لم يعد إنتقاد الدور الذي تقوم به قطر في سوريا مقتصراً على النظام، بل إنتقل ايضاً الى ضفة المعارضة المسلحة الذي بدأت تتذمر من قطر، حيث باتت تلك المجموعات تعتبر أن الدوحة تقوم بتقديم الأسلحة إلى الإسلاميين، لتسلم الحكم بعد “سقوط النظام”.
وفي حين أن المسلحين كانوا يشيدون بالدور القطري، معتبرين أن الدوحة سارعت إلى مساعدتهم في بداية الاحتجاجات، فإن دورها حالياً زاد من التوترات بين “قيادات” المجموعات المسلحة والمعارضة السياسية. وتشكو بعض “قيادات” المسلحين من أنها لا تتلقى أي أسلحة أو أموال، ما يفجر الخلافات بين “المعتدلين” والمجموعات الإسلامية، التي تتلقى الدعم القطري.
وقال أحد قادة المجموعات المسلحة في ريف دمشق أبو زياد إن “قطر تعمل لإقامة دولة إسلامية في سوريا”، مضيفاً “يستغل القطريون، وعدد من الدول الأخرى، من خلال أموالهم الثورة في سوريا لتحقيق مكاسب خاصة بهم”.
ويشكو معارضون بارزون من أن جماعة الإخوان المسلمين، المدعومة من الدوحة، تهيمن على “الائتلاف الوطني السوري” المعارض. وقال المعارض كمال اللبواني، الذي علق عضويته مع 11 معارضاً آخر في “الائتلاف”، إن “الحكومة القطرية ستشكل الحكومة (المؤقتة) ولن نكون جزءاً منها”.
ويتهم قادة مسلحون ونشطاء معارضون قطر بتقديم غالبية الأسلحة إلى الإسلاميين، التابعين لـ”الإخوان”. ويضيف أبو زياد إن “قطر ليست الدولة الوحيدة في المنطقة التي تغذي المعارضة، بل إن عدداً كبيراً من الأطراف يسعى إلى كسب النفوذ من خلال دعم فصائل المعارضة المسلحة المتعددة، وغالباً مع أجندات متضاربة، لكن قطر تبدو الداعم الأقوى حتى الآن بدعمها لمجموعات الأصوليين”.
وأشار إلى خلافات وقعت بين المجموعات المسلحة في جوبر في ريف دمشق حول من يقود العمليات، ما أدى إلى انتكاسة كبيرة في مواجهة القوات السورية، موضحاً أن عناصره لم يتلقوا أي ذخيرة طيلة 55 يوماً، فيما يرفض المقاتلون الإسلاميون مشاركة المجموعات الأخرى الذخائر التي وصلتهم.
ويقول مدير مركز “بروكينغز” في الدوحة سلمان الشيخ “المقاتلون على الأرض يملكون صورة غير جيدة لقطر. إنهم يعتبرون أنها تضغط كثيراً، وهذا الأمر يطرح أسئلة حول أهدافها”.
سيريان تلغراف | عربي برس