقبة الأنشطة الإسرائيلية !
على الصعيد نفسه ، أكدت مصادر أردنية مطلعة تسجيل أول تحليق لطيران دون طيار طيلة نهار اليوم ، ومنذ الصباح الباكر ، فوق قريتي “أم السراب” و “السماقيات” الأردنيتين شرقي مدينة “المفرق” الأردنية ، واللتين لا تبعدان سوى أقل من 25 كم عن المناطق التي تجري فيها المواجهات شرقي درعا .
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن عدسة طائرات الاستطلاع الإسرائيلية دون طيار (من نوع “حيرون”) تمسح منطقة لا يقل قطرها عن 50 كم إذا كانت على ارتفاع 3 كم ، وأن الأردن لا يمتلك طائرات استطلاع دون طيار ، يصبح واضحا أن الطائرات المشار إليها هي إسرائيلية ، وأن تحليقها على علاقة مباشرة بما يجري شرقي درعا .
وكانت صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية كشفت قبل بضعة أيام ، استنادا إلى مصادر عسكرية غربية في الشرق الأوسط ، أن الملك الأردني سمح لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية بدون طيار بالتحليق في سماء الأردن والتوجه من المجال الجوي الأردني نحو المجال الجوي السوري .
كما أن رئيس ما يسمى “المجلس العسكري الثوري في حوران” ، العقيد الجاسوس أحمد النعمة الذي يسعى للعب دور أنطوان لحد على الحدود السورية ـ الأردنية ، يلتقي هو وضباطه مع الإسرائيلين بشكل دوري في الأردن برعاية المخابرات الأردنية ، وفق معلومات مؤكدة وموثقة على نحو قاطع لدى “الحقيقة” منذ تشرين الثاني / نوفمبر الماضي .
سيريان تلغراف | الحقيقة (بتصرف) + يوتيوب